أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - مليكة اسعيدي - العرس في فم زكيد* : طقوس وتقاليد متجذرة .














المزيد.....

العرس في فم زكيد* : طقوس وتقاليد متجذرة .


مليكة اسعيدي

الحوار المتمدن-العدد: 5835 - 2018 / 4 / 4 - 05:03
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


يعرف المغرب الحبيب بتنوع الثقافات وبتنوع اللهجات وهذا ما يضفي عليه نكهة العراقة والتميز ، ونلحظ هذا في تجليات عدة من بينها الأعراس، و اليوم سأتحدث عن عادات وتقاليد تقام في منطقة "المحاميد فم زكيد" أثناء موسم الأعراس الذي يحدد تاريخه مباشرة بعد عيد الأضحي أو عيد الفطر ، وهذا لم يأت عبثا وإنما لاعتبار تلك الأيام أياما مباركة تتصف بالنقاء والسخاء و السلم . في هذه البلدة العرس لا يمكن أن يكتمل إلا باكتمال سبعة أيام متتالية كل يوم وطقسه الخاص ودلالته الخاصة، ففي اليوم الأول تخرج أم العريس و أم العروس كل واحدة علي حدة لإبلاغ النساء أن يحضرن حفل الحناء لتلتئم كلهن لوضع الحناء . ذلك المكون الطبيعي الذي يعتبر من أهم ما تنتجه أرض المحاميد ، و هو جزء لا يتجزأ من زينة المرأة المغربية بشكل عام وعلي وجه الخصوص المرأة المحمودية، كما لا يفارق هذا الحفل الصوت النسوي الموحد تحت لواء أغان ذات إيقاع وألحان تبث في القلب نوعا من الحنان والسرور.
وفي اليوم الثاني يلتئم الرجال من أجل ما يسمي ب"الذبيحة" فيذبحون عجلا أو بقرة استعدادا لليوم الذي يليه وهو يوم "العراضة" هذا اليوم يدل علي الكرم والسخاء ، فهنا لا توجد بطاقة دعوة بل توجد كلمة "مرحبا" لكل من يقطن في هذه المنطقة بدون استثناء لتعم البركة ولكي لا يبيت أحد علي معدة فارغة.
اليوم الرابع يسمي "أمزكار" وهو عبارة عن موكب مليئ بالهدايا تأتي به عائلة العريس مرفقة بجميع سكان القرية . حيث يركب العريس حصانا ويتقدم هذا الموكب المرفوق بالزغاريد والأغاني الخفيفة والمرحة . وأصدقاء العريس يرددون الصلاة والسلام علي الرسول صلي الله عليه وسلم بصوتهم العالي والرجولي .وفي هذه الأثناء تتجهز العروس بالزي المعروف "بالقفطان" ويسمي هذا الطقس ب"البرزة" .وعند وصول الموكب المنشود يدخل العريس عند عروسته رفقة أهله و أحبابه لوضع الهدايا و تقاسم اللحظات السعيدة و في مساء هذا اليوم تأتي مجهزة العروس بمجموعة من القفاطين ليحمل كل من العروسين فوق العمارية كما جرت العادة في كل الأعراس المغربية . و اليوم الخامس يسمى *الترواح* لا يقام فيه أي طقس في الصباح و في المساء تلتئم النساء المتزوجات في طقس "المشاط " ليقمن بمشط شعر العروس بخلطة سحرية ذات عطر فواح ممزوج بالحناء و النفقة ... تحت لحن يسمى "التشرڭي" يشبه هذا الأخير عبارة عن نسق من العبارات الطويلة التي تعجز العازبات عن فهمها.و التي تحمل معان كأنها وصايا تجهز العروس للدخول إلي الحياة الزوجية وأهمها الصبر والصمود والإستمرارية . وتحمل معني آخر وهو مدي تأثرهن بوداع تلك الفتاة التي سترحل عنهن في تلك الليلة. أما في بيت أهل العريس فيقام طقس "الترباط" حيث يلبس العريس جلبابه والسلهام و "الكمية" فيتقدم الجيران والأهل والأحباب بهدايا نقدية وعند الانتهاء يذهب وفد من أهل العريس لجلب العروس فتستقبلهم أم العروس بطبق مملوء بالخبز فيرجعون بالعروس وقبل أن تدخل لمنزل العريس تشرب قليلا من الحليب لأن الحليب أبيض اللون ويدل علي الصفاء . في اليوم الموالي يأتي أهل العروس بالفطور للعروس ، فطور متنوع يجمع بين جميع أصناف الحلوي والمعجنات والشاي .وبعد ذلك يأتي طقس مرح للغاية وهو"بجيق الطبل" حيث تقوم العروس بإحداث ثقب في طبل من جلد الماعز وهذا يعني أنها ستتغلب علي جميع المشاكل التي ستواجهها مستقبلا . بعدها تأخذ العروس لكي تنظر لوجهها في ماء بئر لتري جمالها. وهنا يقام طقس فني آخر وهو "الهرمة" .اليوم السابع والأخير هو "الواد" حيث تخرج العروس رفقة زوجها وأصدقائهما إلي الطبيعة والاستمتاع بعدها تقام آخر وليمة في منزل أهل العروس فتحضره فقط صديقات العروس العزباوات وتقوم بإعطائهن اللوز و المكسرات. وفي المساء يخرج العريس برفقة زوجته لكي يجمعا رضا الأهل .

--------------
* من قرى إقليم طاطا، عبارة عن واحة تتموقع على الحدود المغربية الجزائرية.



#مليكة_اسعيدي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العرس في فم زكيد* : طقوس وتقاليد متجذرة .


المزيد.....




- النيجر.. إطلاق سراح وزراء سابقين في الحكومة التي أطيح بها عا ...
- روسيا تشهد انخفاضا قياسيا في عدد المدخنين الشرهين
- واشنطن تدرس قانونا بشأن مقاضاة السلطات الفلسطينية بسبب هجمات ...
- هل يمكن للسلطة الجديدة في سوريا إعادة ترتيب العلاقات مع بكين ...
- الرفيق جمال كريمي بنشقرون يناقش غلاء الأسعار وتسييس القفة ال ...
- إسرائيل تعدل إجراءات الإنذار استعدادا لهجمات صاروخية كبيرة و ...
- القضاء الأمريكي يرفض نقل قضية ترحيل الطالب محمود خليل المؤيد ...
- باراغواي تستدعي السفير البرازيلي لديها وتطالبه بتوضيحات حول ...
- موسكو: سنطور الحوار مع دول -بريكس- ومنظمات أخرى لبناء الأمن ...
- تبديد أسطورة فائدة أحد مكونات النبيذ


المزيد.....

- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - مليكة اسعيدي - العرس في فم زكيد* : طقوس وتقاليد متجذرة .