يوسف حمك
الحوار المتمدن-العدد: 5837 - 2018 / 4 / 6 - 14:24
المحور:
الادب والفن
الناس في مجتماتنا يتقنون فن التصفيق ، و مبدعون لأنغام الزغاريد ، و ألحان تعظيم القادة .
تقليديون في تاليه الرموز ، متوارثون عقدة الخوف التي يرونها خير وسيلةٍ للنجاة . الخوف من الجرأة ، و التفكير الحر ، و مواجهة الدكتاتورية و قمع الدولة .
و الناس بدورهم يقمعون بعضهم لصالح الطغاة النرجسيين الذين يبيعون الأوطان بأرخص ثمنٍ .
يتهافت العباد و يتسابقون لتمجيد حكامهم إلى مصافي المعصومين عن الأخطاء ، و تلميع وجوههم القبيحة .
بيئةٌ متلبدةٌ ، و مناخٌ رعدويٌّ مرعبٌ .
عالمٌ مفزعٌ تسلطيٌّ مختل التوازن ، معدوم التكافؤ لخدمة أغراض المستبد .
فكرٌ مقموعٌ ، و إرادةٌ منكسرةٌ .
مجتمعٌ سمته الأساسية هي التخلف و الجهل ، و هدر لقدر الإنسان إلى حدٍ بخسٍ ، و الجميع فيه وقودٌ لتدفئة الطاغي .
التسلط سيد الموقف في البيت و المدرسة ، و القمع في الشارع و العمل ، و القهر وحشٌ كاسرٌ يفترس كل ما هو يقظٌ جادٌ مبدعٌ حيثما مد عنقه ليستنشق عبق الحرية .
و الأشد مرارةً أن المقموع نفسه يمارس القمع على من هو أدنى منه قوةً و منزلةً .
و يغدو النفاق متفشياً في كل الميادين ، و التضليل يسرح في ربوع كافة مجالات الحياة ، و يمرح الخداع في شعابها .
النبوغ يُحجم دوره ، و البراعة تُقزم قدرتها ، و الكفاءة تُطفئ شرارتها ، و النوايا النبيلة الطيبة تُزدرى لوضعها في خانة السذاجة و الحمق .
تزداد الهرولة خلف النهب و السلب ، و تُخرق القوانين بشكلٍ صارخٍ ، فينقلب المجتمع إلى غابةٍ للذئاب ، و بؤرةٍ للتخلف ينتعش فيها اللصوص .
الفشل في التنمية يتراكم ، و القدرات الذهنية بلا مردودٍ ، فتنهار قسراً ، و إطلاق العنان للخيال الخصب محظورٌ ، و الأفكار النيرة موضع عقابٍ فتخنقها السجون .
منطق العقل يتدهور ، و يتعالى الصراخ في الحوار لينزلق إلى مهاتراتٍ و شتائم ، ففشلٌ ذريعٌ في الإقناع .
الإرادة تُحاصَر ، و الوقت يُهدَر دون إحراز أي نجاحٍ ، أو إنجاز أي مكسبٍ .
العجز يُعمَّم ، فيلجأ الناس إلى التمنيات و الدعاء للخروج من الأزمات .
الملاحظات تولد ساذجةً شبه ميتةٍ ، و الانطباعات أوليةٌ ، فإطلاق الأحكام المضللة ، و تتسع رقعة الجهل عميقاً .
يغدو الإبداع مجالاً للاستهتار ، فلا يُنظَر إليه إلا من خلال كوةٍ ضيقةٍ ، و الوقوع في مآزق لا يمكن النجاة منها .
#يوسف_حمك (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟