|
العقدة و الحل !
سليم نزال
الحوار المتمدن-العدد: 5838 - 2018 / 4 / 7 - 03:29
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
حين افكر فى ما يجرى فى منطقتنا اعود بالذاكرة الى عهد الكشافة عندما كنا فى مطلع الشباب .من ضمن التمرينات الكشفية التى كنا نتمرن عليها كان حل عقدة حبل متشابكة ربطت ربطا محكما .و ما ان تحل عقدة حتى تجد بعدها عقدة اكثر سوءا .و هكذا دواليك .و طالما انى ذكرت مرحلة الكشافة قال المدرب ممنوع اعطاء السكين الذى يحملة كل كشفى لاحد .و ذات مرة جاء الى الخيمة التى كنت فيها احد الاولاد و قال لى ان شكل سكينه لا يبدو مثل سكين الاخرين و سالنى ان يرى سكينى لكى يقارن .اعطيته سكينى فهرع يركض للمدرب فرحا انى اعطيته سكينى مخالفا لللاوامر .لم اتحدث معه طوال فترة التدريب الكشفى .و هذا الصنف من البشر اجد صعوبة فى التعامل معهم .لكنى سامحته فى نهاية الدورة الكشفية. .
اما فى السياسة العربية فقد صرت اشعر بالارهاق من التفكير فيما يحصل لان الامور باتت معقدة مثل الحبل الذى اعطى لنا ان نحله ايام الكشافة .
و بما انى تجاوزت مرحلة الانتماء لاحزاب او جمعيات صرت اميل اكثر لتاييد المبادرات الشعبية البسيطة و المتواضعه و التى يمكن لها ان تقوم بتخفيف ظروف الناس القاسية . لا يعنى هذا انى اقف ضد الانتماء الحزبى و هذا خيار حر لكل انسان بل هناك من يجمع بين الامرين . لكن اتحدث عن امر عملى يتعامل مع الواقع بعيدا عن تنظيرات تغيير الواقع الذى بات من السوء الى درجة انى صرت اتجنب الحديث عنه قدر الامكان .بل واخشى انه يزداد سوءا مع الوقت . و قد اضطلعت على بعض التجارب التى يقوم بها اشخاص الهدف منها هو تخفيف معاناة الناس . من هذه ما قراته عن تجربة فى احد مدن المغرب عن مبادرة انشاء بنك ملابس مستعملة و لم تزل صالحة لللاستعمال و اعادة توزيعها .و هى بالمناسبة فكرة مطبقة فى كثير من بلدان اوربا .و هى تعتمد على فلسفة فى غاية البساطة .تبرع بما لديك من ملابس و احذية لم تزل صالحة لاخرين قد يحتاجوها .و يمكن توسيع الفكرة لتصل الى الدراجات الهوائية و سواها .و كل جهد ايا كان متواضعا له تاثيره و له مردوده الاجتماعى على صعيد تعميق الوعى و الشعور بالانتماء و التلاحم الوطنى و التضامن بين الناس. .
انها فكرة ممتازة فى نظرى .و لا شك ان هناك افكار ممتازة مثل هذه يمكن لها ان تخفف من صعوبة الحياة .. ان تشجيع ثقافة عمل الخير و التضامن المجتمعى يساهم فى تخفيف غلواء المصائب التى تحل ببلادنا .انا اعتقد انه بوجد تضخم كبير فى الانشاء السياسى الذى بات عبئا ثقيلا الى درجة كبيرة .و خطورة الانشاء السياسى ان ينسى الناس الواقع الفعلى . لا شك ان هناك افكار عظيمة بجهود متواضعة ان تؤثر فى الواقع و تحدث تغييرا .
#سليم_نزال (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
لم يبق على الشاطىء سوى طاولة و كرسى فارغ اما محمد ابو عمرو ف
...
-
حوار مع رجل حكيم !
-
بعض من حروب الزجل الفلسطينية اللبنانية
-
نص يشبه تلك الازمان !
-
احاديث مع صديق اثيوبى !
-
هل يمكن إنقاذ الحاضر من براثن الماضي وربط المستقبل بالحاضر!
-
! نحن نحب انكلترة و لكننا نحب ايضا امريكا !
-
عن عالم ضجيج النت
-
ذهب مع الريح !
-
من هنا تولد الاسطورة
-
لا شبط و لا لبط و لا رائحة صيف فيه!
-
عن الشبح الذى كان يتنقل فى اوروبا! فى ذكرى وفاة كارل ماركس
-
حان الوقت لمراجعات تاريخية!
-
بعض من مظاهر زمن الفتنة
-
ماذا ستكتب هذا اليوم ؟
-
عن اعوام الثمانينات
-
حديث الذكريات
-
حول عالم رسالة الغفران
-
عن عالم مضيفات الطائرات !
-
عن المذكرات الشخصية
المزيد.....
-
الإدارة الأمريكية توضح جهودها لـ-تهدئة التوترات- بين تركيا و
...
-
عائلات فلسطينية ترفع دعوى على الخارجية الأمريكية بسبب دعمها
...
-
نهاية أسطورة الاستبداد في المنطقة
-
-ذي تلغراف-: الولايات المتحدة قد تنشر أسلحة نووية في بريطاني
...
-
-200 ألف جثة خلال 5 سنوات-.. سائق جرافة يتحدث عن دفن الجثث ب
...
-
وليد اللافي لـ RT: البرلمان الليبي انحاز للمصالح السياسية وا
...
-
ميزنتسيف: نشر -أوريشنيك- في بيلاروس كان ردا قسريا على الضغوط
...
-
خوفا من الامتحانات.. طالبة مصرية تقفز من الطابق الرابع بالمد
...
-
ألمانيا وفرنسا وبريطانيا تدعو إيران إلى -التراجع عن تصعيدها
...
-
طهران تجيب عن سؤال الـ 50 مليار دولار.. من سيدفع ديون سوريا
...
المزيد.....
-
لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي
/ غسان مكارم
-
إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي-
...
/ محمد حسن خليل
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
المزيد.....
|