أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - هيثم بن محمد شطورو - الواقعون في الفخ














المزيد.....

الواقعون في الفخ


هيثم بن محمد شطورو

الحوار المتمدن-العدد: 5865 - 2018 / 5 / 5 - 02:34
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


الوحدة العدمية هي انحصار للشخص في أفعاله وفق أنانيته البحتة. فالتواصلية المصلحية و الاستهلاكية لا تـنم عن وحدة اجتماعية حية و لا عن أنا ذاتوي كلي. الجزئي منفصل عن الكل و الكل متـشرذم و هو أصل الداء لكل وجود عام مضمحل لا أخلاقي و بالتالي لا إنتاجي و لا حي..
انك هنا أمام عـدمية المعنى للوجود و بالتالي فهي كانعكاس مباشر انعدامية معنى الوجود الشخصي. انك هنا في المتاهة و البرد و ظلمة النفس.
الواقع يضج بمظاهر الانفصالية الأنوية عن الكلية. بل ان الكلية الاجتماعية يتم اعتبارها مثالية زائفة في الوقت الذي "حين نتحد نكون شعبا واحدا" على قول الشاعر اللاتيني السكندري "كلوديان". الوحدة الحقيقية تكون في العقول و القلوب و حرة.
كثيرون يهربون من فخ الوجود. ذاك الاحساس المهول من الفراغ و كأنه غارق في متاهة كبرى. ذاك أنك لا تعتبر قيمة لأي شيء. كأنك فأر وحيد في مصيدة. حينها تـفـتـقد اعتبار أي قيمة لك أنت. ذاك عمق العمق للوحدة و الانعزالية. فخ الوجود هو الاحساس بالعدمية..
كل ما في العالم من صخب ليس سوى هراء. افـتـقاد العالم الى المعنى بمثل انعدام البحث عن المعنى..
فمن يمجد الوحدة غير ذي حقيقة لديه ليست ذات آذان صاغية في مجتمعه؟ هذه الوحدة الممجدة ذات معنى و قيمة و هدف. معناها في افكارها الخالقة لمعنى جديد للحياة. قيمتها فيما تـتـلبسه من حق و اعتـقاد في سرقة النار من الآلهة. هدفها فيما تصبو اليه الذات من انطباع و انتـشار بحيث تكون الكل و ما يسمى بتجسيد الحقيقة في الواقع من خلال تواصلية نضالية جهادية تـثويرية ثورية مع الآخر ليكون مجتمع جديد يخرج من حالة التوحش و الفوضى الى حالة التأله الانساني و العقل المتحكم في الوجود..
هذه الوحدة الممجدة في حقيقـتها هي ليست بوحدة برغم ظهورها كانعزال عن المجتمع. انها خروج من التواصلية العقيمة العدمية من حيث الاخلاق و المعنى بما هو خير و حق و جمال. هذه الوحدة في جوهرها إجتماعية أعمق و انصهارية أوفى في مشاغل الناس الجوهرية العميقة التي لا يرونها و هو هذا المتوحد يبصرها..
مع انعزالية "ابو العلاء المعري" الشديدة و عماء بصره بما هو انفتاح بصيرته على العصر بأكمله، تكون بين ثـنايا لزومياته أو رسالة غفرانه تـنـفث كالصقر في السماء الكئيـبة للوجود الانساني الزائف الباهت السطحي لميتافيزيقا شكلانية ملموسة مبتـذلة تحقـق واقع الاضمحلال و الانانية و النفاق و الطمع.
فجنة "رسالة الغفران" يتم الدخول اليها بالرشوة و المحسوبية كما انها جنة التـفاوت الطبقي، و بالتالي ما هي إلا انعكاس بائس لواقع بائس افتـقد لكل عوامل الرقي نحو العدل و المساواة..فأنت هنا أمام أكبر عرض تاريخي لعصر الاضمحلال، كما انك امام أكبر تـفجر لأسئلة الوجود و أمام أكبر نقد لليوتوبيا الدينية التي تحولت الى فاعل انعزالية اجتماعية تجزؤ الانوات على اساس الخلاص الفردي..
فالخلاص الفردي عبثي عدمي، و قد يكون قد انعتق عن لبوسه الديني و لكن ليرتدي لبوسه الاستهلاكي العلموي. هذا الخلاص الزائف هو مرض العصور لأن الخلاص الحقيقي ما هو الا انساني كلي.. الخلاص الحقيقي جماعي..



#هيثم_بن_محمد_شطورو (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بين الله و ال
- مشهد عراقي زمن الحصار
- فيما يمكن أن يفيدنا الاستقلال؟
- بورقيبة بين التأليه و الشيطنة
- في درب الديمقراطية
- الإحتباس الحراري الإنساني
- المؤمن و الثوري
- يوم غضب الصحفيين التونسيين
- التاريخ ينتقم
- التموقعات الجديدة الممكنة في تونس
- مهزلة السياسي في تونس
- نبذة عن آية الله الخميني في العراق
- الثورة على الثورة في ايران
- الحرية بما هي العود الى الجوهر القرآني
- قائمة -الحق الطبيعي-
- الثالث المرفوع الماركسي
- سوريا و الثورة
- النبي الجديد
- المثقف و السلطة و الثورة
- لروحه السلام أبيك و أبي..


المزيد.....




- أمريكي انتقل إلى ريف إيطاليا هربًا من-ستاربكس- و-ماكدونالدز- ...
- حماس: مستعدون لإطلاق سراح جميع الرهائن مقابل إنهاء الحرب
- وزراء إسرائيليون يرفضون مقترحات حماس بشأن وقف إطلاق النار
- تونس: الرئيس قيس سعيّد يزور مدينة المزونة بعد مصرع ثلاثة تلا ...
- الصين.. روبوت لإطفاء الحرائق!
- مصر.. إغلاق محال ومطاعم شهيرة في حملة تفتيش مكثفة
- الولايات المتحدة تنفذ إطلاقا ناجحا لصاروخ Minotaur IV إلى ال ...
- غلوبو: ترامب ولولا دا سيلفا معجبان ببوتين ويزدريان زيلينسكي ...
- زعيم حزب الوطنيين الفرنسيين: روبيو وويتكوف أذلا ماكرون في قل ...
- هل منع ترامب نتنياهو من ضرب المشروع النووي الإيراني؟


المزيد.....

- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - هيثم بن محمد شطورو - الواقعون في الفخ