أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد هجرس - البراءة ل»عمر أفندي«.. و»العبّارة«!















المزيد.....

البراءة ل»عمر أفندي«.. و»العبّارة«!


سعد هجرس

الحوار المتمدن-العدد: 1489 - 2006 / 3 / 14 - 11:18
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الإعلانات ليست جريمة.. فهي نشاط مشروع وملازم للحياة الاقتصادية والاجتماعية.. وأحيانا يجذبنا فن الاعلان وأحياناً أخري يصيبنا بالنفور.
ومن حق أي أحد أن ينشر ما يشاء من اعلانات في حدود احترام القانون والذوق العام بطبيعة الحال.
وبطبيعة الحال أيضا فإن جميع من يطالعون الاعلانات يعرفون أنها قد تتضمن قدراً يزيد أو يقل من المبالغة، بحيث أنها تصور السلعة التي تروجها بأنها الأفضل والأحسن وقد تنسب إليها مزايا كثيرة وهائلة مبالغ فيها أو لا وجود لها من الأصل.
حتي الاعلانات الاجتماعية تتضمن في كثير من الأحيان أكاذيب لا حصر لها.
بل إن اعلانات الوفيات، أي النعي، ربما تحتوي هي الأخري قدراً من النفاق الاجتماعي، وإسباغ سجايا علي المتوفي لم يكن يتمتع في الحقيقة بعشر معشارها.
كل هذا مفهوم.. ويوجد تواطؤ مجتمعي عام علي ابتلاعه.
لكن الاعلان الذي سأتحدث عنه في السطور التالية تفوق علي ذلك كله.
والاعلان المقصود منشور في الصفحة الأولي لاحدي الجرائد اليومية المحترمة في عددها الصادر أمس الأول الموافق السبت 11 مارس.
أما المعلن فهو »الشركة العقارية المصرية«
وأما مضمون الاعلان فهو »شهادة« وصفها المعلن بأنها »شهادة حق« في صفقة بيع عمر أفندي.
وهذه الشهادة نصها كالآتي:
»شهادة حق نراها فرضا علينا نحن ممثلي العاملين بالشركة المصرية بالإنابة عن أربعة آلاف عامل وأسرهم وبالأصالة عن أنفسنا.. نري أن كل ما نشر حول شكوك صفقة بيع عمر أفندي ينافي الحقيقة وعار تماما من الصحة حيث لمسنا ووجدنا في الرجلين، الاستاذ الدكتور محمود محيي الدين وزير الاستثمار والاستاذ المحاسب هادي فهمي رئيس مجلس إدارة الشركة القابضة للتجارة، مثالا ونموذجا حياً للحس الوطني الصادق والأمانة المنزهة عن كل غرض والشفافية والاحساس المتدفق بحب الطبقات الكادحة من العاملين البسطاء.. لذلك نقول لله وللوطن وللتاريخ أن كل ما نشر حول هذين الرجلين في صفقة بيع عمر أفندي هو محض افتراء وينافي الحقيقة سواء كان هذا القول عن عدم فهم للموضوع أو نية مبيتة من أعداء النجاح والحاقدين علي القيادات الشابة الواعدة التي يحتاجها الوطن حاليا«.
هذا الاعلان يثير عدداً من التساؤلات:
أولاً: المعلن كما هو واضح من اسمه شركة ليس لها علاقة بصفقة عمر أفندي من قريب أو بعيد.
ثانياً: أن كل ما يجمع الشركة »العقارية« وشركة عمر أفندي أن الشركتين تابعتان للشركة القابضة للتجارة.. أي أن السيد المحاسب هادي فهمي هو رئيسهما.
ثالثاً: إن الشركة المعلنة تركت مجال تخصصها ــ العقارات ــ وتفرغت في الإعلان للاشتغال بتخصص آخر هو أن تكون جهة تحقيق بل وأن تكون قاضياً يصدر الأحكام التي لا تقبل النقض أو الإبرام، حيث قررت إن كل ما نشر هو »محض افتراء« و»ينافي الحقيقة« من جانب »أعداء النجاح« و»الحاقدين«!!
رابعاً: وطبيعة نشاط الشركة المعلنة، وحقيقة علاقتها بالموضوع علي النحو المبين، لا تعني سوي شيء واحد هو النفاق الذي لا يحتاجه الدكتور محمود محيي الدين أو المحاسب هادي فهمي، والرجلان مشهود لهما بالنزاهة وحسن الخلق فعلاً، لكن عندما يتم نشر مثل هذا الإعلان فانه يضرهما أكثر مما ينفعهما.. لأنه باختصار شهادة مجروحة، لمرءوسين متزلفين.
خامساً: يدين المعلنون أنفسهم حينما ينتحلون في مقدمة الإعلان صفة تمثيل آلاف العاملين، ليس هذا فقط، بل وتمثيل »أسرهم« أيضاً.
حسناً.. إذا كان مجلس إدارة اللجنة النقابية ومجلس إدارة اتحاد المساهمين يمكن أن يقول إنه يمثل آلاف العاملين بالشركة، فما أساس إدعائهما تمثيلهما لـ »أسر العاملين«؟!
هل فوضتهما ربات البيوت والأبناء والبنات في نشر هذا الإعلان؟!
سادساً: من الذي يتحمل تكاليف هذه »الشهادة« وثمن الإعلان؟!
نفس الشيء تقريبا نجده في إعلان آخر منشور بالصفحة الأولي لجريدة حزبية دفعت ثمنه إحدي شركات السياحة المتخصصة في مجال الحج والعمرة وتطوعت في هذا الإعلان بالادلاء بشهادة ثانية تقسم فيها علي المصحف والإنجيل انها »لم تجد من هم أكفأ ولا أفضل من شركة السلام للنقل البحري من حيث الجودة في اداء الخدمة والعمل علي راحة معتمرينا لدرحة اننا لاحظنا ان اغلب معتمرينا يشترطون علينا ان تنقلهم عبارات السلام. ولا عجب في ذلك لان هذه الشركة تعتبر صرحا مشيدا لخدمة الوطن والمواطنين من حيث عدد عباراتها التي تملأ البحر الاحمر وأيضا لتوفيرها اعدادا هائلة من الموظفين لخدمة رواد تلك العبارات بأساليب علمية وعملية وخبرات واسعة«.
ولان المعلن يعلم علم اليقين ان هذه الجمل الإنشائية ستواجه باستغراب إن لم يكن استنكار كل من تقع عيناه علي الإعلان لا لشيء إلا لأن العبارة قد غرقت وهوت الي قاع البحر الاحمر حاملة في بطنها اكثر من ألف إنسان راحوا ضحية الإهمال والاستهتار والجشع واللامبالاة وعدم الالتزام بالأصول فانه اضاف قائلا باستهتار لا يقل عن الاستهتار الذي تسبب في قتل أكثر من ألف إنسان »ان ما حدث هو قضاء الله وقدره، ووارد بأن يحدث في اي مكان في العالم«.
هكذا.. ببساطة انتحل المعلن الثاني مثلما انتحل المعلن الأول وظيفة »القاضي« وأصدر حكما لا يقبل النقض والإبرام بأن ما حدث »قضاء وقدر«!!
وفي استهزاء بأرواح الضحايا وآلام أسرهم، وفي تجاوز لسلطات التحقيق، اعطي المعلن لنفسه الحق في منح صاحب العبارة صك البراءة.
وعلينا ان نهنئ انفسنا ونقبل أيادينا -وش وظهر- لانه لم يطالب الضحايا بدفع تعويض للشركة صاحبة العبارة لأن موتهم أساء الي سمعتها التي لا يمكن المساس بها من قريب أو بعيد!!
فماذا يمكن ان نسمي هذا النوع من الإعلانات المستفزة ليس فقط لأرواح الضحايا وجراح اسرهم وانما أيضا لمشاعر المجتمع بأسره؟!
ورغم انني لست من أنصار مصادرة أي، رأي او حتي اي اعلان، فانني اضع هذه النوعية من الاعلانات أمام اعين الخبراء وكل من يهمه الامر.. ليقولوا لنا: ما رأيكم دام فضلكم؟!
ملحوظة: استخدم الاعلان الاول الخاص بشركة عمر أفندي والاعلان الثاني الخاص بالعبارة نفس العنوان وهو »شهادة حق«
مرة ثانية: ما رأيكم.. دام فضلكم؟



#سعد_هجرس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ليس من حق -بلير- التأكيد على أن الله معه
- -ترماى- الكويز .. وقطار منطقة التجارة الحرة
- حرمان زويل من الدكتوراه .. ومنع أبو الغار من الكلام!
- السجن .. للصحفيين!
- وزارة الثقافة تلبس العمامة .. وعمرو خالد يرتدى البدلة الإفرن ...
- بنك الطعام .. الأمريكى
- حرمان زويل من الدكتوراه .. ومنع أبو الغار من الكلام
- إنهم يستقيلون .. بسبب النجاح!
- البعض يفضل الكلابشات على الأقلام .. فى أيدى الصحفيين
- نتيجة لعبة شد الحبل بين أمريكا وطهران .. تقرر مستقبل العرب!
- هل استرحت الآن يا سيادة الوزير؟!
- قانون -عشش الفراخ-!
- الدكتورة كوندوليزا.. وسهامها المراوغة!
- الرئيس الكذاب
- بعد رسوم الإساءة صور التعذيب!
- سولانا يذرف دموع التماسيح فى القاهرة .. لا تصدقوه
- حلف شمال الاطلنطى فى ميدان التحرير .. يا للهول
- سفينة -السلام- الدامس
- كيف تحول الاحتجاج علي الإساءة للرسول.. إلي إساءة للإسلام؟
- مصر والسودان لنا.. والدنمرك إن أمكنا!


المزيد.....




- تحليل: رسالة وراء استخدام روسيا المحتمل لصاروخ باليستي عابر ...
- قرية في إيطاليا تعرض منازل بدولار واحد للأمريكيين الغاضبين م ...
- ضوء أخضر أمريكي لإسرائيل لمواصلة المجازر في غزة؟
- صحيفة الوطن : فرنسا تخسر سوق الجزائر لصادراتها من القمح اللي ...
- غارات إسرائيلية دامية تسفر عن عشرات القتلى في قطاع غزة
- فيديو يظهر اللحظات الأولى بعد قصف إسرائيلي على مدينة تدمر ال ...
- -ذا ناشيونال إنترست-: مناورة -أتاكمس- لبايدن يمكن أن تنفجر ف ...
- الكرملين: بوتين بحث هاتفيا مع رئيس الوزراء العراقي التوتر في ...
- صور جديدة للشمس بدقة عالية
- موسكو: قاعدة الدفاع الصاروخي الأمريكية في بولندا أصبحت على ق ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد هجرس - البراءة ل»عمر أفندي«.. و»العبّارة«!