صلاح حمه أمين
(Salah H Ameen)
الحوار المتمدن-العدد: 5856 - 2018 / 4 / 25 - 02:08
المحور:
الادب والفن
نَّشيجُ بلد
صلاح حمه أمين
( مدد .. مدد .. مدد
متشدِ حيلك يابلد ) (1)
خوفٌ وليل
قبجٌ يُغردُ في قفص
ثلوجٌ وأمطارٍ
لاتمطر في أوانها ..
عُشبٌ يتبعُ
خطوات الريح
فيسقطُ في زوبعة فنجان ..
طيورٌ وحمائم لاتستقرُ في ظل
فضاءٌ لاتلتقي بالأرض
ولا البحار
بيوتٌ تفرغ
كلما مرت رياحٌ
وطائرات ..
بلدٌ يضيعُ في خرائطٍ
مسيجةٍ بالدم
والبارود
والجماجم ..
مرايا بلدٍ وهذيان ..
بلدٌ كلما مرت رصاصةٌ
ينحني
فتصيب الروح ..
بلدٌ يتقيء
يسألُ نادل البار
عن الطرق التي تؤدي إليه
فيطفيء النادل المصابيح
وينام ..
بلدٌ منذُ سنينٍ
نسيت الغيومُ
أمطارها و رعودها
في فضاء أرضه القاحلة ..
بلدٌ أمامه ظلام
وخلفه ظلام
يمرُ بمحاذات جدارٍ
وهاوية ..
بلدُ جداول يابسةٍ
وأحزانٍ تتناسل ..
بلدٌ دهاليزه
جحورٌ
وظلامٌ
وقيودٍ
وسلاسل ..
دموعٌ
جراحِ
ودماء ..
أفراحٌ تنكسر
وأحزانٍ تنمو ..
شهداءٌ يتناسلون كالفأران
والذباب ..
بلدٌ يتيهُ في فضائهِ اليمام
فيتيهُ في خرائط ..
بلدٌ يُرملهُ
التتار
والمغولُ
والفرسُ
والعمائم
روؤساءٌ
حكومات
وبرلمانيون ..
بلدٌ يهزمُ
في الكرِ
وفي الفرِ أيضاً ..
بلدٌ متخثرٌ في الوريد
يتعرى أمام مرآة الدنيا
ويظهر بأبهى ملبسه
في الــ TV
وفي نعي الشهداء ..
بلد رتْقٍ
يُجلجلُ قبل الحرب
ويَّنشجُ مع دوي أول إنفجارٍ
وأزيز أول رصاصةٍ
وصوت أول طائرة ..
بلدٌ خلتْ من الذكريات
إلا ماشوهتهُ كتبُ التأريخ
يكتبُ حرفاً ، سطراً
ويمحو فصل ..
بلدٌ يُنشرُ كل يومٍ
نعيه في الجرائد ..
بلدُ دروبٍ تصلُ لمبغى
ولاتصل لمُبتغى
ولا إ .. لــ .. يـــ .. ـه
بلدٌ يتيهُ بين الجفنِ والحلم
يتقيءُ كل ليلةٍ
أحلامهِ فوق موائدِ البارات
ويكنسُها عامل البار في الصباح ..
بلدٌ ينحني غصنهِ المُثقل بالنفط
كل صباح فيولجهُ العابرون ..
بلدٌ فطوره
و غذائه
وعشائه
فضلاتٍ يتركها عابرون
فوق موائدِ مطاعمهِ
و باراتهِ
بلدٌ ..
بلدٌ ..
بــ .. لــ .. د
1 ) أغنية للمغني المصري محمد نوح .
#صلاح_حمه_أمين (هاشتاغ)
Salah_H_Ameen#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟