حمزة بلحاج صالح
الحوار المتمدن-العدد: 5841 - 2018 / 4 / 10 - 23:41
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
عاب طه عبد الرحمن على الجابري مثلا لا حصرا نزعته العروبية و المغاربية مقابل المشرقية و الرشدية البرهانية مقابل العرفانية المستقيلة في نظر الجابري و التجزيئية مقابل التكاملية التي وصف بها نفسه طه عبد الرحمن و التجريدية
لكنه وا أسفاه قال طه عبد الرحمن بالنسب و المدلول المعنوي للنسب باعتباره خاصية من بين أخرى للعمل الخلقي المغربي و هو يتناول الإسهام المغربي في التراث الاسلامي حتى وقع في اشكالية تميز و تعالي المغرب على المشرق
حيث حاول عبثا أن يقنعنا بإمتداد الإسهام المغربي في مصر على مستوى التجدد الأخلاقي
بل ذهب الى حد القول بمساهمة المغرب في محو المظاهر التجريدية و التسيسية من خلال أمثلة قاصرة و باهتة و غير كافية لتغطية دعوى طه عبد الرحمن الذي ظهر متعسفا بوضوح في لي عنق الحقيقة و تأويلها كما يقال تأويلا بعيدا و شططا
لا يوجد أعتى من المناطقة و علماء الكلام في التجريد و لا أكثرهم إغراقا فيه
و قد مارس طه عبد الرحمن في مواطن عديدة التجريد من غير لزوم أحيانا
بل الدوران و توظيف مصطلحات منحوتة جديدة كثيرة على أساس فلسفة اللغة أكثر منها الفلسفة
فكان جهازه المفاهيمي لغويا و بيانيا بشحنة إشارية يغلب عليه الإسراف و الإسهاب و المبالغة في سرد مصطلحات لا قيمة لها أحيانا
إنها لمفارقة عجيبة و غريبة أن يقول فيلسوف حر بمقولات النسب في هذا القرن مهما قدم مريديوه من تعليلات و تبريرات
في حين يسمح طه عبد الرحمن لنفسه بمعاتبة الجابري الذي استخدم ببعض التعاطف نزعة تبجيلية جعلته يخص المغاربة بخاصية العقلانية دون المشارقة و قد رفضتها و مارست عليها من قبل ملاحظاتي النقدية
طه عبد الرحمن يتحدث عن خاصية النسب و غيرها بعنوان المغرب لا المغرب العربي على خلاف الجابري و من ثمة فهي نزعة ضيقة و شعبوية لا فلسفية
طه عبد الرحمن خسر الفلسفة و خسر التاريخ و هو يتحدث عن دور المغرب في محو التجريد و التسيسس و تأصيله التأنيس و سوف أبين تهافت مفرداته تلك من غير دقة و ضبط فلسفي من جهة و سأعود إلى موضوع التأنيس مقابل التسييس و هي مسألة هامة
توسل طه بأمثلة من التاريخ متعجلة و سطحية فلا هو تناولها كمؤرخ أفكار و مؤرخ الأفكار هو بلا منازع مفكر و فيلسوف بامتياز
و لا هو قام بتحليلها كنظم معرفية فكان ايبستمولوجيا و فيلسوفا
فخسر الاثنين معا
#حمزة_بلحاج_صالح (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟