هيام محمود
الحوار المتمدن-العدد: 5852 - 2018 / 4 / 21 - 18:50
المحور:
الادب والفن
عندمَا أَتذكَّر الماضي , أخافُ وأقولْ : ماذا لو لم تَحدثْ الأمورُ كما حَدَثَتْ ؟ ماذا لو وُلِدْتُ في بيئةٍ سلفيّة ؟ ماذا لو كنتُ غبيّة ؟ وأيُّ حياةٍ كنتُ سَأَحْيَا لو لم تكنْ هِيَ .. لو لم يكنْ هُوَ فيها ؟
.
عَجبْتُ زَمَنًا
كيفَ تَهوانِي حبيبتي
وأَهْوَاهَا
ونَسيتُ قَوْلَ رَبِّهَا
لنفسٍ كيفَ سَوَّاهَا
وأَلْهَمَهَا حُبَّ حَبيبةٍ
هِيَ في العُروقِ دِمَاهَا
تَوأمُ روحي هِيَ
وحياتي التي أَحْيَاهَا
وهَدِيَّتي مِنْ رَبِّنَا
منذُ البَدْءِ
كَتبَها لِي وأَهْدَاهَا
أَأَرفُضُ قدَرَ رَبّي
فأفْنَى في سَقَرَ وأذَاهَا !
أم أَرْفُضُ حَياةً دُنْيَا
هِيَ فيها الرّوحُ ومُنَاهَا !
دُونَهَا أَرْضٌ أنَا
حُرِمَتْ أمطارَهَا وسَمَاهَا
وفُلْكٌ
هَامَتْ في البحارِ
جَهلَتْ أينَ مَرْسَاهَا
وتَسْألُ المَحْرُومَات
ويَسْأَلُ المَحْرُومُون
مَنْ هذه التي أَهْوَاهَا !
***
نحن والبحرُ ! ... ... ماضٍ بَعيدْ , حاضِرٌ وغَدٌ سعيدْ ... ... البحرُ حُلْمْ , أَلَمْ , أنغامٌ , أَحْلَى نَغَمْ ... ... نَنْسَى معه الصّحاري والقملَ والجَرَادْ , ونَحْيَا .. أَرْضًا .. نَهْرًا قَلَّ مَنْ حَيَاهُما مِنَ العِبَادْ ..
.
لِحُبِّي دَرّكَ بَحْرُ
آنَسْتَ قلوبَنَا
كلّمَا زُرْنَاكَ حِينَا ..
فيكَ قالَ العشّاقُ
وزادَتْ لمَجْدِكَ
غَنَّتْ قوافينَا ..
رَابِعُنَا أنتَ
وشاهدُ حُبِّنَا
بارَكْتَنَا وكَلَّلْتَ أمَانينَا ..
إليكَ اِشتياقنَا
كَعْبَةَ حُبِّنَا أنتَ
ونحنُ المُصَلِّينَا ..
كيفَ نُجَازيكَ !
وقد أَحْبَبْتَنَا
دونَ وَعْدٍ لتُغْرِينَا !
أَحْبَبْنَاكَ
وسَعدنَا بلُقْيَاكَ
دَوْمًا تَؤُمُّنا وتُنَاجينَا ..
حتَّى صِرْنَا لوِدِّكَ
الأصحابَ الغُرَّ المَيَامِينَا ..
وقُلنَا لعُذَّالِكَ لمَّا زَعَمُوا
أنَّكَ تُدْمِينَا وتُبْكِينَا ..
وقالوا
رِجْسٌ تَنْآهُ القلوبُ
فلنُحَطِّمْهُ بأيدينَا ..
: خَسِئْتُمْ !!
بل يَبْقَى التَّداني بديلاً عن تَنائينَا..
قلبٌ رحيمٌ
وأبٌ كريمٌ
وإنْ لَمْ تقولوا آمينَا ..
وحبُّهُ الذي لا نَخُونُ
نُقِش في القلوبِ دينَا ..
هذه أنغامنا التي
عن كلِّ أَراجيفكم تُغْنينَا ..
وعليها نَزيدُ كلَّ يومٍ
رقصًا وغناءً وتلحينَا ..
فَقَرَّ عَيْنًا
بَحْرُ !
عن قُربِكَ ليسَ أَمْرٌ يُثنينَا ..
#هيام_محمود (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟