أكرم عبدالقادر يونس
الحوار المتمدن-العدد: 1489 - 2006 / 3 / 14 - 11:18
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
كم تبدو زائدة ، علامات التعجب التي وضعت نفسها مع العنوان السوريالي الذي لم يحلم به "بريتون" ولم يطرق رأس "سلفادور دالي" ، فها نحن نشاهد على هامش محاكمة صدام واعوانه من أصدر حكم الاعدام بحق 46 شخصاً ، كانوا قد قتلوا جراء التعذيب قبل عام او أكثرمن ذلك؟!
مسكينة علامات الاستفهام التي كان يجدر بها ان تدفن هناك منذ زمن بعيد .
مسكين صديق والدي الذي قال لنا مرة بأن رجلاً عجوزاً "صفّ" معه ليخبره بان "فلاناً" قد أعدم ، فقال له ، العجب فيمن لم يعُدَم !
العجب فينا ، نحن الذين خرجنا من كابوس لندخل في دوّامة وما زال فينا شيء من حياة ؟ بت أخشى على الموتى ان يعدموا مرات ومرات ، وأنا أرى الأحياء يدفنون مرات مع عدد الأنفاس . يقتلون بنفس الأصابع ، ولكن بأسلحة أخرى : ف"الوحدة" صارت "جنة"، و"الحرية" صارت "كفراً" ، والأشتراكية" أمست "طوباوية الخراب" ، الخراب الذي يتجدد بين موت وموت ، وحياة على قارعة النهب الرسمي والمفخخات !
لم يحكم "عوّاد البندر" : "رئيس محكمة الثورة الموقرة" على الموتى بالاعدام فقط ، عام 1984 ، وانما حكم على علامات دهشتنا بالموت شنقاً حتى الضحك ، ( الضحك الذي هو بديل عن البكاء أحياناً وفي حالتنا في أغلب الأحيان ) ، وحكم علينا بالبقاء معلّقين على قارعة الصمت ، لا نقوى حتى على رثاء انفسنا ، او أجساد موتانا ..
اننا
نمعن في الموت ،
سادتي ،
فهنيئاً لهم !
#أكرم_عبدالقادر_يونس (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟