عماد عبد اللطيف سالم
كاتب وباحث
(Imad A.salim)
الحوار المتمدن-العدد: 5846 - 2018 / 4 / 15 - 00:18
المحور:
الادب والفن
قِطاراتُ روحي
ليسَ لدينا قطاراتٌ صالحةٌ للرحيل .
النزولُ في قطارِ الليلِ الى البصرةِ
ليسَ رحيلاً .
والصعودُ الى الموصلِ ما عادَ مُتاحاً ..
لأنّ السِكّةَ اليتيمةً مِنَ الزمنِ الحُجازيِّ
ماتَتْ في "بيجي" .
لا أدري أينَ قرأتُ أنّ القطاراتَ تعوي.
ما عادت القطاراتُ تَعْوي.
الوجوهُ القديمةُ ..
في المحّطاتِ التي لا تتوقفُ فيها القطاراتُ ..
في المُدُنِ التي تعبرها القطاراتُ ..
هيَ مَنْ يَعْوي .
لهذا كانت القطاراتُ الانجليزيّةُ الذَوْقِ
تنوحُ ببطءٍ
ما بينَ سفوحِ الجبالِ .. شمالاً ،
و "أخْوارِ" الخليجِ .. جنوبا.
وكانَ منَ الواضحِ أنَ اسماءنا
ستجعلُ هذي القطاراتَ
شيوخاً للقبائلِ
في المُدنِ المُغلَقة.
وهكذا اكْتَشَفْنا أخيراً
أنَّ لا حُبَّ في العرباتِ "الصينيّةِ" الصُنْعِ
و إنَّ قطاراتَ "الديزلِ"
لا تَعْرِفُ كيفَ يختَنِقُ العُشّاقُ
بأسماءِ حبيباتهم
في قطاراتِ الجنوِدِ "النازلةُ والصاعدة"
التي تُغادِرُ "عَلاوي الحِلة"
عندَ الساعةِ السابعةِ قبل الليلْ
بتوقيتِ قلبي.
و عندما يَمُرُّ قطارُ الليلِ على "اليرموك"
لَنْ تَجْفَلَ تلكَ السيّدةُ الحُلْوَةُ
التي كنتُ أحلَمُ دائما بوجهِها العذبِ
يتَمَشّى في العرباتْ ..
و يُبَلّلُ روحي .
#عماد_عبد_اللطيف_سالم (هاشتاغ)
Imad_A.salim#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟