السيد حسن نصرالله .. غيفارا لبنان والمنطقة .. تحية لك

خليل صارم

الحوار المتمدن-العدد: 1489 - 2006 / 3 / 14 - 10:49
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

( مقالة متأخرة عن موعدها )
كلماتك يوم الخميس 16 شباط/فبراير في ذكرى استشهاد الموسوي وحرب .(والتي اطلعت عليها مسجلة). أعادتنا بالذاكرة الى عقد الستينات .. عنفوان الشباب ..أيام كان غيفارا .. شهيد الانسانية المعذبة على أيدي ظلمة النظام الأمريكي وعملائهم مطلوباً من قبل عملاء أمريكا .خشية امتداد الثورات بوجه النظام الأمريكي الذي لم تكن عنصريته وعداؤه للشعوب خافية على أحد وحتى الآن .
كلماتك كانت درساً في الديمقراطية الصحيحة . الحقيقية .. واحترام الآخر .. درساً في الوطنية لهؤلاء الذين يدفعون لبنان الى أتون الحرب الأهلية .. يدفعون بالمنطقة الى الفوضى والمجهول .علهم يتمكنون من إخفاء جرائمهم بحق لبنان وعلى رأسها جريمة اغتيال الشهيد الحريري . ومن بينهم الطفل المعجزة ابنه ( كما وصفته إحدى النشرات الالكترونية ) هذا الطفل الذي لاأدري إن كان يعبثون به . أم أنه شريكاً في هدر دم أبيه وبقية الضحايا ؟؟. فقد ضاعت حدود الفهم في زحمة التناقضات والأكاذيب .
لقد كشفت وبدقة غايات هؤلاء والعمق الخطر لهذه الغايات التي يوحى بها من هناك حيث تتربص قوى العنصرية النازية الجديدة أعداء الشعوب .أعداء الحرية والديمقراطية الذين يريدون تصدير ديمقراطية مزيفة يعتاش عليها العملاء والمنحرفون في شتى أنحاء العالم . .
لقد حددت الخيارات بشكل واضح .. هناك محورين .. الأول يبدأ ببيروت وينتهي مع كل الشرفاء بالعالم وصولاً الى شافيز .
والمحور الثاني يبدأ في تل أبيب وينتهي في البيت الأسود .. حيث يتجمع أعداء الشعوب والخونة والساقطين السفلة في هذا العالم .
قلت بوضوح أنك وفي هذه الحالة مع الأول ..وهذا مؤكد .. لأنك على رأس الشرفاء والوطنيين في لبنان . لا بل في المنطقة كلها .
أنت أيها السيد قدمت منذ البداية الوجه الحقيقي والرائع لما يجب أن يكون عليه رجل الدين .. ثائراً .. موجهاً أخلاقياً .. سمحاً متسامحاً حتى مع أعدائه .. مثقفاً ثقافة عاليه .. دمث الأخلاق .. وطنياً الى أبعد الحدود .. إنسانيا .. متواضعاً .. كلمة الحق هي القيمة العليا عنده .. جريئاً .. صادقاً ..نبيلاً في طرحها . يتفق مع كل الشرفاء في العالم وان اختلفوا معه في الأيديولوجية .لاأدري كيف أصف وبماذا أصف أيضاً .. الكلمات تضيع أحياناً في زحمة المشاعر .. لكنك تعطي درساً بليغاً في الأخلاق والسلوكيات الثورية افتقدناه منذ استشهاد غيفارا على أيدي المجرمين السفلة عملاء النظام الأمريكي . وهاأنت تعيدها متجسدة من عمق الذاكرة .( ألم يقل لك أحد أن ملامح وجهك فيها سمات من ملامح غيفارا )
لله درك .. ياسيد حسن نصرالله .. أربعة عقود ونيف على ثورة كوبا وبوليفيا .. وأيام النشاط الثوري . الطهر الثوري . وتصاعد الدم في الأوردة والشرايين .. استحضرتها .. ليعود الدم فيرتفع في شرايننا التي أكلها الصدأ .. فيتجدد نشاطها طيلة مدة سماعنا كلماتك التي شحنتنا بطاقة الشباب الهارب المتفلت من بين أصابعنا
..قوة الحق في وجه الحق المزيف للقوة الغاشمة المستبدة .. عدوة الانسانية .. وهل الإيمان السليم أكثر من ذلك .؟. انها المعادلة التي تختزل كل المفاهيم الانسانية .. صراع الانسانية النبيلة عبر التاريخ بل منذ ظهور الحياة على سطح هذا الكوكب ضد الشر. ضد أعداء الحقيقة والحق .
كنت أكثر من رائع .. عندما أفهمتهم كيف تكسر حواجز وحدود الطائفية البغيضة وحدود العنصرية لترتقي بهم الى الحالة الانسانية .. الى القيم والمثل العليا ..
كنا نقرأ الألم الذي يعتصر قلبك وأنت تفهمهم .. تقرأ على أولئك الذين ضلوا الطريق السليم فوقعوا بين براثن أعداء الوطن والانسان .. خاطبتهم بصوت العقل .. لاتريد للوطن أن يخسر أحداً من أبنائه ولكن ( كنت أسمعت لو ناديت حياً ) بعضهم أموات الضمير .. والعقل .. والأخلاق .. لقد سقطوا تماماً .. انهم هناك في قعر الانحطاط والسفالة .. لقد عهروا .. فحشوا بكل شيء .. في الأخلاق .. في الانسانية .. في الوطنية .. سلكوا الطريق الذي لاتوبة فيه ولارجعة منه .. وهيهات .. هيهات .. العودة .. ؟ نعم كنت تتألم عليهم .. لامنهم .. تتألم على الانسان كيف يقطع الطريق على إنسانيته وضميره .. كيف يكرر يهوذا نفسه فيبيع السيد المسيح ثانية ببضع قطع من الفضة .
كيف يقدمون ثانية رأس يوحنا المعمدان على طبق من فضة ..كرمى سالومي عاهرة العصر الجديدة ..
توقعنا منك أن تقولها .. أن تفضح .. أن تشير الى المجرمين الحقيقيين .. قتلة الحريري .. قتلة ..حاوي ..والقصير ..والتويني .. أو على الأقل الشركاء في التخطيط
أولئك الناعقون ..النابحون .. الناهقون .. الذين يوجهون الاتهامات في غير مكانها الصحيح لتضليل الناس .. أولئك.. أنصار يهوذا .. وعشاق سالومي .. كلاب قتلة الأنبياء .. نعلم تماماً أنك تظن بالوطن .. تظن بالابرياء من أن يسقطوا ضحايا .. وهذا مايدفع اليه هؤلاء .. المستعجلون للحرب الأهلية ثانية إخفاء لجرائمهم .. لتورطهم وغير مهم لديهم ..خراب الوطن والتضحية بلبنان كله على مذبح أطماعهم وشهواتهم ..
لكننا نثق تماماً بحسن تقديرك .. يبدو أن هذا غير التوقيت المناسب .
تحية من القلب .. ونقف باحترام شديد لك .. سيد حسن نصر الله .. غيفارا منطقتنا .. بل غيفارا العالم في مطلع القرن الحادي والعشرون .. قلوب شرفاء العالم معك .. أهلاً بك دائماً .. وألف تحية إكبار وإعجاب .

#خليل_صارم (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات