آدم دانيال هومه
الحوار المتمدن-العدد: 5840 - 2018 / 4 / 9 - 18:07
المحور:
الادب والفن
شعب الطبل والمزمار
بقلم: آدم دانيال هومه.
عندما تصل إلى القمة
الذين في القاع
يرونك نقطة صغيرة جداً
مضيئة في السماء.
***
غيمة ترقص طرباً في الآفاق
احتفاءً بتحرّرها من ربقة البحر
لكنها لا تلبث أن تنهمر بشوق عارم
في أحضان البحر.
***
الصديقة القديمة المتوهجة بالحب
تخبو في مرايا السنين
شحيحة الإضاءة
متوقّدة بالحزن
تفترش سجّادة الليل
في انتظار فارس عالق في الطريق
منذ أربعين عاما.
***
يقف أمام الباب المغلق
يتماوج كالبركان
في عزلة ذاته.
***
عصفور الحزن يحط على شبّاك القلب
يلتقط حبيبات الروح
ثم ينزوي في ظلال الجراح المثلومة.
***
كانت ذاكرتي أنصع من بياض الثلج على سفوح الجبال
لوثتها مواقف الأصدقاء المتذبذبين.
***
نحن شعب الطبل والمزمار.
الشعب الذي يفضّل الحفلات والرحلات الترفيهية
والرقصات الشعبية
على الندوات الثقافية والفكرية
والأمسيات الشعرية والأدبية والسياسية
هو شعب عقله في قدميه
وفكره بين فخذيه.
***
كلما قرأت عن أمجاد أجدادي
أخفيت وجهي عن المرآة.
***
كلما نظرت ما بين خارطة العراق القديم
وواقع شعبي اليوم
تواريت في ظل ذاتي.
***
نحن الشعب الذي ذُبح من الوريد إلى الوريد
ولازال يرقص في جنازته.
***
الشعب الذي لا يشعر بمآسيه
شعب فاقد المشاعر والأحاسيس.
***
الشعب الذي يرقص أكثر مما يفكر
شعبٌ مصيره الزوال.
***
الشعب الذي يعتز بمطربيه وراقصيه
أكثر من افتخاره بشعرائه وأدبائه
هو شعب لا يستحق الحياة.
***
الشعب الذي ينختي خشوعاً وإجلالا لرجال الدين
ويزدري مفكريه
هو شعب فاقد البصر والبصيرة.
***
الشعب الذي لا ينفك يردد كلمة (كنّا)
أكثر من (ماذا سنكون)
سيصبح في خبر كان.
***
سدني – استراليا
[email protected]
#آدم_دانيال_هومه (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟