قلب فارغ

كمال تاجا

الحوار المتمدن-العدد: 5863 - 2018 / 5 / 3 - 17:16
المحور: الادب والفن
    

قلب فارغ

هذه قصة قلب
عيل صبره
وفت من عضد نبضه
خالي الوفاض
~
مهلهل عن دفع
خلجات ذاوية
كمنديل عاجز
عن مسح دموع متوارية
~
على وجناته
المخضبة
تزرع زهور
نضارة لصيقة
بأصله
وفصله
~
وتنبت على صفحة
خده الأملس
براعم متوفزة
للقفز
على حمرة
الوجل
من تحليه
برقة الشعور الإنساني
~
مما اضطره لأن يعرض
ما يخالجة من أحاسيس
على الملأ
وهو يلوح بيدين دافئتين
ومن قلب فارغ
من انخفاض ضغط
يستجمع كل حدة
غير معتدة
بنبضها
~
حيث لا أساس له
من الصحة
في جر دماء
بشرايين
الارتكاس
~
جنان فارغ
دون أثاث
وغير مفروش
ولا بأبسط ملاذ
~
وهو الذي نشر تضاريس وهاده
و امتداد سهوله
لكل زائر شريف
وغض البصر
وعن كل معتد أثيم
~
قلب هش
معروض للبيع
علانية
وعلى قفا يد
من يشتري
-
عنده نبض عنيف
محضر للأزمات الخانقة
من تلقي الضر
وبلا دفع للبلاء
~
ويتمتع بسرعة
ضخ دماء حارة
زائدة عن الحد
عند اللزوم
~
ولديه سكنات
وقفات عاجزة
للإيجار المؤقت
في المعارك الخاسرة
وبسعر بذل نفس
بخس
لا يجارى
-
ولديه خلجات عنيفة
لمن يريد التفرج
على شرزمة
من الناس
كانت عزيزة النفس
لبقايا بشر
قليلو الشأن
والتكلفة الحضارية
~
لأطياف حشود بشرية
علقوا على كل الحدود الدولية
-
وانطووا في شتات معاصر
لا ينتمي لصنف بشري
ولا يعود ريعه
لأفئدة إنسانية
أبت أن تتحلى
بعفة نفس
~
فؤاد ليس عنده
سكنات دائمة
في مسقط الرأس
ليسكن إليها
~
ولا يوجد لديه
أدراج رياح
ليصعد عليها
نحو العلى
~
بل يتحلى
وبأخفض جناح
عرفه مصير مجحف
ليطوي أجله
-
لشعب
ملقى عليه النبض
بالفيافي العالمية
كحارس شقاء
يضبط حدة
الأجواء الصعبة
على متن هبوب
العفار
فوق كثبان الرمال المتحركة
---
وفي عبابه الضيق
تختبئ الصواعق
وهو يدير
مؤخرته
باتجاه هبوب الأعاصير
و تعصف بفروة رأسه
زوبعة
تترنح به في تقلب
أحوال الطقس
وفي هبوط دوامة
ويتعثر بالخروج
من وحل مخاضة بشرية
خالية من الشرف الأممي
-
وهو يترنم
بالذي لا تودون سماعه
وعلى الهواء مباشرة
من هزيم رعد
ووميض برق
ووطأة أعاصير
وعقصات قر
ورجفات زمهرير
هتكت ارتعاد فرائص
أولاده
~
و قد نصب أرجله
خيمة مهلهلة
وأرخى ثيابه الممزقة
ليفعلها
ومن خلف
منافسه


كمال تاجا

#كمال_تاجا (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات