مسرحية الحياة

عمار الهاشمي

الحوار المتمدن-العدد: 1489 - 2006 / 3 / 14 - 09:16
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    

لو فرضنا ان هناك شخص معين موجود في كوكب غير كوكب الارض وهو ينظر الى كوكب الارض منذ ولادة هذا الكوكب ولحد هذه اللحظة فماذا ممكن لهذا المراقب ان يرى , اعتقد انه سوف يرى قاعة كبيرة جدا (( سطح الارض )) يؤدي فيها اشخاص مجموعة من الادوار ولكل شخص دور معين سواء كان هذا الدور ايجابي او سلبي وبمجرد انقضاء دور هذا الشخص فانه يخرج من هذه القاعة (( يموت)) وياتي اخر ويكمل الدور وهكذا.
هذا المراقب يرى ان هناك ادوار رئيسية وادوار ثانوية داخل هذه المسرحية ((الحياة)) وقد انيطت الادوار الرئيسية بأشخاص كان لهم تاثير كبير في مجرى هذه المسرحية مثلا (الملوك, القادة , الزعماء , العلماء ) وهناك ادوار ثانوية يجسدها العامة من الناس والذين يؤدون ادوار عادية ليس لها تاثير على ادوار الاخرين .
ان هذه الادوار سواء الرئيسية او الثانوية هي عبارة عن سيناريو مكتوب مسبقا من دون تدخل اصحاب هذه الادوار في هذا السناريو , وهذا المراقب الخارجي يرى ايظا ان هناك بعض الاشخاص ارادوا ان يتدخلوا في السيناريو المكتوب لهذه المسرحية (الحياة) عن طريق تغيير هذا السيناريو لان هؤلاء فهموا سر هذه المسرحية وارادوا ان يكشفوا هذا السر الى جميع الممثلين داخل المسرحية وهم (الانبياء , الحكماء , المفكرين ) وبعض من هؤلاء استطاع تغيير جزء من سيناريو هذه الحياة لكنه تغيير جزئي لم يستمر طويلا حيث عاد الممثلون الى ادوارهم القديمة .
وهذا المراقب يرى ايظا بعض الاشخاص جالسون يتفرجون على هذه المسرحية من دون ان يتدخلوا فيها وهؤلاء ايظا فهموا سر هذه المسرحية لكنهم لم يكشفوا هذا السر الى الممثلين لانهم يؤمنون ان لا فائدة من كشف هذا السر فالسيناريو يبقى كما هو ولا يمكن تغييره حسب رئيهم وهؤلاء هم العباقرة أو بعض المتصوفة الذين أثروا ان ينعزلوا عن الحياة أو يبدون وكانهم مجانين بالنسبة لنا نحن الممثلون .
يبقى السؤال هنا من هو مخرج هذه المسرحية وما هو هدفه من انشاء هذه المسرحية , ان المراقب الخارجي يجيبنا على هذا السؤال ويقول ان المخرج هو مهندس الكون الاعظم ((الله)) وان هدفه هو ايصال الانسان الى درجة الكمال وهذا الانسان لا يصل الى هذه الدرجة الى اذا اكتشف سيناريو هذه المسرحية واختار لنفسه دور خاص به بعيدا عن الدور المكتوب له , فان ايجاد مثل هكذا اشخاص هو غاية المخرج .

#عمار_الهاشمي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات