عبدالله احمد التميمي
فنان وباحث
(Abdallh Ahmad Altamimi)
الحوار المتمدن-العدد: 5864 - 2018 / 5 / 4 - 14:29
المحور:
الادب والفن
الفن والمعتقد
على الرغم من ان اعتقاد الفنان بحقيقة عمله الفني ، على انه جميل ومتفرد ، من منطلق الايمان الكامل بالقيمة الجمالية التي يحتويها هذا المنتج ، بالتوازي مع اعتقاده الجازم بحقيقة دور الفن ، في التعبير عن الحياة بصورة محاكيه او شكلية ، الا ان هذا الطرح لا يقترن بضرورة استدرار التعاطف الجمالي في هذا الموقف الفني ، من خلال اشراك المتلقي لهذا العمل ، بمعتقد الفنان بالموضوع والرسالة والقيمة الفنية المكنونة في التفاصيل ، كما ان عملية فرض العمل نفسه على المشاهدين تتطلب الاعتقاد المسبق بالفن بالدرجة الاساس ، وبالفنان كوسيط ناقل مُشع بالهالة والثقة ، وهذا ما يتداول به في الوسط الفني ان هذا الفنان يمتلك بريق يتميز عن غيره من الفنانين في الساحة التشكيلية .
واذا اعتبرنا ان الحقيقة هي جزء لا يتجزأ من طبيعة الفن ، ودلالته التعبيرية تنحصر في الحياه ، مع الاخذ بعين الاعتبار ايضا الثقافة الفنية بين افراد المجتمع ، المبنية على التسامح وقبول الاخر ، فان ذلك يحتم علينا قبول معتقدات الفنان بموضوعية تامة دون تحيز او تعاطف ، وهذا ان دل على شيء انما يدل على مدى ارتباط الحقيقة بالمعتقد ، مع الايمان المسلم به بالموافقة دون الشك والبطلان ، وبناء على ذلك ان اعتقادنا بحقيقة الفن الاسلامي يفرض علينا اعتقاد ، ان الزخرفة والخط العربي هو شكل من اشكال الفن الجمعي النفعي المرتبط بالدين ، ولكن عدم اعتقادنا بحقيقة الدين المسيحي ، يُسقط ان الرسوم الأيقونية في الكنسية هي ليست فن ، او ان تماثيل بوذا ما هي الا اصنام وجب تحطيمُها ، او ان الرسم على الجسد " التاتو" ما هو الا تشويه ومنافي للمعتقد ، لذلك ان فكرة قبول الاخر ، بكل ما يحتوي من فكر او معتقد ، هي اسمى درجات الانسانية ، والتي تتجسد بالفن ، وهنا نعتقد بحقيقة فصل الفن عن الدين ، لكي نتمكن من تذوق الاعمال الفنية بحرية تامه دون قيود فكرية ، مع ضرورة تهميش شوائب العادات والتقاليد ، وفي نفس السياق احترام الاخر والموروث المجتمعي المتراكم عبر السنين ، لان التمادي على التراث الحضاري والمستند في كثير من الاحيان الى العرف ، هو منطق المتطرف المتمرد ، وهو شكل من اشكال العنصرية وعدم احترام الاخر
عبدالله التميمي
#عبدالله_احمد_التميمي (هاشتاغ)
Abdallh_Ahmad_Altamimi#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟