الحمام من المهنة الى الغرفة

جمشيد ابراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 5866 - 2018 / 5 / 6 - 01:55
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    

الحمام من المهنة الى الغرفة
سألتني مرة طالبة هل من المعقول ان تكون للعربية كلمتين للخطاب الكتابي: مكتوب و رسالة و لكن كلمة واحدة لجهاز الطبخ و المرأة التي / الرجل الذي يحترف الطبخ في المطاعم: طباخة / طباخ؟ للاجابة على هذا السؤال تحتاج اولا الى معلومات خاصة عن اصل المهن في العربية. لم تعرف العرب سابقا خاصة في حياتها قبل الاسلام الا عدد قليل من المهن بحكم الحياة البدوية المتنقلة التي كانت تحترف الغزوات لان المهنة مسألة لا تخص الحياة البدوية المتنقلة بل تشير الى الاستقرار في المدن.

لذا نجد عدد كبير من المهن مثل النجار و الحداد و البقال على وزن فعّال الارامي الذي تجده في الاسماء الارامية ايضا مثل بلان و شماس و حداد (اسماء تتواجد بكثرة في سوريا و لبنان) و غيرها و كانت مهنة التاجر تخص تجارة او استيراد النبيذ من المدن السامية الشمالية و هذا يعني ايضا ان الحمام لم يكن غرفة سابقا بل مهنة خاصة و ان القبائل البدوية العربية كانت تعاني من شحة ماء الشرب فكيف كانت تستطيع ان تنعم بترف الحمام في وسط الصحراء ان لم تتحول المهنة الى غرفة في المناطق التي تنعم بوفرة الماء؟

هذا و ان العربية لا تعرف بالضبط ما هو cooker لعدم توفر هذا الجهاز لذا تحاول بشتى الوسائل ترجمة الكلمة تارة كموقد او فرن او طباخ رغم ان اكثرية الاجهزة مؤنثة مثل البرادة و الثلاجة و الغسالة فعلية ان جهاز الطبخ لا بد ان يكون طباخة رغم ان الطباخة تشير ايضا الى المرأة التي تطبخ مما يثير الضحك.

و لكن وجود اسماء كثيرة لشيء واحد لا يعني شيئا فمثلا للاسد اسماء كثيرة (اسد -ضرغام - قشعم...) لان معظمها ليست اسماء بل صفات الحيوان اضافة الى اجنبية مفردات اخرى اما المكتوب فهو من الثلاثي الارامي (كتب) فانه لم يكن له سابقا علاقة بالكتابة بل كان يشير الى التشكيل كالكتيبة العسكرية و ان الرسالة تعتمد في اساسها على ارسال خبر شفهيا لذا تجد بجانب الرسائل ايضا الرسالات في الجمع. و هذا يعني ان العربية كانت و لا تزال تعاني من شحة في مفردات مهمة كالمرأة. فما هو جمع المرأة؟ تقصد نساء اذن ما هو مفرد نساء و نسوان؟
www.jamshid-ibrahim.net

#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات