عصفور دوري أليف

كمال تاجا

الحوار المتمدن-العدد: 5829 - 2018 / 3 / 28 - 20:11
المحور: الادب والفن
    

عصفور دوري أليف
جدران وطن
رقيق ~ الجانب
ككوكبة حرير
ينعصر
ككتلة إيثار
وينهمك في توازع الحبوب
الباقية في الحقول
على مأدبة فتات
بعد الحصاد
مع أقرانه
ومن جميع أنواع الطيور
والقوارض
وفي وليمة كل الحشرات
~
وهو يتجمع
في مهب الريح
كقبضة من ريش
ليهبط في عش
من قش
~
ليبدو ثابت جنان
لم تزعزعه
زواغ بصر
طيران
قيد أنملة
عن تمسكه
كعش متين
بجذوع الأشجار
~
وفي حرصة
على السكنى
بين كوى الأجمات
وبالحط
على عرائش
شغاف القلب الوطني
~
رفيق أعشاب يابسة
وطاوي سعلاة
عدم المساس
برفرفة أجنحته
بين وخز أشواك
لا ترحم
أيد مقلبة لبيوضه
قد تزعج أفراخه
ولا بجميع أشكال وأنواع
القصف بنيران
صديقة
ولصيقة بكسر جناحه
~
وهو الذي ظل على العهد
جار بيوت
مكتظة بالسكان
شريك بنثرات خبز
ومشارك بكفكفة عبرات
تحطم أجنحة
ونتف ريش
كل طيران طائر
~
و هو يلتقط حبات قلب شعب
بعذوبة زقزقة
بين جنبات
آخذة بالإطناب
~
صديق أحراش
وطن
وحارس نسيم عليل
لروابي
تمس الصميم
~
وهو الموما إليه
كمدافع عن انتشار
ضوع الشذى
بين فسحات أجمات
الياسمين بالشام
~
وراعي فلاة
واعدة بالخصب الوفير
وهو يشرف على
توازع الندى
وتعميم الطل
وفي بسط كف
صريح الإيثار
~
وهو الواقف
على فرع غصن
شجرة وارفة
في براري الشام
ينتظر الفجر
بفارغ الصدح
ليفرد أنشودة
زقزقته
الخالبة للألباب
~
حتى صدع سمعه
زخ إطلاق رصاص
وزعزع أغصانه
قصف متواصل
بجميع أنواع القذائف
على قلب أعشاشه
رأساً على عقب
وحتي سويت أسطح بيوته
بالأرض
~
ففر بريشه جماعات
نحو كل فلاة عالمية
وتحولت زقزقته
إلى نواح
والتقاط رزقة
إلى هبات
ومن قفا يد
الحاجة الماسة
لكل فاعل خير
~
وطال البعد
سبع سنين عجاف
ينتظر بفارغ صبر العطر
ضوع الشذى
أن يؤوب
إلى غصنه
في مأوى وطن
وبين الأجمات

#كمال_تاجا (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات