|
ذكريات سرور
عبدالله بير
الحوار المتمدن-العدد: 5839 - 2018 / 4 / 8 - 02:51
المحور:
الادب والفن
ذكريات سرور ما أن أحسست بدفء ماءه في جوفي مع هزة الجماع ، مرت امام عينيي المغمضتين كشريط سينمائي ذكريات طفولتي و مقعدي المدرسي في الصف الأول الابتدائي . انا اسمع الطالبة التي تجلس ورائي تقول لصديقتها " امي تقول لا تصادقي هذه البنت ، فسال ابي لماذا ؟ سمعتها تقول له لا اريد ان تصادقها ابنتي لان امها قحبة ." لم أكن أعرف إنهما كانتا تتحدثان عني ، ولم أفهم وقتذاك معنى كلمة " قحبة " . كنت في المدرسة ، طالبة مثالية ، اتذكر معلمتي التي كانت تحبني كثيرا وتقول للطالبات " يا بنات كن مثل سرور ، عاقلة و مؤدبة و شاطرة ، تصفيق لهذا الزهرة ، سرور " .الآن أنا عارية مع شخص لا أعرف حتى حرفاً من اسمه الحقيقي و دخلت معه في دوامة الجنس و الرقص البري منذ أن دخلنا هذه الغرفة . أول ما لفت نظري في الغرفة اثاثها الجميل و البسيط ، و من الممكن ان يكون غالي الثمن ايضاَ ، بالرغم من عملي ليل نهار ، لم استطيع ان امتلك مثل هذه الغرفة ، فالستائر من المخمل الاحمر و مبطنة بتول ابيض, نصف مفتوحة, و يتسرب منها ضوء خفيف الى الغرفة فتحس بانك في فترة الغروب و الشمس ضاربة في الحمرة او اختفت في السماء و بقي فتات اشعتها في السماء. كان ورق الجدران زهري اللون في منتهى الروعة مع تلك الانارة الخفيفة التي ترسم ظلالك على فرش فارسي ذو نقوش شرقية ناعمة و جميلة في ارضية الغرفة. مقابل الشباك ،هناك مرآة جدارية كبيرة وامامها طاولة عليها بعض زجاجات العطور و زجاجة شراب احمر فارغة إلى النصف ومعها كأسان ، هناك امام الطاولة كرسيان من خشب الجوز الاسود و محفوران بنقوش رائعة تدل على مهارة الصانع . وتصادفك في الجدار المقابل للباب ، دولاب خشبي كبير ايضاً ابوابه محفورة ايضاً و يبدو انه من صنع نفس النجار، امام النافذة كان هناك سرير كبير مزدان بشراشف بيضاء و ذي خطوط حمراء على شكل ورود كبيرة ، على يمينك بالقرب من الباب هناك لوحة زيتية لفتاتين احدهما جالسة تضرب بآلة العود و الاخرى واقفة ترقص الرقص الشرقي . استلقيت على السرير بعد خلع ملابسي و مداعبة بسيطة منه ، كان السرير و كأنه عش دافئ ناعم, احسست بنشوة عارمة ولكن كان الرجل مستعجلاً في امره استعجاله في الدخول لمعركة ،كنت اعرف إنني الخاسرة في نهاية الامر ، في تلك اللحظة ، كم تمنيت ان يكون لي غرفة مثل هذه ، القي الرجل بنفسه بين فخذي ، اولج في و اتحد جسدانا في لحمة واحدة تتحرك بتناسق موسيقي غريب ، تذكرت في تلك اللحظة بأنني القحبة التي تحدثت عنها تلك الطالبة في الصف الاول الابتدائي ، لذا لا يحق لي ان تكون لي غرفةً كهذه . عرفت في تلك اللحظة بأنني مثل اي مطعم او حتى مرحاض تأتي الناس لتقضي حاجتها و تذهب . هنا تذكرت امي و كيف كانت تستقبل الرجال في بيتنا ، من اجل اسعاد ابي الذي لا يعمل شيء سوى شرب الخمر و التدخين و لعب الورق مع أصدقائه ، كان لابد لأمي ان توفر له المال لذلك ويوم لم تكن مع امي مصروف سهرته في تلك الليلة ، تكون ليلة سوداء على امي فيعلوا صياحه ثم يبدا بضربها ، يشتمها ويقول بأنها لا تصلح لشيء و انها امرأةٌ نحس ، ثم يخرج من البيت ، عندئذ اذهب إلى امي فتكون هناك حفلة بكاء حتى اغفو ، ثم انهض في الصباح على صوتها : - سرور ، سرور حبيبتي ، استيقظي ، انهضي حان وقت المدرسة ، سرور حبيبتي كوني شيئاَ غيري ، احصلي على شهادةٍ ما . انا الآن امثل امي ، زوجي يمثل دور ابي ، احسست بصدره البارد يلامس صدري النضر ، فانا في العشرينات من عمري وهو في الخمسينيات ، اسمع حشرجاته ،كانت تشبه حشرجات ابي لما كان يضرب امي ، نظر إلي و ضرب كفاً على فخذي الايمن وقال : - إنت باردة جداً ، اريد حناناً ، اريد متعةً ، دفعت مالاً لك ، هيا يا قحبة ، تأففي ، صيحي ، اسمعيني صوت آلامك . ابتسمت للرجل و نفذت ما اراد ، وهو لا يعرف إنني اجرب عشرة رجال مثله كل يوم ، لا يعرف بأنني مثل اي بضاعة اخرى يعرضها اصحابها ، لا يعرف بأنني لا امارس الجنس لحاجتي اليه و تمتعي به بل امارسه لأنني قحبة ولأن زوجي ديوثٌ و ابي كان قواداً . مازال الرجل مستمراً في حركته الصاعدة و النازلة ، هناك حبات عرق صغيرة صافية ظهرت على جبينه و صدغيه ، قلت له : - أأنا جميلة ؟ أأعجبك ؟ فقال وهو متعب يتنفس بصعوبة : - انت اجمل امرأة قابلتها ، انت جميلة و صغيرة و لذيذة ، انت مثل الخبز الطري الحار الذي يُخرج لتوه من الفرن . فقت له : - هل تتزوجني ؟ فقال : - لا .... فقلت : - لماذا فقال : - اولًا لأنني متزوج و احب زوجتي ، ولدي اولاد ، ثانياً لأنني رجل شريف و انت ... انت ، هل تفهمين لذا لا استطيع ، ثم ماذا يقول عني الناس ؟ فقلت : - لكن الا يقول المثل " لكل طائر سربه " نحن الان معاً عاريان ملتحمان ، نتمتع بالحياة . ثم سحبت راسه إلي ، و قبلته قبلة حنونة جداً . فقال : - ما احلى هذه القبلة ، آها متعيني لأعود إليك مرة اخرى . انا لم اجرء ان اقول له تزوجني لأنني اعرف الجواب مسبقاً ، و فعلا من سيتزوج قحبة إلا رجلاً باع نفسه للمال . تصاعد صوته ، ثابر في إنهاء عملية الالتحام هذه ، ارتفع نبرة آهاته و حشرجاته ، تناسق صوته مع حركاته ، و كنت أنظر إلى عينيه ، كانا كعيني ذئبٍ منهمكٍ في التهام فريسته بعنف و دون رحمة . تَناولني كقطعة لحم كبيرة امامه ، فيمسك صدري و نهدي و يمصهما و يعضهما ثم تتفرس شفتاه في رقبتي واعلى صدري ثم ترتفع إلى خدودي ثم يأتي إلى شفتاي ، كانت رائحة السجائر تملأ زفيره ، وهذه الرائحة اعطتني نشوة قاتلة ، ذكرتني بأول و أخر قصة حب لي مع ابن الجيران ايام كنت في السابعة عشر من عمري ، كنا نلتقي فوق سطح بيتنا ، كان شاباً صغيراً بعمري تقريباً او اكبر مني بسنة او اثنتين ، كان انيقاً و جميلاً جداً و كنت احس بالطمأنينة و امان كبيرين معه ، كنت اراه انساناً عظيماً و رائعاً ، احببته حباً جنونياً و كنت مستعدة لفعل اي شيء من اجله و كان هو كذلك ، اتذكره يقول : - سرور ، حبيبتي سأجعلك سرور بمعنى الكلمة, سأحررك ، ستكونين اسعد انسانة في هذا الكون ، سنكون معاً و نبني بيتاً جميلاً ويكون لدينا اطفال و لن اسمح لاحد ان يسلبك مني . كنت اقول له : - ترى هل سأرى ذلك اليوم ، هل سأكون لك وحدك ، لكن كيف ؟ هل ستقبل عائلتك ، لأنك تعرف موقفهم من بابا و ماما ، كلما مر ابوك بأبي في الشارع لا يسلم عليه و يقول بصوت واضح " اعوذ بالله من السيء و المسيء و الديوث " . فيرد علي : - لا يهمك ، سأخطفكِ ، سنهرب بعيداً عنهم . كنت اضحك كثيراً منه و خصوصاً عندما كان يقول هذه الكلمات و يرفع يديه بحركة دائرية كاملة. فترتسم ضحكتي على وجهي ، فيتصور الرجل بأنني اضحك له و يقبَّل شفتاي و يقول : - ما اروعك حين تبتسمين . قال ذلك وهو يواصل حركاته صعوداً و نزولاً ، حتى اسرع من حركاته بقوة يهز معها كل جسمي و اخيراً تشنجنا من رعشة الجماع الاخيرة . كرهت نفسي مثل كل مرة احس بها و عهدت نفسي مرة اخرى بأن لا يكون لي بنت تأخذ دوري من بعدي .
#عبدالله_بير (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
صديقي لم يكن ارهابيا
-
قراءة في كتاب السيميولوجيا و التواصل
-
فتاة من طينة الذهب
-
ندم اللقاء
-
قد لا يأتي الأمل أبداً
-
الذي لي ليس لي دائماً
-
الخير يأتي اولاَ
-
العباءة
-
افتح قلبك لتسمع روحك
-
الظل
-
لا تدع الديدان تقترب
-
قراءة في رواية - الخيميائي - لباولو كويلو Paulo Coelho -.
-
قراءة في قصيدة (كلما أنَّ الجسدُ من أسره رَفرَفت الروح) للشا
...
-
ملائكة في طريق الجحيم
-
ميادة
-
قراءة في رواية - الجريمة والعقاب - لفيودور دوستويفسكي - .
-
الهرمنيوطيقا (فلسفة التأويل).
-
قراءة لديوان (نارنج) للشاعرة نارين ديركي
-
ماركس وفوكو والصراع أو الحرب
-
اليمن و تجسيد أزمة الإسلام
المزيد.....
-
بعد جماهير بايرن ميونخ.. هجوم جديد على الخليفي بـ-اللغة العر
...
-
دراسة: الأطفال يتعلمون اللغة في وقت أبكر مما كنا نعتقد
-
-الخرطوم-..فيلم وثائقي يرصد معاناة الحرب في السودان
-
-الشارقة للفنون- تعلن الفائزين بمنحة إنتاج الأفلام القصيرة
-
فيلم -الحائط الرابع-: القوة السامية للفن في زمن الحرب
-
أول ناد غنائي للرجال فقط في تونس يعالج الضغوط بالموسيقى
-
إصدارات جديدة للكاتب العراقي مجيد الكفائي
-
الكاتبة ريم مراد تطرح رواية -إليك أنتمي- في معرض الكتاب الدو
...
-
-ما هنالك-.. الأديب إبراهيم المويلحي راويا لآخر أيام العثمان
...
-
تخطى 120 مليون جنيه.. -الحريفة 2- يدخل قائمة أعلى الأفلام ال
...
المزيد.....
-
مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل
/ كاظم حسن سعيد
-
نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111
/ مصطفى رمضاني
-
جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل
/ كاظم حسن سعيد
-
رضاب سام
/ سجاد حسن عواد
-
اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110
/ وردة عطابي - إشراق عماري
-
تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين
/ محمد دوير
-
مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب-
/ جلال نعيم
-
التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ
/ عبد الكريم برشيد
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
المزيد.....
|