|
صروحي عالية وبنياني متين
كمال تاجا
الحوار المتمدن-العدد: 5866 - 2018 / 5 / 6 - 17:39
المحور:
الادب والفن
صروحي عالية وبنياني متين
غداً ستكون الدنيا أرحب والعيش أبعد مدى وسنطوي المسافات الشاسعة للبرية و بأسرع عدواً و سنعبر الزمن ..للبعيد و سنصل بين الآفاق البعيدة لنعبر ونجتاز كل الحدود الفاصلة دون حدود فاصلة البتة بين ظهرانينا ~ لنقتنص الفرص المناسبة للفوز المبين وفي سرعة نصر خاطفة ~ و سنطوي المسافات .. نحو كل ملاذ بعيد و ننهض بالآفاق إلى الذروة ~ و ستكون النجوم أقرب وبمتناول يد طموحاتنا لنتقلدها كأوسمة ظفر ونعلقها على صدورنا المكللة بالنصر... للمباهاة بإنجازاتنا أكثر ~ وسيتدلى القمر قليلاً ليصبح في متناول أيدينا نخفت نوره على هوى راحة أنفسنا و نداعبه نربت على سطحه كقط مدلل بين أفراد أسرتنا الإنسانية ونجلسه بيننا كوليف ولنرحب به كنديم حسب أمزجتنا و لنؤجج وهجه حسب الطلب و نتهادى قطعاً من أهلّته كتذكار ونتناول شذرات من بهاء استدارة بدره الكامل كحلوى لذيذة ~ ثمة من يقتني غيمة و يقتطفها ومن وابل مطر و آخر يجر سحابة من عطر ابتاعها من خميلة و الحب يسافر في وردة و الشوق يعود أدراجه و على متن عطر والعاشق يقضي وطره في كل نزوة عابرة ~ و العرض المثالي للآمال العظيمة جاهز للمثول حتى تعود أدراجها المروءة كمدعاة فخر من جودة القيام بالواجب ~ وثمة موانئ ضخمة لتحط مراكب ..مرامينا البعيدة على شواطئ من الزهو الفاضح .. بمنجزاتنا الخارقة و التي تمخر عباب مبتكرات الحداثة والتجديد بأشرعة لهفتنا والتي نصبناها في الخيال لتظفر لنا بالتمني ~ لتصبح الحياة سهلة دون عقبات و الأوقات غنية بلحظات سعيدة حسب الطلب لنرقص على إيقاع طرب غير مسبوق بنغم موسيقى الترف ~ ونحن نمتطي عربات عيش العجب على سكة سلامة تمضي جزلة دون محطات استياء ~ و الصورة واضحة لبناء صرحنا العالي.. فاضحة إذا ما تخاذلنا و تتجلى مساهمتنا الكبرى في العديد من اختراعاتنا و بالثقة بأفكارنا العلوية و التي كانت تفرد صفحة كل نبوغ.. ومن كل يراع إبداع وعلى أحسن ما يرام من انسجام صفاء لحركتنا المجدية ~ و سينعم الذوق بالجاه .. الاحتفالي و يستحم الطهر بالعراء و سيتعرى الوميض المبهر كراقص لمحات شيقة على ألوان طيف قوس قزح ~ للفوز العظيم ~ ونخلع حياة قديمة بالية ونستبدلها بأحدث طراز عيش ونحن نزدهي بأزياء مدهشة علناً .. وعلى عيون الاشهاد ~ بعدما أصبحت الأحداث تجري وفق توقعاتنا و ثمة نهايات تتوقف حسب هوانا و حط رحال يقع وفق توجهاتنا لانطباع يدوووووم وتوقعات تجــــــري كما نروم ~ لا .. لم يعد الغياب طويلا و الوصول أسرع عدوا و هناك واجب لنؤديه و فرص أمل سانحة لننتهزها و موعد مضروب سلفاً .. لوصولنا الآني المتواصل وعلى مدار الساعة ومن كل مكان وإلى أبعد مدى ~ و على وقع لهفة عارمة تنتظرنا و أعذارا واهية لتبرير غيابنا و أسباب وجيهة لتأخرنا إذا ما سبقنا الوقت عن موقف عصر حاسم ينتظرنا لنضع بصمتنا العظيمة في المكان المناسب لنيل الجزاء الشاهق ~ وهناك عزة نفس موثقة لأن ترفع رؤوسنا عاليا و سعادة عارمة لتغمرنا و نشوة وفادة حميمية تتأبط أيدي أحاسيسنا و سحر حارس يبش في ثغورنا و وفرة تملأ بطون نهمنا و موائد ممدودة حسب متطلبات أذواق عيشنا و طعام يتخمنا و ماء رقراق ليروي ظمأنا حتى الثمالة وعيشنا مندفع و الى ما لا نهاية له من شبع وارتواء ~ وإلى حيث لا يوجد أوجاع تتلوى و لا آلام تصارع بعضها ولا أوبئة تنهي أجلنا ونحن ننعم بشفاء معافى في ترقيع أمراضنا المستعصية بالخلايا الجذعية بدون دواء وبلا علاج ونتجدد باستمرار من تلقاء أنفسنا - لننعم وفي شباب دائم ~ نلتقط أنفاس انهماكنا لنتوقف أمام فسحة دقيقة عرض لنشاهد مبتكراتنا ~ و تفتر عن ثغورنا بسمة منعقدة و من أجل التسلية وحسب للرقص في أفراح ابتهاجنا و ننعم بسعادة مفرطة للضحك بملء اشداقنا و أحاديث تروى نتناولها للترفيه عن أنفسنا و وساوس مشكوك بأمرها نتجنبها ما أمكن و محاذير أكيدة نتفاداها و شكوك تراودنا عن عدم تفهم حاجات أنفسنا و ألغاز نتلهى بحلها و إجابات شافية تذهلنا و أسئلة محيرة لا يمكن الرد عليها كي لا نحيد عن جادة الصواب ~ و ماء قراح ينبع من صميمنا و شلال ندى من العذوبة الصافية يروينا حتى الثمالة ~ لنعب من النشوات ما يكفي لإرواء غليلنا و بملء أقداح الامتنان ~ و الجود بلا حصر .. يغمرنا و الخصب بلا منة يرصع الحقول بالسنابل الذهبية ولكل أنواع الجني وحصد القطاف ~ و العدالة الإنسانية تتصدى في كل بذل من النية الخالصة لأحقاق الحق و هي تشحذ الهمم البشرية للتحليق بإنسانيتنا عالياً ~ ونحن دون عناء نتبوأ كل صرح لتعتلي بنهوضنا الشامخ صهوة كل قمة مستعصية و بالسداد الواصل إيفاءأ للعدل إذا ما دعا الواجب و لبى الملبون
كمال تاجا
#كمال_تاجا (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
قلب فارغ
-
ديوان بقعة ضوع - جزء - رقم 6
-
ديوان بقعة ضوع - جزء - رقم 5
-
بيوت شامية
-
شعب مسجى بالعراء
-
ديوان بقعة ضوع - جزء رقم 4
-
ديوان بقعة ضوع - جزء رقم 3
-
ديوان بقعة ضوع ( جزء رقم 2)
-
ديوان بقعة ضوع
-
شعب يتنزه في سيران شامي
-
غريب الدار
-
مواطن ~ عار عن الصحة
-
في لقاء عابر
-
عصفور دوري أليف
-
فلاح الغوطة
-
شحذ الهمم
-
طاولة على شرفة منزوية
-
عرض أزياء تعري أخاذ
-
رنة خلخال بنت شامية
-
سكة سفر
المزيد.....
-
العراق ينعى المخرج محمـد شكــري جميــل
-
لماذا قد يتطلب فيلم السيرة الذاتية لمايكل جاكسون إعادة التصو
...
-
مهرجان -سورفا- في بلغاريا: احتفالات تقليدية تجمع بين الثقافة
...
-
الأردن.. عرض فيلم -ضخم- عن الجزائر أثار ضجة كبيرة ومنعت السل
...
-
محمد شكري جميل.. أيقونة السينما العراقية يرحل تاركا إرثا خال
...
-
إخلاء سبيل المخرج المصري عمر زهران في قضية خيانة
-
صيحات استهجان ضد وزيرة الثقافة في مهرجان يوتيبوري السينمائي
...
-
جائزة الكتاب العربي تحكّم الأعمال المشاركة بدورتها الثانية
-
للكلاب فقط.. عرض سينمائي يستضيف عشرات الحيوانات على مقاعد حم
...
-
أغنية روسية تدفع البرلمان الأوروبي للتحرك!
المزيد.....
-
مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل
/ كاظم حسن سعيد
-
نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111
/ مصطفى رمضاني
-
جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل
/ كاظم حسن سعيد
-
رضاب سام
/ سجاد حسن عواد
-
اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110
/ وردة عطابي - إشراق عماري
-
تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين
/ محمد دوير
-
مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب-
/ جلال نعيم
-
التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ
/ عبد الكريم برشيد
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
المزيد.....
|