سمير دويكات
الحوار المتمدن-العدد: 5860 - 2018 / 4 / 30 - 14:47
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
عقب قصف اسرائيل لموقع ايراني في سوريا، بدات في ايران تصريحات قوية ان صحت تسميتها حول الرد الايراني على اسرائيل، وفي اسرائيل وجدت تخوفات من رد ايراني عبر الاعلام والكتاب ولكن على الارض بقي كل شىء نفسه وفي مكانه، وقد حذرت اسرائيل من قيام هذا الرد عبر الاراضي السورية، كلا الدولتان لن تنجرا الى حرب، فاسرائيل ومنذ الثورة الايرانية الاسلامية تهدد بضرب ايران وايران تهدد بازالة اسرائيل، لكن ما خفي اعظم في ان الدولتان لهما ملاعب خاصة عبر الاراضي العربية وتسطيع تنفيذ ما ترغب به من خلال حلفائهم في المنطقة.
فلن تقوم اسرائيل بضرب ايران الا اذا اتخذ القرار يوما في واشنطن على ضوء تهديد ترامب بسحب الاتفاق النووي وسيكون عبر البوابة السعودية فقط وان امريكا كما حصل مع العراق ستمنع اسرائيل من دخول اي حرب او مواجهات، زد على ذلك وجود الروس في المنطقة وهو لضمان مصالحهم.
لذلك كان على العرب ان يتنبهوا لهذه الدول من حيث طرق تعاملها السيادي بمعنى حماية اراضيها بعيدا عن اي مواجهات في الوقت التي تعمل فيه عبر الاراضي العربية، فالاراضي العربية اصبحت محل لمواجهة محتدمة بين دول لا تنتمي للوضع العربي وانما خارجة عن تقاليده وتستخدم اراضيه وموارده تحت شعارات لا تخدم المنطقة العربية وهو ما ادى الى صفوف العرب ضد بعضهم البعض وادى الى تقسيم الانظمة العربية بين هنا وهناك والقضية الفلسطينية خير مثال في توازنات مصالح الدول وما يغذيها من صراعات نشبت في ظروف باردة راس حربتها الجهات والمنظمات العربية.
اللافت ان العرب بداوا يتكيفون في هذا المنطق الغريب على حساب المواطن العربي وحقوقه السياسية والمدنية وغيرها، حتى مقدرات الامة اصبحت في خطر داهم، والاموال التي تنفق في هذا الصراع الخفي بين ايران واسرائيل قادر على نقل البلاد العربية من حالة الى اخرى اكثر تطورا ونماءا كما في اوروبا وامريكا.
ايران ليست عدوة العرب اذا ما احسن تدبيرها عربيا بين جميع الدول العربية، واسرائيل لن تستطيع على العرب ان احسن التعامل في صد عدوانها والزامها بالحقوق الفلسطينية، لكن المسالة تحتاج الى خطة وفهم عربي صحيح
#سمير_دويكات (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟