جمال حكمت عبيد
الحوار المتمدن-العدد: 5840 - 2018 / 4 / 9 - 03:18
المحور:
الادب والفن
في مدينة الف ليلة وليلة كان شهريار يغفو على صدر شهرزاد وخنجره بيده، وهي تقص عليه اجمل الحكايات عن التاجر سندباد وعن ليالي بغداد وتنهي ليلتها بصياح الديك وتعود الى أمل اخر يبعدها عن الذبح
وفي احدى الأيام بقيت شهرزاد تحكي حتى الصباح تنتظر صياح الديك ولم ياتِ، نظرت الى شهريار رأته غاطّاً في نومه، نظرت الى مكان الديك فرأته مذبوحا! ولم يعد هناك من يؤذن بقدوم الفجر،
تركت مخدعها على ازيز الطائرات، تخط بثوبها المنخور بطلق الرصاص ..
استفاقت بعد وهلة على اهازيج الفرح والانتصار، لقد مات السطان وتحررت شهرزاد ولم تعد تقرأ المزيد من الحكايات ..
استمر الوضع مبهماً على هذا الحال، أتى سلطان وخرج سلطان ولم يدعُ شهرزاد، جميعهم كانوا بأمرة ملك الجان الغريب عن الديار
امتلك الخوف قلب شهرزاد، خافت مرة أخرى على أهلها فلم يعد هناك سلطان تلهيه بقص الحكايات؛ بل انتشرت السلاطين في البلاد ،واستبيح شرف العذراوات والصغيرات، وما عاد واعظ يوعظ العباد؛ بل هم من اصبح وعاضاً يعظون بالبلاد ويقيمون بها الصلاة ..
خربت البلاد من وعظ السلاطين، وانتشرت فيها أردية السواد ..كبر الجاهل فيها وصغر صاحب العلم
امّا شهرزاد ظلّت تبحث بين أعمدة شارع الرشيد عن عمود لم يصبه النخر والأوساخ تتكأ عليه، تقص للناس على العلن حكايات عن بغداد القديمة وعن الف ليلة وليلة ورحلات السندباد .
#جمال_حكمت_عبيد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟