|
الاستعمار الفكري الحديث
عماد ياسين آل شهزي
الحوار المتمدن-العدد: 5862 - 2018 / 5 / 2 - 10:23
المحور:
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
هدم ألقدوة .. وعدم الثقة بالقيادات، وتغليب عوامل الشك لكل من يتقدم خطوة ليتزعم ، وأتهامه بالعمالة، والدعوة لنبذ افكاره بالتشويه والإقصاء، ودفع أبناء جلدته لتجريمه لإضعاف أي التفاف شعبي قد يحضا به؛ حتى لا يتمكن من أن ينال سمة القيادة، بتقليم أجنحته من الاتباع والمريدين والعاملين على تبني أفكاره التحررية والإصلاحية ، ناهيك لما يزج به من أشخاص عرفوا بعدم نزاهتهم وولاءاتهم المشبوهة ، وإقحامهم في الساحة السياسية بشتى الوسائل ، بغية تحقيق اهداف مرسومة من طرف ، ومن طرف اخر اضعاف الانتماء للقيادات ، وزرع مبدءا الشك في كل من يحاول طرح نفسه !على انه سياسي وطني ، وبهذه الطريقة افرغوا الساحة السياسية العربية ، من الوثوق بكل طامح لرفعة الواقع السياسي ، أما البعض فحتى يجب الغيبة عن نفسه ؟ ذهب الى النأي بنفسه حتى لا يتهم مع ثلة الأفاقين ، والعملاء الذين عبئوا الساحة ألسياسية ، ولم يتركوا المجال لغور هذا المعترك. استهداف الشباب : من خلال إشاعة الكثير من الافكار ، والممارسات التي تحل الرباط الوثيق بالجذور ، والقيم الاجتماعية الشرقية المحافظة ، عن طريق نشر الممارسات الاجتماعية السيئة بحجة حرية الاعلام ، الذي يستهدف مناقشة الاخطاء لمعالجتها ، وفي حقيقة الامر هو للترويج بشكل متكرر لاعتياد مشاهدتها ، حتى تصبح مألوفة يتقبلها المشاهد على انها من المسلمات في المجتمع ، وذالك بتكرار نشرها ، خصوصا عندما لا يتوافر رادع قوي ، والقنوات الفضائية التي تعمل بلا رقيب ؟ بحجة حرية ألتعبير ، تتحمل اكبر الاعباء في نشر الحالات السلبية ؟ خصوصا عندما لا تقدم المعالجات الصارمة ، والرادعة اجتماعيا ، وتحاول أن تسقط اللوم على الحكومات ، وجل اهتمامها سياسي ، الا أن هذه التقارير الاعلامية عن الجرائم والممارسات من التحرش الجنسي ، والإدمان ، والتقاعس الوظيفي ، والرشوة والى ما غير ذالك من الممارسات السلبية والآفات الاجتماعية ، والإخفاقات السياسية المتكررة ، وضعف الامن ، والإيحاء بعدم سيطرة الحكومة لأسباب جلها تتمحور حول الفشل نتيجة التناحر السياسي بين الاحزاب والكتل ، تلقي بضلالها على المجتمع اكثر مما تجنيه في أهدافها في اقصاء الخصوم سياسيا ، قد يذهب البعض الى الاعتقاد بضرورة الشفافية للتوعية ، متخذين من المثل القائل عدم دفن الرؤوس في الرمال كما يفعل النعام! الا أن ما يشاع عن هذا المثل مغلوط كونه سلاح ذو حدين ، أن لم يحسن استخدامه في الموضع الملائم. واعتقد الشفافية المطلقة في بعض المشاكل الحساسة ؟ لا يجب أن تعمم وتطرح لجميع أبناء المجتمع .. كون الثقافات تتباين ما بين شخص وأخر .. ليس جميع الناس يمتلكون من الثقافة ، والتحصين النفسي ، والاجتماعي ضد مثل هذه الشفافية المزعومة ، ويجب اقتصارها على المختصين ، فلا يجب التمادي بشكل مطلق للجميع في كشف ملابسات وظروف قد يكون طرحها سلبي اكثر مما لو عولجت او طرحت على ذوي الاختصاص حتى يتمكنوا من معالجتها ، دون ان اوحي لأبناء المجتمع ان في الموضع الفلاني حالة اخفاق سلبية بهداف النيل من كفاءة الاخر ، وحتما تصبح في ضل غياب السلطة الحازمة ، مشكلة لا يمكن حلها حل حقيقي ، بعد أن استساغها المجتمع بكثرة مشاهدتها على وسائل الاعلام المنتشرة بلا رقابة ، بعد ان طرحت ولم تجد حلا حازما ! يحد من انتشارها ، لأسباب يطول شرحها، استهداف التعليم الاهمال والتقاعس في تنشيط دور التربية في التعليم، واقتصار الامر على التعليم هو من أكثر المخاطر التي تنخر جسد المجتمع، والممارسات السلبية في التعليم التي يتحمل الشطر الاكبر فيها الحكومة ، والشطر الاخر المعلمون! فهنا يشاطر الكادر التعلمي الدولة في تردي حالة التعليم ، ان اخفاق الدولة في تقديم الخدمات لا يعفي المعلم من ممارسة دوره الريادي في رصد الحالات السلبية لدى طلابه ومعالجتها، والأكثر خطورة عندما يسيء المعلم فالنتيجة الحتمية يكون طلابه اكثر المقلدين .. فتصبح عند اذ العملية التعليمية هي الاساس في هدم المجتمع ، كيف ستكون اخلاق وأفكار طالب يجد قدوته يتقبل حفنة دنانير ليمنح طالب كسول أعلى الدرجات! أو تعليم طلابه في الدروس الخصوصية بهمة تختلف عن همته خلال الدوام الرسمي ! او معلمة تحاسب طالباتها بسبب لبسها المتبرج وهي اكثر المتبرجين ! او التغاضي عن احد الطلاب لكونه ابن أحد المسئولين . تهجير النخب : اشغال المثقفين بالجدل الذي يزيد من الأنا ، والتقوقع في نقاشات بعيدا عن المحتوى من خلال الصراع بين التجديد السطحي ، والانحياز للجذور لمجرد قدمها وغلوا للتاريخ . اشاعت روح التنافس العرقي والديني والمذهبي : استغلال القبلية والعشائرية وتنشيط دور الشيوخ ! بحجة حماية حقوق ابناء القبيلة .. بعد احداث الفرقة ، وتنشيط دور الانتماء الضيق ، واستغلال السوشيل ميديا في التواصل ، وتمكين القضايا التي يتناولها العابثون لبث السموم في منشورات تعمل على زيادة الفرقة شق الصف العربي في اثارة ازمات بين الدول تعزز حالة ملازمة للعرب ، وهي حب الانتماء الضيق دون الشعور بالانتماء العربي العام لتشتيت شمل الامة ، وذالك بتنمية الخلافات من خلال سب وقذف شخصيات فنية وسياسية ودينية ورياضية لإثارة خلافات ومناكفات بين الشعوب والطوائف والملل ، العمل بكل الطرق والوسائل لأثارت غرائز الشباب العربي ، وتلميع الظواهر الشاذة على مجتمعاتنا العربية ، وجعلها تبدوا أنها من الحقوق الانسانية ، واستباحت عرضها على انها تحصيل حاصل ليتمادى الشباب غير المحصن في تكرارها . تحويل المجتمع العربي المحافظ على ثوابته الاجتماعية المستقاة من القيم الاسلامية ، الى مجتمع يتواصل من خلال مواقع التواصل الاجتماعية حتى يتمكنوا من اختراق هذه المواقع وبث سموم وافكار نعتاد مشاهدتها بالتدريج حتى تصبح حقائق نعتادها في حياتنا اليومية . قتل الهمم في مجتمعنا العربي .. من خلال الايحاء بان لا يتوفر دعم للكفاءات ،والمكتشفين ، والمطورين لجذب العقول النيرة الى المجتمعات الغربية ، وإفراغ الساحة العربية من الكفاءات والعقول ، والانشغال بسباقات الغناء ، وأيلاءها اهتمام اكثر من الطبيعي ، وإهمال المسابقات العلمية والفنية الاخرى ، للخروج بمجتمع استهلاكي متراخي .. همه التسلية والرفاهة والاتكال على الغرب في جميع علومه. تشويه صورة رجل الدين ، والتشكيك في مصداقيته من خلال دعم شخصيات لبست العمامة لدوافع سياسية لينصرف الشباب عن الاقتداء برجل الدين ، وتجريم الدين بحركات سياسية تحمل صبغة دينية ، تعيث بالارض فساد حتى يهرب الشاب العربي من دينه السمح المعتدل . التسليم المطلق لبعض المثقفين الى ان الغرب هم التطور المطلق ! رغم ان العرب الذين في المهجر، والأسيويين هم الاكثر جدارة ، وأكثر تطور ، والأعداد الاكبر التي تعمل في جميع المجالات العلمية والفكرية ، وبهذه الطريقة يتم استقطاب المبدعين ، بعد ان وجدوا صدرا رحبا لاستقبال ابداعاتهم ، وابهارهم بالترف رغم انهم مراقبين في كل حركة او كلمة في اوربا وأمريكا .. بحجة انهم قادمين من بلدان فيها ارهاب ، وفساد ، وعليهم احترام القوانين الغربية . كل هذه النقاط وغيرها جعلت شبابنا تطمح ؟ بالهجرة لمحاولة ايجاد افضل الحلول ، أو أن تعزف عن ألاهتمام بتطوير قدراتها ؟ بسبب البحث عن الاستقرار .. او التقاعس عن تحقيق طموحاتهم .. لعدم الثقة في من يتزعموهم . الى اين نحن ذاهبون .. اوربا وأمريكا جل همها استقطاب الشباب الطامح من مجتمعنا العربي كثروة بشرية ، وبيع اسلحتها بعد احداث صراعات لتمتص ثرواتنا الاقتصادية .. وحكام العرب ؟ منشغلين بصراعات وحروب نخرت جسد الامة. عماد آل شهزي
#عماد_ياسين_آل_شهزي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
حاول تثبيتها فسقطت منه في البحر.. شاهد ما التقطته كاميرا تحت
...
-
علماء يكتشفون سببًا محتملًا لإعادة بناء نصب -ستونهنج- قبل آل
...
-
أحبّها بعمق.. قد يصدمك ما فعله رجل ليبقى بقرب حبيبته
-
فيديو يظهر محاولة اقتحام سجن مكسيكي بعد أعمال شغب دامية.. شا
...
-
-العنف الطائفي بعد الإطاحة بنظام الأسد أقل حدة مما كان متوقع
...
-
آلاف السوريين يحتشدون في ساحة الأمويين في الجمعة الثانية بعد
...
-
إل ألتو البوليفية: -المنازل الانتحارية- مهددة بالانهيار والس
...
-
فنلندا تجدد رفضها فتح الحدود مع روسيا
-
ليبيا.. ضبط شبكة نشطت في تصنيع وبيع الخمور المغشوشة في بنغاز
...
-
مصر تدين اعتداء الدهس في ألمانيا وتؤكد رفضها كل أشكال الإرها
...
المزيد.....
-
قراءة ماركس لنمط الإنتاج الآسيوي وأشكال الملكية في الهند
/ زهير الخويلدي
-
مشاركة الأحزاب الشيوعية في الحكومة: طريقة لخروج الرأسمالية م
...
/ دلير زنكنة
-
عشتار الفصول:14000 قراءات في اللغة العربية والمسيحيون العرب
...
/ اسحق قومي
-
الديمقراطية الغربية من الداخل
/ دلير زنكنة
-
يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال
...
/ رشيد غويلب
-
من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية
/ دلير زنكنة
-
تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت
...
/ دلير زنكنة
-
تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت
...
/ دلير زنكنة
-
عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها
...
/ الحزب الشيوعي اليوناني
-
الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار *
/ رشيد غويلب
المزيد.....
|