أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - نضال نعيسة - اختطاف أحمد سعدات














المزيد.....

اختطاف أحمد سعدات


نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)


الحوار المتمدن-العدد: 1491 - 2006 / 3 / 16 - 12:47
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


لو كانت رحلة صيد لبعض الأرانب البرية، والغزلان، لربما كانت قد أخذت وقتاً أطول، وجهداً أكبر، وذخيرة أكثر بكثير مما استهلكته عملية "اصطياد" السيد أحمد سعدات الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، ورفاقه الذين كانوا محتجزين معه في سجن أريحا التابع لـ"السلطة" الوطنية الفلسطينية التي أصبحت مجرد شاهد زور على الممارسات الإسرائيلية، ومجلس لتقبل العزاء، وصارت العودة فخاً، وشركا كبيراً منصوباً للقيادات الفلسطينية المختلفة، حيث ما تزال التصفية الوحشة لأبي علي مصطفى ماثلة في الأذهان فوق التراب الوطني الفلسطيني. وفي الحقيقة لم تكن سوى عملية اختطاف واضحة في عز النهار، وعلى مرأى من المجتمع الدولي وقواه المختلفة، وقرصنة جديدة لعصابات محترفة من المرتزقة الدوليين، بدعم وتأييد من بعض الأطراف التي تتباكى ليل نهار على الديمقراطية وحقوق الإنسان.

فلقد كان الغدر والخيانة، والتنكر للوعود، والطعن بالظهر، والتملص من الاتفاقيات والمعاهدات الدولية، والثنائية الموقعة بين رجالات الدولة العبرية، والجانب العربي على اختلاف أنماطه السلطوية، هو أهم ما ميز السلوك الإسرائيلي خلال فترة انتعاش المبادرات السلمية في المنطقة ، وتبني خيار "سلام الضعفاء"، وليس الشجعان كما يشاع. ولو كان "الجانحون للسلم" يملكون أية قوة ردع حقيقة، لأجبروا جيش الاحتلال على البقاء في ثكناته، وعدم مبارحتها على الإطلاق. فقد أظهرت العملية، التي جرت طوال يوم أمس، والتي استهدفت اعتقال السيد أحمد سعدات، من سجن مقر المقاطعة، الذي يعتبر رمز ما تبقى من السيادة الفلسطينية، واتفاقيات أوسلو التي لا تنتظر سوى إعلان التشييع والوفاة، مدى الضعف الذي يعانيه الجانب الفلسطيني، وسهولة اختراق مواقعه الهشة متى أرادت إسرائيل ذلك. وأن إسرائيل لا زالت لا تعترف بأي نوع من السيادة للدولة الفلسطينية المزعومة، فأنى لها أن تعترف بأي نوع من عدالتها، أو سجونها، ومحاكمها، وكيف لها أن تأمن عند ذلك على وجود "القاتل المفترض" لرحبعام زيفي وزير السياحة المدلل، في سجون سلطة لم تكن تأبه بها، أو توليها أي احترام واعتبار.

لقد تحرر الجميع من التزاماتهم الأدبية، والقانونية، والأخلاقية في هذه العملية الغادرة التي استهدفت واحداً من رموز النضال الوطني الفلسطيني. والجميع هنا، وعلى رأسهم الولايات المتحدة كالعادة، راعية الاتفاق الذي تم بموجبه سجن السيد سعدات في سجون السلطة الفلسطينية، إضافة لبريطانيا، وحكومة إسرائيل، وحتى بعض الأنظمة العربية التي رعت الاتفاق، من تحت الطاولات، تنصلوا من التزاماتهم الأدبية والقانونية. وربما الوحيدون الذين أوفوا بالعهد، وأبقوا على التزامهم بـ "الاتفاق والميثاق" ببقاء السيد سعدات وراء القضبان، هم السلطة الفلسطينية نفسها التي تضيق أمامها، ولا تملك أية خيارات، أو أية أدوات للضغط والمقاومة. وقد كان من المفروض، وحريا بها، وقد اشتمت رائحة الانقلاب والغدر والانقضاض على مصير السيد سعدات، ومنذ لحظة انسحاب قوات الحماية الأنغلو-أمريكانية، أن تتحفظ عليه في مكان ما، وألا تعطي إسرائيل المبادرة والفرصة لتحقيق غاياتها العدوانية الدنيئة، بحق واحد من أبناء الشعب الفلسطيني البررة.

إن خروج رجال السلطة الفلسطينية، في "غزوة أريحا"، بذاك الشكل المهين، والمذل، والاستسلام لقوات الاحتلال الغازية في ظل عجز واضح وخلل كبير بميزان القوى، يعتبر صفعة كبرى لما يسمى بعملية السلام، وانهياراً لكل التعهدات، وتأكيدا على استمرار النزعة الحربية والقتالية لقوات الاحتلال بالرغم من كل ما يشاع، وعدم انصياعها للقانون الدولي، أو التزامها بأي نوع من المواثيق والمعاهدات. وهو رسالة أخرى تظهر مدى العجز العربي العام، والهوان، و "غمزة" من قناة الجنرالات والماريشالات المنغمسين بالاستبداد والفساد، وتحد لهم، واستهزاء بإمكانياتهم "الخارقة" التي لم تتعد يوما اعتقال الأطفال، وضرب النساء، وملاحقة الوطنيين والأحرار وزجهم بالظلمات.

ولكن ، وبكل أسف، وبالرغم كل ما يجري من فجور وغطرسة واستعراض أرعن للعضلات، هناك بعض من العرب ممن لا يزال يعول على أمريكا وإسرائيل وخيارات الهزيمة والخنوع والاستسلام، ويسعى جاهدا لكسب رضاهم وعقد الاتفاقات الخلبية السرية والعلنية معهم، برغم تاريخهم المديد في نقض العهود والتنصل من الاتفاقات. إلا أن الإسرائيليين يعتمدون في هذا السلوك المتعجرف، وغير المبالي، على عامل واحد، وهو ضعف الأنظمة العربية وهشاشتها، وتشتتها، لا بل حتى تواطؤها، وتآمرها في بعض الأحيان .

لقد تغذى الإسرائيليون بأحمد سعدات، قبل أن يتعشى بهم الجهاد يون الحماسيون، الذين أعلنوا وبتحد صارخ لدولة الاحتلال أنهم سيعملون على تحرير أحمد سعدات، وإطلاقه من سجنه فور توليهم مقاليد الأمور، وحين يؤول إليهم القرار. وهنا يبرز السؤال التالي، هل كانت هذه مؤامرة مشتركة، ومن عدة "أطراف"، في إطار الضغط المتزايد على حماس لإفشالها، وسحب أية أوراق محتملة من يدها، وعرقلة مساعيها لحصد مزيد من الدعم والتأييد في أعقاب الفوز الكاسح الذي حققته على أنقاض حقبة الفشل الفتحاوي في إدارة أمور البلاد، وتحولها لسلطة فساد شأنها في ذلك شأن شقيقاتها العربيات؟

التحية، والتضامن، والتأييد للمناضل الكبير السيد أحمد سعدات،ولرفاقه المعتقلين، وكل سجناء الرأي والحرية في العالم.



#نضال_نعيسة (هاشتاغ)       Nedal_Naisseh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المشرحة
- سمر يزبك:تكريم المرأة على الطريقة السورية
- أحزاب العرب الكوميدية
- إلى ظبية فراتية
- تحررالمرأة بين الواقع والأحلام
- الاعتقال هو الحل
- أنا سوري آه يا... شحاري
- الحراك المذهبي والسنيّة والشيعيّة السياسية
- ما هكذا الإجحاف يا سيريا نيوز
- العراق: العبور الشاق، والمخاض العسير
- أطوار الزمان الغريبة
- أسافين المعارضة السورية
- ماكيافيلية الإخوان:رد على د.خالدالأحمد
- خدام - البيانوني: تطبيع الفساد، أم تعويم الإخوان؟
- مخاتير الوزارات السورية
- خبر عاجل:ملاحقة خدام بتهمة إقلاق راحة الجوار
- هل تتخلى أوروبا عن علمانيتها؟
- الفالانتاين.....دعوة للحب
- حفلات التعذيب على الطريقة الديمقراطية
- متى يعتذر رسامو الكاريكاتيرات المسلمون؟


المزيد.....




- الأنشطة الموازية للخطة التعليمية.. أي مهارات يكتسبها التلامي ...
- -من سيناديني ماما الآن؟-.. أم فلسطينية تودّع أطفالها الثلاثة ...
- اختبار سمع عن بُعد للمقيمين في الأراضي الفلسطينية
- تجدد الغارات على الضاحية الجنوبية لبيروت، ومقتل إسرائيلي بعد ...
- صواريخ بعيدة المدى.. تصعيد جديد في الحرب الروسية الأوكرانية ...
- الدفاع المدني بغزة: 412 من عناصرنا بين قتيل ومصاب ومعتقل وتد ...
- هجوم إسرائيلي على مصر بسبب الحوثيين
- الدفاع الصينية: على واشنطن الإسراع في تصحيح أخطائها
- إدارة بايدن -تشطب- ديونا مستحقة على كييف.. وترسل لها ألغاما ...
- كيف تعرف ما إذا كنت مراقبًا من خلال كاميرا هاتفك؟


المزيد.....

- قراءة ماركس لنمط الإنتاج الآسيوي وأشكال الملكية في الهند / زهير الخويلدي
- مشاركة الأحزاب الشيوعية في الحكومة: طريقة لخروج الرأسمالية م ... / دلير زنكنة
- عشتار الفصول:14000 قراءات في اللغة العربية والمسيحيون العرب ... / اسحق قومي
- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - نضال نعيسة - اختطاف أحمد سعدات