نغم المسلماني
الحوار المتمدن-العدد: 5849 - 2018 / 4 / 18 - 01:29
المحور:
الادب والفن
غارقةٌ هيَ..
مرت سنواتها قروناً طويلة وهي تحاول انتشال نفسها من ذلك التيه...
أرهقها صراعها الأهوج مع دبيب الزمن بلا نهاية ويبس عودها من طول الانتظار وذبلت عيناها الجميلتان لكثرة التطلع من فوق الشرفات الى السحاب الذي يلون احلامها ويرسلها مع ضوء القمر، بعد أن ينأى الاخير بعيداً عن نجومه ليلامس خدها كل ليلة.
كلما مدت يدها نحو احلامها الملونة والتي بدت قاب قوسين أو أدنى منها، تسلل الى ظنها أنها وصلت واكتشفت عالمها السري بيد أنها في الحقيقة لم تكتشف سوى زيف قدميها اللتين كانتا تدوران في محلهما، وبأن أصابع يديها الناعمتين إنما غارت في الوهم فحسب ... وفي أحايين كثيرة كانت تُذهَلُ أنها هيَ من خان الجميع حتى حواسها ...
أوشكت أن تدرك أنها خاوية الا من عرش جمالها، بعد أن كانت ترجح أن في جعبتها الكثير من البطاقات الرابحة لتستخدمها حيث شاءت ... بحسب.. وعلى حسب...
وبرغم كل شيء، كاد يقينها يطبع ختمه الاخير ، تملكها خوف شديد، بيد أنها جاهدت نفسها بإبعاد الجزع خارج حدود أمنها وراحت تفتش مسرعة عن الامل في الورقة التي خبأتها سراً منذ سنين في درج افتراضي ضم كل احلامها وامانيها السرية .
وأخيراً ... وحين وجدت تلك الورقة وفتحت طياتها بلهفة، قرأت كلمتين في منتصفها، تبدد الخوف وراحت تعقد مع نفسها صفقات جديدة وتملأ صفحات أخرى مشفوعة بالكثير من البنود والمهام
فاطمأنت وسرت جرعة كبيرة من الأمل في خلايا روحها المتعبة، وأخذت نفسا عميقا بعد احتضانها لورقتها السحرية تلك ثم نهضت من جديد واستأنفت الصراع المرهق ذاته .
#نغم_المسلماني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟