|
عن فشل الديموقراطيه الاجتماعيه (البرنامج الاصلاحي )
عدلي عبد القوي العبسي
الحوار المتمدن-العدد: 5841 - 2018 / 4 / 10 - 12:38
المحور:
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
عن فشل الديموقراطيه الاجتماعيه ( البرنامج الاصلاحي ) عدلي عبد القوي العبسي
المزاج الشعبوي السائد في اوروبا طيله السنوات الماضيه وحتى الان والذي تكشفه لنا الانتخابات واستطلاعات الرأي ليس الادليلا رائعا على السخط الاجتماعي المتزايد من السياسات الحكوميه الاجتماعيه والبيئيه والاقتصاديه الفاشله والارقام والنتائج تظهر لنا هذا الصعود الانتخابي والتأييد الجماهيري لجمله الحركات السياسيه الشعبويه اليمينيه واليساريه والمتأرجحه او الخليطه . هذا الصعود نلمسه في معظم بلدان اوروبا تقريبا واذا ما استثنينا النازيين الجدد واليمين المتطرف كظاهره تعبير جمعي انفعالي للقطاعات الشعبيه البورجوازيه الصغيره.في المدن جراء الازمه الاقتصاديه. فإننا نهتم اكثر بالمواقف شبه الواعيه لتلك الشرائح والفئات الاجتماعيه العامله من كلا الطبقتين العماليه والوسطى السفلى والتي وان كانت تكتوي بنار الازمه والسياسات السيئه وبمستوى اكثر شده الا ان ردود افعالها السياسيه تتسم عموما بقدر من العقلانيه النقديه او الحس العام الذكي المكتسب من خبرات معايشه واقعيه وقدر من التثاقف العام المتبادل ولعبت الوسائل التواصليه الجديده لثوره الاتصالات والمعلومات دورا هاما في ذلك مما جعل هذه الفئات الجديده متحمسه لتجاوز الاوضاع السيئه وتصحيح السياسات الرسميه السائده ويعضدها في هذا كتله غير متجانسه من جمهورضخم يضم خليط قوى وحركات ومنظمات وتجمعات ناقمه على كل السياسات والمنظورات المعتاده لكلا حزبي الديموقراطيه المحافظه والاجتماعيه واللذين تسيدا المشهد السياسي الاجتماعي ما يقارب القرن من الزمن. في ايطاليا اعرق البلدان الراسماليه يتسم المشهد بحيويه اكثر وظهور حركه اجتماعيه جديده. بخلفيه يمكننا ان نعتبرها الى حد ما يساريه ايكولوجيه وناقده - وان كانت لا تخلو من عناصر شعبويه يمينيه - (هذه الحركه تسمى حركه خمسه نجوم ) وهي حركه معارضه لسياسات الاحزاب التقليديه بما فيها الحزب الحاكم الذي يمثل مدرسه الديموقراطيه الاجتماعيه ( الحزب الديموقراطي ) صعدت هذه الحركه الى المرتبه الثانيه في الانتخابات بعد تحالف اليمين الشعبوي فيما تراجع الديموقراطيون الاجتماعيون ( يسار الوسط ) الى المرتبه الثالثه!! لحركه خمسه نجوم برنامجها الخماسي ومنه استمدت اسمها : بشأن المياه والبيئه والنقل والاتصالات والتطوير وهي قضايا حيويه لامست شغاف قلوب وعقول قطاعات شعبيه واسعه لم تر في اداء وبرامج المدرسه الديموقراطيه الاجتماعيه ذات الطابع الاصلاحي اي جديد في تحسين اوضاعها عبر سنوات طويله من المراوحه والارتباك. واغرب ما تتبناه هذه الحركه من افكار هي رؤيه ( تراجع النمو) ذات الاساس الايكولوجي وهي رؤيه عموما تبدو متهافته ومتشائمه اذا ما قيمناها بالمنظور الماركسي العلمي.
وهذا التبرم والاستياء الواضح في المنظورات والبرامج والشعارات والتخلي عن التأييد الانتخابي للديموقراطيين الاجتماعيين بدأ يبرز كظاهره تعم اجزاء من اوروبا طوال سني الازمه الاقتصاديه النهائيه للراسماليه اي منذ الثمانينات!!. الديموقراطيه الاجتماعيه كتيار سياسي واسع الانتشار في اوروبا والامريكتين لا يشمل فقط الاحزاب المسماه بهذا الاسم وانما يتعداها الى احزاب اخرى بعضها تغلف برنامجها الديموقراطي بغلاف ديني او بمرجعيه دينيه لجمله قضايا اخرى. الديموقراطيه الاجتماعيه بعد انعطافها يمينا مع سياسات النيوليبراليه المتوحشه في العقود القليله الماضيه تتحمل دون شك جزءا كبيرا ولعبت دورا هاما في الوصول الى مآزق الازمات الاقتصاديه الماليه والتداعيات السلبيه الكارثيه اللاحقه لهاولا تزال عموما بعيده عن مراجعه نقديه جاده لاوضاعها وبرامجها وسياساتها الفاشله ووعودها المعسوله الكاذبه خاصه تلك التي نجد تبريرا دفاعيا بلاغيا لها في وثائق هامه ( اقرأ على سبيل المثال مسوده مؤتمر بريمن 2007 لاكبر احزاب الديموقراطيه الاجتماعيه والاب الاساس لهذه الحركه التي ولدت منتصف القرن التاسع عشر وهو الحزب الديموقراطي الاجتماعي الالماني ) ، ان ما حدث لاحقا في اوروبا بعد ذلك.والعالم الغربي من ازمه ماليه كبرى وانهيارات تلاها فتره ركود اقتصادي ثم تعرض مشروع الاتحاد الاوروبي لخطر التفكك والانهيار مع زلزال بريكسيت اي خروج بريطانيا من الاتحاد لهو ابلغ دليل على ركاكه البرنامج وفشله في تقديم حلول حقيقيه لمشكلات المجتمع الاوروبي اليوم الغارق في مستنقع الراسماليه كنظام اقتصادي اجتماعي معادي للانسان والبيئه والتقدم حتى وان تم تجميله وتحسينه بتقديم التنازلات تلو الاخرى في المجال الاجتماعي والبيئي فهو في نهايه المطاف لا يقود المجتمعات الحديثه والمتأخره على حد سواء الا الى تلك المهالك الاقتصاديه والاجتماعيه والبيئيه والامنيه والاخلاقيه التي تتالت كسيل متدفق في العقدين الاخيرين وكاوضح ما تكون الصوره. اذا لا بديل عن المنظور الاشتراكي الثوري الجديد والذي يستوعب بشكل فعال كل التغيرات والمتغيرات الحاصله الى يومنا هذا من اجل انقاذ البشريه من مصير الهلاك المحتوم بفعل كوارث تلوث البيئه وتغير المناخ والحروب الاستعماريه وا الافقار والمجاعه والارهاب والاقتتال العصبوي والتردي الاخلاقي والثقافي والتشظي الاجتماعي. وهي الخلاصه التي توصل اليها الايكولوجيون مما يؤكد صوابيه التوقع العلمي لماركس العالم والفيلسوف والمناضل الثوري الالماني قبل 150 عاما من ان الراسماليه نظام يقود الى تدمير الطبيعه و يولد الافقار الاجتماعي والاستقطاب للثروه والبؤس وتوليد الحروب وتصاعد العنف والجريمه والتردي الاخلاقي والثقافي وتعاظم الاستغلال والنهب لثروات الشعوب. لابد اذا لمواجهه مشروع قوى الاحتكار الامبريالي واطماعها والتصدي لسياساتها المفروضه عبر ادواتها الامميه من خلق صيغه ثوريه اجتماعيه لحزب وطني اممي بروليتاري يساري ثوري ببرنامج ديموقراطي حقيقي بعيدا عن المنظورات الانفعاليه يمينا ويسارا يستوعب خصائص مجتمعه وواقعه وعصره ولا يعيش اعضاءه حاله السيكولوجيه النوستالجيه لازمان مضت وانقضت لها ظروفها الخاصه و اوضاعها المرحليه التطوريه النسبيه التي غدت متجاوزه بفعل حركه. التطور الاجتماعي التاريخي.
.وحده حزب كهذا بامكانه التاسيس لبدايه نضاليه جماهيريه واعيه علميه ثوريه جديده تقود الى تحقيق اهداف وتطلعات المجتمع الى التحرر والتقدم الاجتماعي. وفي ظروف مجتمعنا المتأخر لابد ان يجمع هذا الحزب الصحيح والمتبقي من برنامج التحرر الوطني مع الرؤى العلميه الجديده الناقده التي تواكب التغيرات الحاصله في مجتمعنا والمنطقه والعالم .
#عدلي_عبد_القوي_العبسي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
العجوز الشمطاء والاطماع القديمه الجديده في اليمن (2-2 )
-
العجوز الشمطاء والاطماع الجديده القديمه في اليمن (1-2 )
-
سوريا , الثبات على الحق في عالم منزوع الكرامه
-
المشروع الامبريالي. التحولات الاخيره بوصفها علامات بدايه اضم
...
المزيد.....
-
تحليل للفيديو.. هذا ما تكشفه اللقطات التي تظهر اللحظة التي س
...
-
كينيا.. عودة التيار الكهربائي لمعظم أنحاء البلاد بعد ساعات م
...
-
أخطار عظيمة جدا: وزير الدفاع الروسي يتحدث عن حرب مع الناتو
-
ساليفان: أوكرانيا ستكون في موقف ضعف في المفاوضات مع روسيا دو
...
-
ترامب يقاضي صحيفة وشركة لاستطلاعات الرأي لأنها توقعت فوز هار
...
-
بسبب المرض.. محكمة سويسرية قد تلغي محاكمة رفعت الأسد
-
-من دعاة الحرب وداعم لأوكرانيا-.. كارلسون يعيق فرص بومبيو في
...
-
مجلة فرنسية تكشف تفاصيل الانفصال بين ثلاثي الساحل و-إيكواس-
...
-
حديث إسرائيلي عن -تقدم كبير- بمفاوضات غزة واتفاق محتمل خلال
...
-
فعاليات اليوم الوطني القطري أكثر من مجرد احتفالات
المزيد.....
-
قراءة ماركس لنمط الإنتاج الآسيوي وأشكال الملكية في الهند
/ زهير الخويلدي
-
مشاركة الأحزاب الشيوعية في الحكومة: طريقة لخروج الرأسمالية م
...
/ دلير زنكنة
-
عشتار الفصول:14000 قراءات في اللغة العربية والمسيحيون العرب
...
/ اسحق قومي
-
الديمقراطية الغربية من الداخل
/ دلير زنكنة
-
يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال
...
/ رشيد غويلب
-
من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية
/ دلير زنكنة
-
تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت
...
/ دلير زنكنة
-
تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت
...
/ دلير زنكنة
-
عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها
...
/ الحزب الشيوعي اليوناني
-
الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار *
/ رشيد غويلب
المزيد.....
|