عادل الخياط
الحوار المتمدن-العدد: 5838 - 2018 / 4 / 7 - 10:35
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
لا أدري إن كان التزلف يسري على الدول الكبرى في تعاملها مع الكيانات الشرق الأوسطية أو العالم الثالث , فالمعروف ان تلك الدول الثالثية هي التي تنهج التزلف في سلوكياتها إزاء الدول الكبرى وليس العكس , طبعا من المنطلق النفعي لتلك الدول قبالة الدول المتقدمة ..لكن ثمة فعل مغاير هنا , فتيريزا ماي هي التي تمارس التزلف للولي السعودي, قد تبرر ماي تزلفها للولي السعودي انه قد تأتى من الحاجة المالية للعوالم الغنية بعد الإنسحاب من الإتحاد الأوروبي . وقد شُوهد ذلك التعامل أو الخضوع لرئيسة الوزراء البريطانية في معظم تعاملاتها منذ قرار الإنسحاب من الإتحاد الأوروبي , بدءً بتحليقها نحو الولايات المتحدة لعناق ترامب على فوزه , مرورا بتصريحات تتخذ هذا المنحى , ثم وصولا لتزلفها للولي السعودي الغض في الزيارة الأخيرة.. وبالطبع هي مُحقة في ذلك , فهي تريد مصلحة شعبها في تلك الخطوات وربما مصلحتها الشخصية , حيث أثبتت التجارب عن مدى الأنا المرتفع لهذه المرأة إلى الحد أن السياسيين والبريطانيين عموما يستغربون عدم تقديمها للإستقالة رغم كل الهفوات التي صدرت وتصدر منها .
لكن كل ذلك قد أوقع المحافظين البريطانيين في شر الأعمال , لِما يتبلغ في أذهانهم المحافظة من تحجر محافظ في السلوك الذي يخص الوضع الداخلي والخارجي على المستوى الحقوقي والأخلاقي في الدرجة الأولى ,فهم في ذات الوقت الذي تتصاعد فيه الأصوات ضد زيارة ترامب للمملكة المتحدة كونه شخص عنصري بالمعيار الأول وغير طبيعي في مجمل سلوكياته .. وفي المحور الآخر تتعرض زيارة بن سلمان لإعتراضات على المستوى الشعبي والبرلماني , القول , في ذات الوقت من صد تلك الإعتراضات بتبرير نفعي , لكنهم في منحى مغاير يُصوتون ضد مشروع القدس عاصمة لإسرائيل .. مشروع القدس عاصمة لإسرائيل القادم من عنقاء مقر 10Downing Street تيريزا ماي .
المعنى العام ان ثمة تخبط في سياسة المحافظين بواسطة " ماي " ربما لهذا السبب تجد قيادة العمال البريطاني في حيرة مع تلك التخبطات , فهم غير واثقين إلى اليوم عن تفسير منطقي لسلوكيات " ماي " في بلد تكون فيه القضايا الحقوقية ذات حيز من الأولويات على المستويين الداخلي والخارجي .. وعلى خلفية ذلك ربما ستكون " ماي " أمام عواصف لا قبل لها في حكومتها المقلقلة أصلا لضعفها البرلماني .
#عادل_الخياط (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟