كمال تاجا
الحوار المتمدن-العدد: 5830 - 2018 / 3 / 29 - 11:06
المحور:
الادب والفن
في لقاء عابر
كان يجري
بالفضاء الرحب
لوجد يبحث
عن بنت ليل
ألفة مقتضبة
يمددها على عشب
دون أخذ موعد
~
ونحن نطارد هواجس
غربان وحشة
من على أغصان حلكة
ليل داج
~
ونواجه بتكشيرة صلفة
كأبة
سعلاة مرعبة
تجعر في
غابة مرتجفة
من غيلان مفترية
~
ونقلب صفحات
وجوم الوحدة
عن أنيس ولى
وعن نديم تولى
مع وليف
مضى
وتخلى
~
ونستقبل وفود عريضة
لحشود عسى
ولعل
~
ونتقدم من لمس أماكن
حساسية مفرطة
تبعث على رجفة
القشعريرة
~
تنبش عن ذعر
يدب بالقلب
دون أخذ موعد محتمل
من نبض
يتوارى
~
ونختلج كوثبة رعشة
على رؤوس أصابع
خلسة
صمت مطبق
~
وتنحشر أشواقنا
في شق صدر
أي أنثى
من بين سابلة
دس أنوفنا
~
وتشتد غلمتنا
وفي رفع ثوب
يؤرجحه الهوى
عن أفخاذ
فتيات
رابعة النهار
~
وألحاظنا
تتلمظ
تبحث عن طائري
عتق
ثديين ناصعيّ البياض
هبا من عقال
جيد ساحر
ليخطفا النظر
~
ويجري العناق
الحاسر الرأس
بين زوايا متكتمة
وتحت الآباط
الحريصة
على عدم انكشاف أمر
غوانا الملتهب
~
وننهمك في
ضم صب
بين فخذين مضمومتين
وتحت طيات خلد
مكفوف النظر
~
ونسكن مع كل
فرج سارح
بين العوالج
والخلجات
~~~
إلى متى سنظل
نمضي
ونحن نعود أدراجنا
دون علم
وإلى الوراء
~
وإلى متى سنظل نعدو
ولا نعرف إلى أين
ويمسك بأعطافنا
عناق أعمى
وهو يتوكأ على عكاز
أهداب محطمة
ليلقي بنا النظر
عميان البصيرة
وفوق مكب نفايات
ذكرياتنا
~
ونحن نبحث
عن شروق يتنزه
قبلنا
لانراه
ولا يرانا
~
عن ظلام ليل
يحدق بنا
ومن كل جانب
لا تعنينا
حلكته
~
عن غرام هزيل
يسبق خطواتنا
إلى أسرة منزوية
~
مع حب
يرتدي ثياب
شوق مهلهل
ليخرق لبنا
~
ونلتقي وفي موعد متأخر
ومن حيث لا ندري
مع طيف
غير واضح المعالم
لا يتعرف علينا
~
ونعقد اجتماعاتنا
وفي مصادفة بحتة
ولو تحت وابل مطر
~
ونعاني من شدة
الوطء
الذي ينتهكنا
كورقة ذابلة
يركلها ريح
في شتاء قارس
~
و نتوه ضاربين بالأرض
حتى لا نعثر
على موطئ قدم
~
ونصادف شوق يتلوى
يبحث عن وليف
لا يتبدى
على أرصفة ضباب
تجهم الطقس
~
ونسقط إعياء
بعد أن عيل صبرنا
على ضفاف
مجرى
نهر الذكريات
ذات الروائح الوخاذة
كغرقى
لفظ أنفاس
لا تروم هلاكاً مؤكداً
في خاتمة أمر
عيل صبرنا
~
لتشاركنا
ولائم الكآبة
مرارة الأسى
وفي تناول طبق
ذرف دموع
منهمرة
فوق صحن
خدود متضورة
~
وتتحرق أناملنا
من ملامسة
جمار وطء
نفرة كل عبرة
لنلتط واثبين
من شدة الفقد
الذي يعترينا
~
ونعاني من وعورة
عدم استطاعتنا
قضاء حاجاتنا
الإغوائية
فوق الأرائك المنتشرة
#كمال_تاجا (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟