أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عادل الامين - حكاية عطا ود عشمانة















المزيد.....

حكاية عطا ود عشمانة


عادل الامين


الحوار المتمدن-العدد: 5836 - 2018 / 4 / 5 - 17:49
المحور: الادب والفن
    





القصص العجيبة التي تحدث في بلاد ايوكا التي تقع شمال خط الاستواء...البعض يظن انها من نسج خيال كاتب مخبول...لأنكم لا تعرفون بلاد ايوكا ومتاهة شعب اسود...مثلا حكاية عطا ود عشمانة ما كان ليعرفها احد اطلاقا ...ولد وهو يحمل اقبح وجه لرجل في العالم ولكن لم تظلمه العناية الإلهية زودته بعضو جبار بين فخذيه ومع ذلك اكبر واقبح ارملة مسنة في البلدة لا تسمح له بالنوم معها ولو في الظلام ..كان له راس غريب كراس التمساح وفم عريض وعيون كثقوب الجلد و لكن كان له صوت جميل عندما يغني ليلا في طريقه الي زريبة العمدة حيث عشيقته الوحيدة حمارة العمدة سعيد القاسي..
هذا الامر حدث مرة عندما كان عائدا وحيدا من مسيد ابيه محمد عثمان صادفه العمدة عند الغروب يركب حمارته البيضاء المكتنزة. قفز منها وضربه بالسوط وطلب منه اخذ الاتان الي الزربية وسقيها وعلفها..وهناك راودته فمارس معها امر قد قدر...
******
محمد ناظر المدرسة الابتدائية ولد اب شنب التاجر كان قد ارسله والده في الاتحاد السوفييتي السابق للدراسة الطب ولكنه فضل دراسة الموسيقي والفلسفة وجاء القرية وجلس فيها مع اصدقاه عوض المهندس الذي فصل للصالح العام وكان يعمل مهندس في الخزان البعيد في اطراف البلاد واضحى يعمل علي مضخة مياه القرية في المزارع وفضل الله ود زينب بائعة الترمس من قرية ام جقور في الجوار مدرس ايضا في المدرسة.. كانوا يقدرون ايضا عطا ود عشمانة لأسباب استثنائية ..ويجعلونه يعد لهم جلسات السكر .ظل يجلب لهم العرقي من شول الجنوبية الني تقيم في كمبو كس ام العرب في مشروع القطن الحكومي الكبير في الجوار وايضا يلهمهم في التنظير الماركسي العجيب ويتحفهم ايضا بالغناء بصوته الشجي للفنان الذري إبراهيم عوض ...محمد المولع بالتنظير في هذه الخلية الشيوعية الصغيرة كان له تفسيره الخاص لحالة عطا ود عشمانة وصراعه مع العمدة ..وان ما يقوم به من اعمال فاحشة مع حمارة العمدة سعيد يعتبر عمل سياسي وازلال لرمز الحكومة في القرية وخروج الجنس عن مقتضى الظاهر ويظن ان عطا ممكن ان يكون مطرب كبير اذا وصل الاذاعة والعاصمة ...
الشخصية البغيضة جدا في القرية وفقا لتقيم الشلة هو محسن ود السرية ابن العمدة من زوجته السرية المصاب بسيكولوجية الانسان المقهور كما يقول محمد اب شنب ويعمل مخبر في القرية ويعاني ايضا من هؤلاء الاوغاد ويطلقون عليه اسم قبيح محسن الكلجة , كانوا يعرفونه منذ ايام الدراسة والداخليات وسلوكياته المشبوهة وايضا عطا ود عشمانة مر بتجربة معه عندما وجده مع اتان والده سعيد في وضع غير طبيعي واراد اجباره ان يمارس الفاحشة معه رفض وهرب رمنه ...في ذلك الزمن الغابر واضحى يتحاشاه في كل مكان
*****
- لقد قتلتهم يا ابي ...لقد قتلتهم يا ابي !!
حدق الشيخ محمد عثمان في وجه ابنه القبيح في حنو وعطف شديد
- انت لم تقتلهم ...قتلتهم حصائد السنتهم.. من اين كنت تجلب لهم الخمر؟
- من كمبو كس ام العرب من شول الجنوبية .. فقط التقيته في الطريق وعرض علي زجاجة الخمر مجانا وظننت اني سأوفر بعض المال لارده لأمي لأني كنت اسرق منها الجديان لعشاءهم وهي تظن الظنون بالتمساح الذى يجلس فاغرا فاه في الجزيرة وسط النيل ..وتصب لعناتها عليه بعد ضعف بصرها لم تكن تدري ان ابنها الخبيث يفعل ذلك ويلقي حجر كبير في النيل حتى لا يغني الظن من الحق شيئا
- هل انت من كان يسرق من غنم عشمانة ؟؟
- نعم ..نعم..ايا ابي وانا الان جد اسف
- استغفر الله ...استغفر الله
في الحقيقية يجب ان يتدخل الراوي لحل هذه الالتباس كيف يكون عطا ولد الشيخ محمد عثمان وولد عشمانة وهما لم يتزوجا قط..عشمانة كانت امرأة رائعة الجمال في صباها وتزوجها ود العقيد الذى كان جندي في قوات دفاع السودان ويقولون في القرية انه لكم خواجة جعله مغمي عليه ثلاث ايام وعندما استفاق دهش واعجب بود العقيد ونوه انه كان ملاكم في بريطانيا من الوزن الثقيل كيف يصرعه هذه الافريقي النحيف العود.. اخذه معه بريطانيا بعد نهاية الحرب العالمية الثانية سنين عددا و تعلم هندسة المضخات وعاد الي ايوكا وتزوج عشمانة وانجب منها طفلين وفي فيضان النيل الكبير جرفه السيل من المزارع وابناءه واضحت عشمانة تبكي وتنوح عند الساحل بعد ان غدت وحيدة في هذه الحياة ..تقرب لها الشيخ محمد عثمان الذى كان يحز في نفسه انه لا ينجب من زوجتين ولكنها رفعت شعار لا عطر بعد عروس ...حتى قيض الله لهما قدر عجيب ...عندما غادر الغجر الذين يأتون عبر المواسم معسكرهم في اطراف القرية تركو خلفهم مسخ صغير يبكي وسط اكواخهم التي تعوي فيها الرياح وسمعه حيران الشيخ وجلبوه له ولم يجد غير عشمانة ترضعه فاضحت امه غير البيولوجية واضحى الشيخ محمد عثمان ابيه غير البيولوجي ..هكذا جاء عطا ود عشمانة الي هذا العالم ..
- اذا اعطاك محسن هذا الخمر المغشوش هذه المرة ؟!!
- نعم فعل ذلك.. محسن الكلجة
استاء الشيخ من اللفظ انابي وتغيير وجهه
- اذا انت لم تقتلهم اطلاقا فعلا ...هي انهض واغتسل في النيل وعود الي امك عشمانة واخبرها بانك من يسرق غنمها ..
نهض في تثاقل وخرج يجرجر قدميه الي شاطي النيل والظلام قد بدا يلف المكان والقمر بازغ في الافق الشرقي والقرية تنوح بعد دفن جثتين واصيب محمد ود اب شنب بالعمى بسبب الميثانول يعزف عوده الحزين ويندب حظه العاثر...
*****
جلس في مكانه المعهود بعد ان رد النقود لامه عشمانة وكفت عن لعن العمدة سعيد الذي لم يقتل التمساح في الجزيرة ..جلس يتأمل الجزيرة والطيور التي حطت فيها حول التمساح والسكون يعم المكان والقرية خلفه تلم جراحها ...ولمحه بجسده اللدن المكتنز كحمارة ابيه يرفل في ملابسة الفضفاضة يحدق فيه بين الاشجار ..فاضمر امرا خلع ملابسة وتعرى تماما ونصب سلاحه السياسي الرهيب وقفز الى النيل..اقترب محسن وجلس عتد ملابسه ..غاص عطا في اللجة ثم خرج عند الشاطئ وصاح به..
- هيا تعال اسبح !!
- لا اجيد السباحة تماما
- انا سأعلمك السباحة وهنا المكان ضحل لا تخف
لم يطق محسن الغواية نزع ملابسه وتدحرج الي حافة النيل كانه فقمة ..امسك بيديه عطا وحضنه وسحبه تدرجيا الي اللجة وهو مخدر من دغدغة الماء وما تحت الماء ..وكان عطا يعرف دوامة التمساح في الجوار اوصله المكان ثم افلته وسحبه التيار بقوة وغاص ثم اقلع واراد الصراخ وشرق بالماء ثم غاص مرة اخرى وسكن الماء ...
قفل رجعا الي الشاطئ ولبس ملابسه وترك ملابس غريمه مكانها والقى نظرة الي صديقة التمساح ووجده اختفى من الجزيرة يبدو انه في طريقه الي الوليمة الكبيرة التي صنعها له صديقه عطا ود عشمانة تعويضا لاشانة سمعته كسارق اغنام في القرية ..وانتهت قصة المخبر محسن ود السرية ايضا في البلدة وعادت المياه الي مجاريها ..
واضحى الامر كذلك ..يذهب عطا الي كمبو كس ام العرب الي شول الجنوبية ويجلب العرقي النظيف لصديقه الاعمى محمد ود اب شنب ويعزف له يغني للمطرب ا براهيم عوض اغنية "نفسك ابية" ..ويمنيه محمد بانهما يوما ما سيمضيان الي العاصمة معا لصناعة نجم من نجوم الغد من قرية ايوكا..التي تقع في بلد يقع شمال خط الاستواء يعاني من متاهة شعب اسود ...وشيوعيين مولعين بالتنظير الماركسي العقيم ...
4 ابريل 2018



#عادل_الامين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الثورة السودانية واشكاليات التغيير
- مقالات سودانية (1) هم بشوفو لكن ما بسمعو !!
- السودان والحاجة الي العزلة المجيدة
- متلازمة مصر ام الدنيا والسودان
- الشعب السوداني بين تفاهة المعارضة ووضاعة النظام
- نظام -االكعوك- العالمي الجديد
- بالسوداني الفصيح: السودان وعودة الباش بذق
- السودان..التتار على الابواب..
- النخب العربية ومتلازمة ايران
- السودان وسنوات التيه
- الديالوكتيك الكوني وحضارة السودان
- ما الذى حدث في انتخابات 2010؟
- بين خليجي 20 وخليجي 23
- ازمة الوعي الحضاري في السودان
- الامارات العربية والسودان بين عصرين
- نظرية المعرفة في الفكرة الجمهورية السودانية
- في السودان... انتهى الدرس يا غبي
- مقالات سودانية:(1) في ذكرى الحسين عليه السلام..
- ما على النظام وما على المعارضة وما على الشعب
- حتى تكتمل الصورة


المزيد.....




- -البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو- في دور السينما مطلع 2025
- مهرجان مراكش يكرم المخرج الكندي ديفيد كروننبرغ
- أفلام تتناول المثلية الجنسية تطغى على النقاش في مهرجان مراكش ...
- الروائي إبراهيم فرغلي: الذكاء الاصطناعي وسيلة محدودي الموهبة ...
- المخرج الصربي أمير كوستوريتسا: أشعر أنني روسي
- بوتين يعلق على فيلم -شعب المسيح في عصرنا-
- من المسرح إلى -أم كلثوم-.. رحلة منى زكي بين المغامرة والتجدي ...
- مهرجان العراق الدولي للأطفال.. رسالة أمل واستثمار في المستقب ...
- بوراك أوزجيفيت في موسكو لتصوير مسلسل روسي
- تبادل معارض للفن في فترة حكم السلالات الإمبراطورية بين روسيا ...


المزيد.....

- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عادل الامين - حكاية عطا ود عشمانة