أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صاحب الربيعي - نضوب الإبداع عند المبدع














المزيد.....


نضوب الإبداع عند المبدع


صاحب الربيعي

الحوار المتمدن-العدد: 1492 - 2006 / 3 / 17 - 11:54
المحور: الادب والفن
    


إن عمر الإبداع في حياة المبدع مرتبطاً بمدى اكتسابه المعرفي وتواصله مع العالم المعاصر، فكلما تقدمت به محطات العمر كلما قلة قابليته على الاكتساب والتواصل وأدى لنضوب ملكته الإبداعية وحينها يعتاش على تاريخه وما يمتلك من آليات لغوية لإثبات وجوده في الساحة الثقافية لكن عملياً ما ينتجه خالي من الإبداع. وفي كثير من الأحيان لايعدو سوى هذيان فارغ يسيىء لتاريخه، وكلما لُفت انتباهه لذلك كلما زاد من هذيانه لرفضه في اللاوعي القبول بفكرة نضوب ملكته الإبداعية وعدم قدرته على الاكتساب المعرفي الجديد والتواصل مع الحاضر.
وهذه القاعدة لاتنفي شواذها فهناك من لاينضب إبداعه كلياً ويتعامل مع مجريات الحاضر ويواصل اكتسابه المعرفي فيستمر إنتاجه الإبداعي، لكن حجم إبداعه يتقلص بزيادة عدد محطات عمره الزمني. إن نضوب الإبداع من ذات المبدع هو سنة الحياة وتعاقب للأجيال، لكن البعض يرفض الاستسلام ويتصارع مع ذاته لإيهامها أنه مازال مبدعاً وصالحاً لكل المراحل وكل ما يخطه قلمه هو إبداع لايضاهي إبداعاً أخراً والآخرون مجرد تلاميذ عنده لحين أن يوافيه الآجل.
يعتقد ((توفيق الحكيم))"أن شيء واحد يقتل الفنان....ولا يصيبه إلا من الداخل، هو نضوب الزيت من مصباحه وانطفاء جذوته وانتهاء وهو نفسه لايعرف ذلك الموعد ولا يتنبأ بذلك الحين! وربما سكت دهراً فإذا الفتيلة تتوهج بلمعة أخيرة رائعة قبل أن تخبو طبيعته الفنية ويرقد رفده للأبد".
إن نضوب الإبداع يطال عادة الشعراء بشكل مبكر، فيصبح نتاجهم الشعري اللاحق عبارة عن تسطير من الصياغات اللغوية الخالية من المعنى والهدف، صياغات عائمة تخلو من الإبداع إذا ما تم مقارنتها بنتاجهم الشعري السابق. ولايهتم بما يكتب من مقالات نقدية ضد نتاجه الشعري الجديد الخالي من الإبداع، ويستمر في نضمه للشعر واهماً نفسه أن الآخرين ينتابهم الحسد والغيرة منه!.
الإبداع هو الارتقاء بمنظومة الوعي لمراتب أعلى لتكون قادرة على قراءة تفاصيل الأحداث والوقائع الاجتماعية والخروج برؤية جديدة تسهم في تأشير سُبل الحل، فمراتب الوعي ليست محددة ولايمكن أن يدركها المبدع مهما بلغ اكتسابه المعرفي. ومع التواصل يتدرج بها ولكنه لايبلغ قمتها أبداً، وتنخفض مراتب الوعي عند المبدع لحدودها الدنيا عند ضعف تواصله مع المعارف المعاصرة.
وبهذا فإنه يفقد القدرة على قراءة تفاصيل الأحداث والوقائع الاجتماعية، فيخرج برؤية مخالفة للواقع (ساذجة!) لأنه يستند في تحليله على مكتسباته المعرفية السابقة المبتورة عن الواقع المعاصر. عند هذه النقطة الحرجة من التقاطع المعرفي في حياة المبدع، يزج نفسه في أتون الصراع بين الأجيال لقسرهم على القبول بتوجهاته ورؤيته المتعارضة مع مجريات الواقع المعاصر.
يقول ((ماركس))"أن الوعي الإنساني يتشكل من خلال الحوار الجدلي بين الذات والموضوع، حيث يشكل الإنسان من خلاله العالم الذي يعيش فيه مثلما يشكله ذلك العالم في ذات الوقت".
إن الرؤى والأفكار الإبداعية كائنات حية متفاعلة مع واقعها لاتصرعها مديات الزمن لأنها أزلية تسكنها الروح التي لاتفنى مع الزمن. في حين أن الرؤى والأفكار الخالية من الإبداع تولد ميتة، وقصيرة العمر فينتهي مفعولها مع انتهاء عمرها الزمني. ونضوب الإبداع من ذات المبدع يسفر عن خلق كائنات ميتة أو معاقة لاتقوى على التفاعل مع الكائنات المعرفية الحية في الحياة المعاصرة.
يعتقد ((توفيق الحكيم))"أن الفن ليس مجرد الحياة، لكنه كائنات حية تخرج من رأس فنان".
وحين تنضب كنوز الإبداع في ذات المبدع عليه التوقف عن إنتاج كائنات ميتة أو معاقة لأنها تسهم في قتل وإعاقة كائناته الإبداعية الحية لسابقة والتي لها مساهمتها في الرفد الحضاري للإنسانية.



#صاحب_الربيعي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العمل الإبداعي وآلياته
- الكاتب والمجتمع
- الإبداع والفن في الأدب
- الأديب والموقف الإنساني
- الأسلوب الأدبي
- مهام الأدب
- ماهية الأدب
- آليات الإبداع عند الكاتب
- مواصفات الكاتب الجيد
- مهام الكاتب
- ماهية الكتابة
- نفسية الشعراء
- دور الشعر في النقد الاجتماعي
- الشعر والدين
- الشاعر والسياسة
- زائرة بعد منتصف الليل
- شعراء الهجاء والذم
- شعراء المديح
- مهام الشاعر
- الشاعر ومكونات القصيدة الشعرية


المزيد.....




- سعاد بشناق عن موسيقى فيلم -يونان-.. رحلة بين عالمين
- الشارقة تكرم الفنان السوري القدير أسعد فضة (فيديو)
- العربية أم الصينية.. أيهما الأصعب بين لغات العالم؟ ولماذا؟
- سوريا.. رحلة البحث عن كنوز أثرية في باطن الأرض وبين جدران ال ...
- مسلسل -كساندرا-.. موسيقى تصويرية تحكي قصة مرعبة
- عرض عالمي لفيلم مصري استغرق إنتاجه 5 سنوات مستوحى من أحداث ح ...
- بينالي الفنون الإسلامية : أعمال فنية معاصرة تحاكي ثيمة -وما ...
- كنسوية.. فنانة أندونيسية تستبدل الرجال في الأساطير برؤوس نسا ...
- إعلاميون لـ-إيلاف-: قصة نجاح عالمي تكتب للمملكة في المنتدى ا ...
- رسمياً نتائج التمهيدي المهني في العراق اليوم 2025 (فرع تجاري ...


المزيد.....

- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111 / مصطفى رمضاني
- جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- رضاب سام / سجاد حسن عواد
- اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110 / وردة عطابي - إشراق عماري
- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صاحب الربيعي - نضوب الإبداع عند المبدع