أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نبال شمس - حفر في التعري,قبل قدوم البحر














المزيد.....


حفر في التعري,قبل قدوم البحر


نبال شمس

الحوار المتمدن-العدد: 1489 - 2006 / 3 / 14 - 10:52
المحور: الادب والفن
    


مراسيم العماء

اكسر كل مراياك السود
يا لحنا في مزمار زماني
لست وحيدا فتمرد يا شرقي القسمات
على الكلمه
واكظم غيضك



حفر في المرايا نص شعري للشاعر العراقي عبد الكريم الكيلاني والتعري قبل قدوم البحر للشاعر كرم الاعرجي, قصيدتان سيّان وعكاز واحد,تجران القارئ إلى عالم مجرد من المادة. إلى حزن اثنين يلاحقان بعضهما بعيون صامته متكلمة بسكون هادئ وثورة خامدة.
التعري قبل قدوم البحر, هي قصيدة ترقص وحيدة بلا أمل في ليل موحش اسود بعيدا عن سلاطين العصر وأبواب الزعماء وأبواقهم الاخاذه. قصيدة الوجع الإنساني, بركان النفس الصامدة في زمن قاس. كلماتها ورؤية لعالم آخر.
الشاعر عبد الكريم الكيلاني أتانا بتعقيب فريد من نوعه .تعقيب شاعري سلس.كلماته قصيدة جميلة ذات روح هائمة في متاهة الألم وفضاء الحزن الذي يقترف إثم النقاء في هذا الزمن المر . نظر من خلالها إلى زوايا مختلفة برؤية ورؤيا ثاقبة طافحة بالتجلي الانساني أما الأعرجي في مقطعته الموسومة ..التعري قبل قدوم البحر.. جسد مواطن الوجع بصوت ملائكي غائص في قيعان الترقب من ثقب اللامكان حاملا شموع الأمل للإنسان للألم للوجع وللمبادئ, أسلوبه الحديث مكّنه من الترنم على ضفاف الابداع ناذرا كلماته للهزيز أملا بغد خال من الظلم والتجني رؤيته تحليليه رائعة كلمته ساحرة جميلة وسلسة يستسيغها المتلقي . وبما ان العنوان هو المفتاح التخيّلي للنص فقد حاول أن يجسد النص بعنوان مغر مليء بالمعاني الأبداعية والرؤى التحليلية لذا فالمتلقي حين يطالع العنوان يسارع بنهم كبير للولوج الى داخل النص دون تردد والنصان متلازمان متطابقان ابداعيا من حيث الاسلوب والطرح والتفاعل الروحي الذي يخبرنا بان الشاعران جديران بالقراءة .
قبل الدخول للمياه, صور الكيلاني حزن صديقه بكل ما يمتلكه من أدوات تعكس عنفه وبياضه وجماله وألمه. فهو يرى هذا الحزن طهرا ابيضا يرى به مبدأً مقدسّا وتعال عن زمن فاجر مادي اغبر.


الكيلاني يمتدح ويناجي صديقه بصدق, يقدس مساره يحترم كلمته وشعره, وبالوقت ذاته يصف العالم حول صديقه, حين شبهه للعقرب والواقع الصعب هذا لا مفر منه. دعوته المتواضعة للخروج من الغربه والحزن هي دعوة للتحرير من غربة صعبه غربة نفسه عن نفسه, غربة السكون والصراخ في صمت قاتل الذي هو نتيجة لذلك السجن المريع.

أن قصيدة حفر في المرايا هي حفر في كلمات الاعرجي وأيامه وسنينه المثقلة بالاحزان والجوع الروحي وانتظار الخيط الابيض بلألآئه وهالته المذهبة , في حزنه وقلقه. هي اكتمال لصرخات الاعرجي في هذا الوقت العصيب لكن في الوقت ذاته هي دعوه للخروج من هذا الحزن, ومن هذا البحث عن الطهر والبياض, فتظهر كلمات الكيلاني واقعية جدا عندما يقول له أن العالم عقرب ولا مهرب من هذا العقرب
ستظل صديقي وحدك
تنهل من ماء الشعر
وتفيض محبة..
فإلام ألآمال البيض
تسكن فيك
العالم حولك عقرب
لا مهرب

بالمقابل نرى الاعرجي يقول في قصيدته:
أتفرس قبعة القسيس
.. البسها
لكن القلب يحلق بالظلمات ،
وأطير أطير
ابحث عن جبة درويش

طلّق روح مساوئه ،
واغتال الظلمة بالنور
تلك علاماتي
خذني يا طير عمائي
من هنا نفهم مدى البعد بين الواقع الذي تحدث عنه الكيلاني وبين العالم الذي يراه الاعرجي
العالم الواقعي الموجود والمحسوس الغير مقبول على الاعرجي نرى الكيلاني يحفر به حبا بصديقه. دعوته أيضا لم تخلو من الانتقاد عندما يقول له التعري في الجو الماطر غضبا, وكأنه يدعوه هنا لتهدئة نفسه الثائرة هو الحد من غضبه كما أسلف انه لا مهرب من هذا العالم, فرغم مشاطرته لحزن صديقه إلا انه لا يوافقة على هذه الرؤيا وهذا تألما لما يستشعره من تلاطمات نفسية ووجدانية لديه .
أخرج ْ من شمس الرؤيا
فالعالم
مسكون بالليل ..
والـ ( تعرى ) في هذا الجو الماطر
غضباً

حفر في المرايا حوت الكثير من أفعال الأمر(أخرج, أعبر, أترك), فبدت كالواعظ دون المس بالأسباب لتلك الرؤيا وذلك الصمت والسكون الصارخ فهي لم تستطع تحليل مراسيم العماء.
لتفور هواجس
يرعاها طين خلودي
أستر في جوفي عورات عناصرها
أتحلل
تلك مراسيم عمائي
عدميٌّ واشيع التطهير
بخصوبة إشعاعي القاسي
أغتال الرقم العدديّ
لهذا السارق ،
غيبية روحي أدم ..!؟

حفر في المرايا عبرت عن ذاتها برموز إنسانيه وبمنطلق إنساني بحت. لم تعتمد على الرموز الدينية.
أما هذا التعري قبل قدوم البحر فقد عبرت عن ذاتها برموز من الطبيعة , برموز دينيه وبرموز إنسانيه وربما لولا هذه الرموز لم يستطع الشاعر إيصال رؤيته لنا.



#نبال_شمس (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -جوانب أخرى للمرأة في أدب -زياد خداش
- عري القناديل: امرأة, قصيده ووطن
- النرجس لا ينبت في نيسان
- ضرورة انتقاد المسئولين
- العسر التعليمي الاكاديمي
- العسر التعليمي التطوري
- مذكرات متعسر


المزيد.....




- بمشاركة روسية.. فيلم -أنورا- يحظى بجائزة -أوسكار- لأفضل فيلم ...
- -لا أرض أخرى-.. فيلم فلسطيني-إسرائيلي يظفر بأوسكار أفضل وثائ ...
- كيف سقينا الفولاذ.. الرواية الأكثر مبيعا والتي حققت حلم كاتب ...
- “الأحداث تشتعل”.. موعد عرض مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 183 كام ...
- أين ومتى ستشاهدون حفل الأوسكار الـ97؟.. ومن أبرز المرشحين لل ...
- الكويت.. وزير الداخلية يعلق على سحب الجنسية الكويتية من الفن ...
- هل تتربع أفلام الموسيقى على عرش جوائز أوسكار 2025؟
- وزير الداخلية: ما -العمل الجليل- الذي قدمه الفنانون للكويت؟ ...
- في العاصمة السنغالية دكار.. المتحف الدولي للسيرة النبوية في ...
- مصر.. إيقاف فنان شهير عن العمل لتعديه على لقاء سويدان


المزيد.....

- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111 / مصطفى رمضاني
- جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- رضاب سام / سجاد حسن عواد
- اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110 / وردة عطابي - إشراق عماري
- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نبال شمس - حفر في التعري,قبل قدوم البحر