محمود شقير
الحوار المتمدن-العدد: 5833 - 2018 / 4 / 2 - 13:31
المحور:
الادب والفن
كنست الحوش، نظفته تماماً من الأوساخ والمزق المختلفة التي تجلبها الريح، انتشلت الماء من البئر، سكبت عدة دلاء من الماء على شجرة الليمون، صبت الماء برفق تحت أشتال البندورة التي ما زالت طرية العود.
كدست كومة من الثياب قرب وعاء الغسيل، ظلت تغسلها مدة ساعتين أو يزيد، غنت مع شريط التسجيل :"فلسطين مزيونة.. يا ما أحلى عروستنا" أحست برعشات غامضة وهي تردد الأغنية.
نشرت الغسيل على الحبل، شعرت بالراحة لأنها أنجزت عملاً كثيفاً هذا النهار. قبضت على الأرنب الفتي من أذنيه، ذبحته، ثم طبخته طعاماً للأولاد الذين سيعودون جائعين في موعد الغداء.
انتظرتهم بعد أن أعدت الصحون والملاعق وكل شيء، غير أن أحداً لم يعد كما هو المعتاد، غادرت البيت في قلق نحو نهاية الزقاق، أبصرت عن بعد حشداً يقترب.كان ثمة لغط وهتافات، أيقنت أن شهيداً جديداً قد ارتقى، عادت مسرعة إلى البيت، لمّت الغسيل قبل أن يجف، وقبل أن يظنّ أحد بها الظنون، كوّمت الغسيل الرطب في ركن الدار، خرجت ملهوفة وهي لا تدري من هو الشهيد.
فوجئت بالحشد يقترب من بيتها والأولاد يصيحون: قتله الجنود، قتله الجنود. كان، يا حسرتها عليه، سيبلغ الحادية عشرة بعد خمسة أيام.
#محمود_شقير (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟