شعوب محمود علي
الحوار المتمدن-العدد: 5865 - 2018 / 5 / 5 - 18:16
المحور:
الادب والفن
الخريف وسقوط الأوراق
11
مضت عصور تغنّينا بها زمناً
ولم نغادر أشباحاً ولا سكنا
كأنّ في طينها أشجارنا نبتت
فأثمرت حيث ساد الطين في دمنا
طفت شموع ليالينا على النهر
فقلت أرسم أحلامي على قبري
لكلّ جيل على صبر على سفر
يا قارئ الشعر فاقرأ صفحتي شعري
كلّ الفراشات فوق الورد تنطلق
هل تغمض العين إن قد شكّها الأرق
فالليل غابة تعتيم تلوح بها
جلّ النجوم وفي كبريتها احترقوا
عطر الورود هنا يغزو ملاعبنا
وخير منه عبير في ملاحمنا
وكلّ قطرة دمع أم دم سكبت
يقوم من تحتها فردوس ملهمنا
أحلام من قتلوا أحلام من جهلوا
معنى الشهادة قد ضاقت بهم سبل
جفّت محابر من جفّت مدامعهم
هُمْ هم إذا شيدوا أوطاننا احتفلوا
أدور على الصرّاف والبيع بالآجلْ
ودينار أهلي من يفرّ به قاتل
وآخر من يسطو على مالنا سافل
ومن سخريات الدهر صار لنا عاهل
صنج لراقصة في مسرح العصر
دوّى فغنّت لنا انشودة النصر
ودار بين السكارى طيفها يغري
بَقيتُ أنظر من طامورة القبر
في أوّل الهزيع أم في آخر الليل
خيولهم تحرن في المضمار ام خيلي
هبطت من ذروتي الخضراء للسهل
أسأل عن بغداد في العالم عن أهلي
تطريز ثوبك أم تطريز أزهاري
لكم تعومين في ثلجي وفي ناري
إن كان طلّسمي تفشيه أشعاري
فكيف أحمي لظى جمري وأسراري؟
ألقيت للموج خيطاً صرت محترفاً
صيداً ومن صيده أنساب منجرفاً
والروح ترنو الى الصوبين ساهية
حتّى تسجّر موج الماء محترقاً
#شعوب_محمود_علي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟