أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد السعدنى - الاغتيال الاقتصادى للدول














المزيد.....

الاغتيال الاقتصادى للدول


محمد السعدنى

الحوار المتمدن-العدد: 5868 - 2018 / 5 / 9 - 09:46
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


على العشاء باغت صاحبنا المتقاعد من جهة مهمة ضيفنا: "ياابنى مصر لو حبت تقدر تحتلكم بالفاكس"، ضحك الجميع وتوالت التعليقات، فقد كان الحديث عن ذلك العالم الساخر حولنا الذى تفرغ قادته لممارسة العلاقات الدولية عبر "تويتر". استوقفنى التعليق "النكتة" على أكثر من مستوى ولأبعد من مسافة عبر الزمن، فالضيف صديق قديم من إحدى الإمارات الصغيرة التى يهددها ترامب ضمن من هدد بالدفع أو سقوط العرش، وهى إمارة تطاولت كثيراً على قدر مصر منذ منتصف حكم مبارك وبعده، ورغم ذلك لا نوافق أبداً على شطط قرصان العصر الساعى للاستيلاء على ثروات البلاد والعباد. ثم كيف لصاحبنا من الجهة المهمة ألا يعلم أن مصر ذاتها قد احتلت جراء تصرفات الخديوى اسماعيل ونزقه ب "التلغراف" إذ لم يكن وقتها قد اخترع الفاكس بعد. ثم لماذا اختار لمصر إذا أرادت احتلال أحد أن يكون بالفاكس وليس بالتويتر؟ كما يحاول ترامب وكما كان الحوار يدور. هل هو ربما لايعلم قدر مصر، أم يستكثرعليها حتى المناوشة بتويتر؟ أم هو يعرف مدى إمكاناتنا وحدودها بأكثر مما نعرف نحن؟. عموماً اخذنا الحوار إلى عصر إسماعيل الذى أضاعتنا ديونه سنوات طويلة إذ وصلت إلى حوالى مائة وعشرين مليون جنيه استرلينى فى 1878 تسببت فى الوصاية والرقابة المالية على مصر وعزل الخديوى ثم الاحتلال الانجليزى. وتوقف بنا الحوار عند سؤال الجميع عن مقالاتى الأخيرة عن "الكوربوقراط" أو مؤسسة الرأسمالية العالمية المتوحشة ورجالها الذين يهددون العالم ويصنعون الحروب ويحاولون إبتلاع الدول والبشر، وعن جون بيركنز وكتابه "الاغتيال الاقتصادى للدول: اعترافات قرصان اقتصادي" الذى سبق الاشارة إليه فى مقال سابق.
جون بيركنز عالم اقتصاد أمريكى عمل لأكثر من خمسة وعشرين عاما فى وظيفة خبير اقتصادى أو "قرصان اقتصادي على حسب قوله" ضمن مجموعة عمل فى إحدى الشركات الاستشارية التي تمثل وسيطاً بين رؤساء وحكومات دول العالم الثالث، وبين مديري شركات وبنوك أمريكية عملاقة، وسياسيين، وصناع قرار، يسعون لبناء إمبراطورية أمريكية عالمية أطلقنا عليهم مصطلح الكربوقراط. أصدر كتابه فى 2004 بعد تقاعده فأحدث دوياً كبيراً وكان أكثر الكتب مبيعًا في الولايات المتحدة الأمريكية والعالم. في هذا الكتاب يحكي بيركنز مذكراته، ويالها من مذكرات عن دول نُهبت وشعوب أُفلست وحكومات سقطت وزعماء اسقطوا وبعضهم قتل. إنه التاريخ السرى لإمبراطورية الكوربوقراط الأمريكية ورجالها من "القتلة الاقتصاديين" وهو تعبير كان متبعًا رسميا حين دُرِّبَ على وظيفته. وقد لخّص الكاتبُ مهمته بقوله:"كانت وظيفتي أن أُشجِّعَ زعماء العالم على الوقوع في شَرَكِ قروضٍ تؤمِّنُ ولاءهم، وبهذا يُمكننا ابتزازُهم متى شئنا لتأمين حاجاتِنا السياسية والاقتصادية والعسكرية".
وهو يروج لكتابه وقصته بفيلم كارتون بثه بصوته على "اليوتيوب" بعد أن تلقى تهديدات بقتله من جهات لم يفصح عنها. أترجم لك مقتطفات منه، إذ يقول:" نحن القتلة الاقتصاديون تمكننا من إنشاء أول امبراطورية عالمية حقيقية، وهى فى الأساس إمبراطورية سرية، ولقد فعلنا ذلك بطرق مختلفة، وعموماً كنا نحدد بلداً لديه الموارد التى تطمح شركاتنا فى حيازتها، النفط كمثال، ثم نقوم بإقناع قادتهم بأننا نساعدهم بترتيب قرض ضخم لبلادهم من البنك الدولى أو غيره من الهيئات الحليفة لنا،
ولكن المال لا يذهب فعلا لهذا البلد، بل يذهب إلى شركاتنا لبناء مشاريع البنية التحتية فى ذلك البلد، والذى يعود بالنفع على قلة من الأغنياء ولا يستفيد منها الغالبية العظمى من عامة الشعب والبسطاء الذين هم فقراء جداً، وفى النهاية نتركهم بدين ضخم من المستحيل أن يقوموا بسداده، وفى مرحلة ما نعود إليهم قائلين: أنتم لاتستطيعون تسديد ديونكم، حسناً اعطونا شيئاً مقابلاً بدل المال، اعطوا امتيازات النفط لشركاتنا بسعر رخيص، صوتوا لصالح قراراتنا فى الأمم المتحدة، اسمحوا لنا ببناء قاعدة عسكرية على أراضيكم، وأشياء من هذا القبيل. وعندما نفشل يقوم "فريق الضباع" إما باسقاط أو اغتيال هؤلاء القادة، وإذا فشل منفذو الاغتيالات فى مهمتهم، كما حدث فى العراق حينها نقوم بارسال الجيش لاتمام المهمة. إنه نوع من الرأسمالية التى طورناها. لقد أنشأنا ما اعتبره شكل تحولى فيروسى للرأسمالية، وهو فى الحقيقة شكل من النظام الرأسمالى المفترس، تسبب فى تكوين عالم غير مستقر للغاية ولايمكن احتماله، فهو ظالم وخطير جداً". ويضيف: لقد التقيت بالكثير من الارهابيين وأجريت مقابلات معهم لنشرها فى كتبى، ولم أجد أياً منهم يريد أن يكون إرهابياً، إنهم أناس يائسون، فإذا كنا نريد أن نتخلص من الارهاب، فيجب علينا أن نتخلص من الأسباب الجذرية للإرهاب". وفى كتابه يقول:"لقد كانت الحربُ على العراق للسيطرةِ على نفطه وموقعِه "الجيوسياسى" المهمّ، بغضِّ النظر عن الذرائع التي سيقت في الحربين.



#محمد_السعدنى (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الكوربوقراط يهددون العالم
- قديس فى الحانة .. لص فى المسجد
- الأحزاب والرشادة السياسية
- الليكود الجديد فى مصر والوقوف فوق سن إبرة
- جمال عبد الناصر: مئوية النضال والثورة
- ترامب والقدس: سانتاكلوز جاء مبكراً
- سيرك تحت وهج الشمس
- يوسف زيدان: إنها خديعته وليس ضميره
- أفقٌ فى وجه العاصفة
- يوسف زيدان: ماذا يريد ذلك الكاتب اللجوج؟
- لا تضعوها فى حظيرة الدجاج
- لمن قربانك اليوم يا سيد عمرو؟!
- جمال عبد الناصر وبهتان عمرو موسى
- وبضدها تعرف الأشياء
- رجل غاب قمره وحضرت حكمته
- فنجان قهوة على الحائط
- داروا مع الشمس فانهارت عزائمهم
- بين روما ومونبلييه: رحلة في الفكر والتاريخ
- كن رجلاً ولا تتبع خطواتى
- وسقطت ورقة التوت فى الشعيرات


المزيد.....




- رقصت بالعكاز.. تفاعل مع إصرار هبة الدري على مواصلة عرض مسرحي ...
- هل باتت فرنسا والجزائر على الطريق الصحيح لاستعادة دفء العلاق ...
- الجزائر تعلن إسقاط طائرة درون عسكرية اخترقت مجالها الجوي من ...
- من الواتساب إلى أرض الواقع.. مشاجرة بين المسؤولين العراقيين ...
- قفزة بين ناطحتي سحاب تحول ناج من زلزال تايلاند إلى بطل
- قراءة في تشكيلة الحكومة السورية الانتقالية : تحديات سياسية ...
- قناة i24 الإسرائيلية: ترامب يعتزم لقاء الشرع خلال زيارته للس ...
- إعلام أمريكي: دميترييف وويتكوف يلتقيان في البيت الأبيض
- الخارجية الألمانية تعلن إجلاء 19 مواطنا ألمانيا مع عائلاتهم ...
- الولايات المتحدة توسع قوائم عقوباتها ضد روسيا


المزيد.....

- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد السعدنى - الاغتيال الاقتصادى للدول