أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالرحمن مهابادي - هندسة الانتخابات العراقية من قبل النظام الإيراني















المزيد.....

هندسة الانتخابات العراقية من قبل النظام الإيراني


عبدالرحمن مهابادي

الحوار المتمدن-العدد: 5868 - 2018 / 5 / 9 - 23:39
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هندسة الانتخابات العراقية من قبل النظام الإيراني
القاء الضوء علي الانتخابات العراقية الجديدة 1-2
عبدالرحمن مهابادي*
عشية الانتخابات البرلمانية العراقية المقرر إجراؤها في 12 مايو، انفرط عقد العناصر الفاعلة الرئيسية في المشهد السياسي العراقي بسبب التطورات الإقليمية، وهذا هو السبب في أن الانتخابات في هذا البلد أخذت وجها مختلف تمامًا.
في هذه الانتخابات، أصبحت قائمة فتح (الحشد الشعبي) ، ودولة القانون (نور المالكي) ، وسائرون (مقتدى الصدر) ، والحكمة (عمار الحكيم) ، ونصر (حيدر العبادي) الجهات الفاعلة الرئيسية في الساحة الانتخابية. فيما يعانى السنة والأكراد من عدم وجود مركز قوي ومؤثر، لكونهم قد تلقوا أكبر الضربات في السنوات الـ 15 الماضية من قبل النظام الإيراني بسبب النزاعات الداخلية والأخطاء في الماضي. لقد خضع السنة لاحتلال النظام الإيراني، كما أن الأكراد كانوا متفائلين بشأن النظام الإيراني، فانشقت صفوفهم، وهو ما نتج عن توغل النظام الإيراني فيها.
ليس من المصادفة أن الخبراء في شؤون الشرق الأوسط يرون في العديد من الجوانب الوضع الحالي في العراق، نسخة من إيران الحالية. وبخصوص الانتخابات العراقية المقرر اجراؤها في هذا الشهر، زار بعض قادة النظام الإيراني بغداد والسليمانية وأكدوا للمقربين منهم ان تعيين رئيس الوزراء العراقي المقبل هو عمل النظام الإيراني وليس صندوق الاقتراع! الوفود المرسلة من النظام الإيراني لم تستطع اخفاء مخاوفها خلال هذه اللقاءات من تقدم انتفاضة الشعب الإيراني والسياسة والاستراتيجية المعلنة من قبل الادارة الأمريكية وموجة الكراهية التي يكنها المجتمع الدولي تجاه النظام.
النظام الإيراني راهن على الضربات التي ألحقها بالسنة والأكراد في العراق (استعادة مناطق واسعة كانت حتى قبل فترة بيد قوات «البيشمركه» من قبل الحرس الإيراني وكذلك تشريد المكون السني بسبب هجمات داعش أو الحشد الشعبي)، والآن يركز جهوده على اخراج تيار أو تيارات من الشيعة من صناديق الاقتراع قدمت أكبر الخدمات له في السنوات الماضية. وعلى هذا الأساس يريد أن يمسك بورقة رئيس الوزراء المقبل حتى يحتفظ مثل الماضي بـ «العمق الاستراتيجي» المزعوم في مواجهة معارضيه في المعادلات الاقليمية. النظام ومن أجل تحقيق هذا الهدف ينوي حفظ تيار اصلاحي (على غرار إيران) في الواجهة من التيارات الموالية له في داخل الاراضي العراقية لكي يمارس المزيد من الانقسامات والانشقاقات بين السنة والكرد.. وعزلهم أكثر.
السؤال المطروح هنا هل النظام الإيراني سيحصل علي هكذا فرصة لكي يحقق أهدافه في العراق؟ بغض النظر عن أي تقلبات، يجب القول: «لا». لأن ميزان القوى السياسية في العراق متأثر من توازن القوى الأكبر في المنطقة. الشرق الأوسط حبلى الآن بحوادث كبيرة. مواءمة فاعلة مع هذه الظروف ستقود القوات الوطنية والديمقراطية العراقية إلى اجتياز هذه الحوادث بسلام. الاصطفاف المصنع في المنطقة من قبل روسيا والنظام الإيراني والنظام الأسدي هو اصطفاف هش ودفاعي وغير دائم.
النظام الإيراني وعملائه في العراق يحاولون من خلال اطلاق شعارات ديموغاجية «صنع أبطال كارتونية» ليظهروا أنهم أنقذوا العراق وأن هزيمة داعش كان عملهم حتى يكسبوا من خلال هذه الدعايات كسب أصوات لهم! وسيكون من الخطأ الفادح الاعتقاد بأنهم قد خطوا خطوات في محاربة الإرهاب والقضاء على داعش. هناك في العالم اجماع قوي بأن هؤلاء كانوا محطمي الرقم القياسي في النهب والقتل والدمار واثارة الفرقة والحروب.
ومؤخرا حذر زلماي خليل زاد، السفير الأمريكي السابق لدى الأمم المتحدة، أن إيران تريد التأثير على الانتخابات العراقية وهندستها لصالح ميليشياتها. ففي مقال له في صحيفة «وول ستريت جورنال» بعنوان «حدّوا من نفوذ إيران في العراق» قال: «إن إيران تعمل بجد للتأثير على النتيجة، حيث تسعى إلى تعزيز نفوذ ميليشياتها داخل الحكومة العراقية، كما هو الحال مع حزب الله اللبناني». وزير الدفاع الأمريكي قال في 15 مارس الماضي أمام الصحفيين ان النظام الإيراني يحاول من خلال انفاق المال، التأثير على الانتخابات العراقية. هكذا تصريحات ونماذج مماثلة، تؤكد المعلومات الموثقة القائلة بأن السفارة والقنصليات الإيرانية في الاراضي العراقية تمثل المركز الرئيسي لتدخلات النظام الإيراني في شؤون العراق الداخلية وإرهاب إيران في هذا البلد ضد معارضي النظام وتوجيه عملائه في المناصب السيادية. علينا أن لا ننسى أن السفير وسائر كوادر السفارة الإيرانية والقنصليات هم من الأعضاء القدامى والمحنكين لفيلق القدس للحرس الإيراني حيث قادوا جرائم عديدة داخل الاراضي العراقية.
لذلك يجب أن لا نتوقع أن اجراء الانتخابات العراقية في هكذا ظروف أن تضع بلسماً على جروح الشعب العراقي. لأن الوجوه ليست هي من تغير وضع البلاد لصالح الشعب وانما السياسات والاستراتيجيات التي يمكن أن تحدث تغييرات مطلوبة للشعب. والسياسة والاستراتيجية الصحيحة هي طرد عملاء النظام من المناصب السيادية واخراجهم من العراق تمهيدا لقطع أذرع النظام الإيراني من العراق. انكار هذا الواقع يعد بمثابة قبول استمرار الفساد والقتل والنهب والدمار لمدة أربع سنوات أخرى. لذلك يجب السير بكل شجاعة في هذا الطريق والعمل بواجباتنا الإنسانية والوطنية. الشعب العراقي لا يقبل رضوخ العناصر العميلة للنظام الإيراني للطلبات الإيرانية.
أصبحت الآن استراتيجية المجتمع الدولي بشكل عام والولايات المتحدة تتركز بشكل خاص على تغيير النظام الإيراني. في إيران انطلقت حركة انتفاضة واسعة لاسقاط الديكتاتورية الدينية الحاكمة وتوسعت استراتيجية تنشيط ألف بؤرة للعصيان داخل المدن الإيرانية مما جعل وقت اسقاط النظام في افق قريب.
مع هكذا افق يمكن القول، في العراق، المستقبل يتم الترحيب فقط بعناصر تواكب هذه الاستراتيجية وتنسجم معها. تغيير النظام الإيراني ليس فقط مطلب الشعب الإيراني وانما مطلب جميع شعوب الشرق الأوسط وكثيرين في المجتمع الدولي.
*کاتب ومحلل سياسي خبير في الشأن الايراني.
[email protected]



#عبدالرحمن_مهابادي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نظرة إلى احتلال العراق من قبل النظام الإيراني
- لماذا تم سجن تليغرام في إيران!
- العمال الإيرانيون كارهون ومشمئزون من الدكتاتورية الحاكمة
- اعتياش أكبر ديكتاتورية عرفها القرن على دم الشعب !
- انتفاضة الشعب الإيراني ضد الديكتاتورية من اجل الحرية
- جريمة بلا حدود
- الشعب الايراني يستعد لاتخاذ خطوات أكبر
- إيران تتحرّر!
- التغيير في إيران يقترب بسرعة
- انهيار عملية استقلاب نظام ولاية الفقيه الحاكم في إيران
- العام الايراني الجديد، عام دفن دكتاتورية الملالي
- احتفالات (جهار شنبه سوري) على خطى انتفاضة الشعب الإيراني
- دور الشباب الإيراني في الانتفاضة ضد الديكتاتورية الحاكمة
- هل تسمعون أصوات طقطقة عظام الدكتاتور ؟
- دور المرأة الإيرانية في انتفاضة الشعب الإيراني من أجل الحرية
- العالم يتجهز لسقوط الدكتاتور في إيران
- موقع المقاومة الإيرانية في انتفاضة الشعب
- ماذا يجب العمل في موضوع دعم الشعب الإيراني؟
- كلمة المرور الناجحة من مرحلة الانتفاضة الحالية
- في إیران من هوإمام الجمعة ؟


المزيد.....




- رقصت بالعكاز.. تفاعل مع إصرار هبة الدري على مواصلة عرض مسرحي ...
- هل باتت فرنسا والجزائر على الطريق الصحيح لاستعادة دفء العلاق ...
- الجزائر تعلن إسقاط طائرة درون عسكرية اخترقت مجالها الجوي من ...
- من الواتساب إلى أرض الواقع.. مشاجرة بين المسؤولين العراقيين ...
- قفزة بين ناطحتي سحاب تحول ناج من زلزال تايلاند إلى بطل
- قراءة في تشكيلة الحكومة السورية الانتقالية : تحديات سياسية ...
- قناة i24 الإسرائيلية: ترامب يعتزم لقاء الشرع خلال زيارته للس ...
- إعلام أمريكي: دميترييف وويتكوف يلتقيان في البيت الأبيض
- الخارجية الألمانية تعلن إجلاء 19 مواطنا ألمانيا مع عائلاتهم ...
- الولايات المتحدة توسع قوائم عقوباتها ضد روسيا


المزيد.....

- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالرحمن مهابادي - هندسة الانتخابات العراقية من قبل النظام الإيراني