أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مهند البراك - اردوغان و المنطقة و احلام الامبراطورية 1















المزيد.....

اردوغان و المنطقة و احلام الامبراطورية 1


مهند البراك

الحوار المتمدن-العدد: 5843 - 2018 / 4 / 12 - 16:35
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


اثر تزايد الصراعات الاميركية الاوربية الروسية حدة على الطاقة و قوانين التجارة و العسكرتاريا و غيرها في الفترات الأخيرة، برز الصراع على الطاقة بشكل حاد بتقدير اغلب المراقبين و بالذات على مشاريع نقل الطاقة في المنطقة و في مقدمتها مشاريع انابيب نقل الغاز و النفط، حيث صارت تركيا عقدة اساسية لأنابيب نقل الغاز و النفط (عدا الروسية منها) من آسيا الى اوروبا و اميركا، و قفزت مدخولاتها من نقل الطاقة قفزة نوعية كبيرة و خاصة بعد دخول نفط قزوين ساحة الإنتاج العالمي لرؤوس الاموال الغربية.
و ازدادت مداخيلها اثر ازدياد الإستثمارات العالمية على الاراضي التركية لرخص اليد العاملة فيها، في مجالات الصناعات المتنوعة من السيارات و المكائن و الملابس و البناء و السياحة و غيرها، حيث ساعدت عضويتها البارزة في الناتو ( دولة مسلمة،صاحبة اكبر عدد من الجنود القليلي النفقات) اضافة الى انفتاحها على الغرب كدولة تأسست على اساس علماني في زمن مؤسسها اتاتورك من جهة و لتوفر الهياكل التحتية للتطور فيها لكونها وريثة احدى الدول الكبرى في العالم حتى انتهاء الحرب العالمية الاولى، من جهة اخرى.
و قد تميّزت انظمة الحكم التركي المتعاقبة بإعتمادها على الجيش و القوة و على التعالي القومي و الديني على القوميات و الاديان الأخرى، في مواجهة تحدياتها، و لعبت بسياساتها و اساليبها دوراً خطيراً بالبطش بالحركات الديمقراطية والقومية التحررية فيها، بتشجيع من دوائر الناتو و من هياكل الدولة العميقة الساعية الى العودة الى الزمن الامبراطوري العثماني . . التي شكّلت منها الدركي الشاك السلاح لحماية الحدود و على تأهيلها لمواجهة الإتحاد السوفياتي، ضمن خطط حماية العالم الرأسمالي الإمبريالي حينها، و قوىّ في انظمتها المتعاقبة روح التوسع و الهيمنة على جيرانها بمختلف الحجج، كما جرى مثلا في الغزو التركي لجزيرة قبرص.
من جهة اخرى، و فيما هزّت الثورة الشعبية الإيرانية عموم المنطقة باسقاطها المدويّ لشاه ايران، فإن استيلاء القوى الإسلامية و انفرادها بالحكم فيها و عملها لنشر فكرها الاسلامي الشيعي باستخدام القوة و دخولها في عموم المنطقة في زمن تخلخلت فيه قواها و طغى فراغ واضح للقوة و الفكر فيها . . هيّج الدوائر التركية الاسلامية السنيّه الأكثر تزمتاً، مدعومة بالبيوتات المالية التركية و العالمية للوقوف امام المد الايراني التوسعي، بتقدير خبراء بشؤون المنطقة.
على ذلك الطريق مُهّد الطريق لأردوغان الذي كان محكوماً بالسجن و بعدم النشاط السياسي لأنه كان يدعو الى الكراهية الدينية في تركيا، بدعوات لمّت كثير من الاوساط الشابة الاكثر تخلفاً و وعياً و الاكثر تطرفاً اسلامياً، الذي هدد الدستور التركي . . حتى وصل بدفع جهات مستفيدة متنوعة تركية و اقليمية و دولية الى المشاركة في الانتخابات و الفوز بمقعد رئاسة الوزراء في 2003 بعد مقعد عمدة اسطنبول، وسط مساعدات و تهليل و دعم خارجي للجهات المستفيدة حسّنت نسبياً من واقع اقتصادي تركي عانى الأمرّين، و وسط دعوات للانفتاح و التحاور السلمي مع المعارضين و اعلن عن ايقاف القتال في كردستان تركيا و التفاوض لحل المشاكل و سمح بالتخاطب باللغة الكردية، رغم احتجاجات و تحذيرات قوى المعارضة الديمقراطية و القومية التحررية التركية.
و فيما كان اردوغان يقويّ وجوده الحاكم من خلال حزبه و من خلال تشكيل انواع الجماعات المسلحة المدينة بالولاء له، اضافة الى اعادة بعثه منظمة الذئاب الرمادية الإرهابية سيئة السمعة، سخّر حزبه و تلك الجماعات المسلحة لكل ما يبعث فكر الماضي العثماني الامبراطوري، و النفخ بنداءات التوسع برايات الطائفة الدينية السنيّه المقدسة . . التي وجد فيها خير اداة تحريضية لتحريك الجموع و اثارتها و كسبها لمشاريعه التوسعية باسم الاسلام و الطائفة وفق فهمه . .
في وقت ازدادت فيه الضغوط و الاعتقالات على القوى الديمقراطية و اليسارية و الليبرالية و على نوابها في البرلمان و بدأ كما لو انه هجوماً منظماً عليها و على مكاتبها و صحافتها، في وقت انتشرت فيه صور لأردوغان بملابس شبيهة بملابس هتلر و بتحيته النازية و شاربه الاقطم، صور بقيت في واجهات مكتبات شارع استقلال في منطقة تقسيم ـ اسطنبول لسنوات . .
حتى تفجّر الصراع عام 2013 في الاحتجاجات الشبابية في اسطنبول على خطة وزارة اردوغان في الغاء بارك غازي (غيزي) التي حلّت محل تهديم آخر قلعة للخلافة العثمانية عام 1924 . . و بناء مركز كبير للتسوّق على ارضه، احتجاجات شاركت بها اوسع الاوساط الشبابية التي حملت من رايات جيفارا و اوجلان و الشعارات العمالية الى رايات حماية البيئة و صور اتاتورك مؤسس الدولة التركية العلمانية، و جمعت كل المحتجين على محاولة اردوغان ازالة مركز الاعتصامات و الاحتجاجات الجماهيرية ضد الدكتاتورية، حيث نصب شهداء الحرية في رأس شارع " استقلال "، الذي اقيم على شرف ذكرى الوثبات العمالية و اليسارية بوجه الدكتاتوريات و الاحكام العسكرية التي سادت في سنوات متتالية حين جمّدت العمل بالدستور.
و توسعت الإحتجاجات بسبب تدخل قوات مكافحة الشغب و الوحدات الامنية الخاصة التي واجهت المحتجين بقنابل الغاز و الهراوات و خراطيم و مدافع المياه و دافع المحتجون عن احتجاجاتهم برشق الحجارة و بقنابل المولوتوف الحارقة المحلية التي قوبلت بالرصاص المطاطي، حتى تحولت الاحتجاجات الى اعتصامات سادت عموم منطقة " تقسيم" و "بارك غيزي" حماية لآلاف الجرحى، و تحوّلت الشعارات الى شعارات سياسية تطالب بانهاء الدكتاتورية و بالديمقراطية و حماية حرية الصحافة، و تضامنت معها العديد من المدن التركية و في مقدمتها العاصمة انقرة . .
لقد كانت الاحتجاجات على سياسة اردوغان من السعة و كثرة الضحايا و كان بينهم عدد من القتلى، ان اعلنت تضامنها معها و استنكرت مواجهتها بذلك العنف الذي تسبب بآلاف الضحايا، اغلب القوى السياسية التركية ومنها الحزب القومي التركي " حريت" الذي كان السند الهام لحزب اردوغان (العدالة و التنمية) . . حتى وصلت الى احتجاجات دول الاتحاد الاوروبي التي اعلنت تشددها اكثر بقبول تركيا في الاتحاد الاوروبي بحكومات كحكومة اردوغان، و ارسلت فرقاً للتحقيق الى هناك .
ويرى متخصصون بأن تشديد اردوغان بالضغط على المعارضة التركية الداخلية و تنصله من الاتفاقات مع حزب العمال التركي و موقفه المتشدد من حزب " الشعوب الديمقراطي " و قادته و نوابه . . جاء بعد ان توضح له و لحزبه استحالة ركوبه موجة (الربيع العربي) لإعلان امبراطوريته العثمانية الجديدة و اعلانه خليفة على رأسها مدعوماً من بيوتات مال و سلاح و نفط اقليمية و عالمية (راجع ماتعلنه محاضر المحاكم المصرية في الصحافة بخصوص الربيع العربي و حكم اردوغان)، فتوجه توجهات اخرى اكثر خطورة كما سيأتي. (يتبع)

12 / 4 / 2018 ، مهند البراك



#مهند_البراك (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- - تحالف سائرون- و الآمال المنتظرة
- ولايتي : دفاع، ام تهديد ام ماذا ؟
- صفحة من حياة الناس اثر الانقلاب الدموي 2من2
- صفحة من حياة الناس اثر الانقلاب الدموي 1من2
- التحالفات الطائفية ترسّخ الطائفية و الفساد !
- العنف و الإكراه ليسا حلاً !
- حقوق الشعب و الاتفاقات السرية
- ثورة اكتوبر غيّرت العالم و الفكر 2من2
- ثورة اكتوبر غيّرت العالم و الفكر ! 1من2
- نحو وحدة البيت الكردستاني و التفاوض العاجل !
- اوقفوا الحقد القومي المدمّر !!
- عن حواضن داعش و مخاطرها اللاحقة . . 2 2
- عن حواضن داعش و مخاطرها اللاحقة . . (12)
- من الذي يقسّم البلاد ؟
- الآن . . الدور الهام للجيش !
- نحو الإستكمال العاجل للانتصار !
- بين حكومة المركز و الإستفتاء !
- وداعاً عزيز محمد القائد و الانسان 2
- وداعاً عزيز محمد القائد و الانسان 1
- عن اعادة تقسيم دول المنطقة


المزيد.....




- مشاهد من لقاء زوجة الرئيس التركي أمينة أردوغان بعقيلة الرئيس ...
- موسكو وباكو تناقشان آفاق التعاون العسكري
- وزير خارجية النيجر: تحالف دول الساحل قد يتسع ليشمل دولا أخرى ...
- -حماس- تعلن إرسال وفد إلى القاهرة لمواصلة مساعي وقف إطلاق ال ...
- -آخر موعد لدخول المعتمرين وخروجهم-.. السعودية تعلن عن إجراءا ...
- الخارجية السعودية تصدر بيانا بشأن المفاوضات بين إيران والولا ...
- نتنياهو ردا على تسجيل الأسير ألكسندر عيدان: في هذه الساعات ي ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض قذيفة صاروخية أطلقت من قطاع غزة ...
- بنغلاديش.. -طوفان بشري- إسنادا لغزة ونصرة لفلسطين وتنديدا بإ ...
- أردوغان يلتقي عددا من الزعماء الدوليين على هامش منتدى أنطالي ...


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مهند البراك - اردوغان و المنطقة و احلام الامبراطورية 1