أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - باسم الهيجاوي - مرثاة العمال الشهداء














المزيد.....

مرثاة العمال الشهداء


باسم الهيجاوي

الحوار المتمدن-العدد: 1486 - 2006 / 3 / 11 - 09:23
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    


" نظروا عالياً في السماء .. وجدوني .. أُفتشُ عن أغنيات بلون الربيع .. " توزعوا في مواطن النشيد حين أطلقوا طيورهم في الاتجاهات الصعبة .. حين فرَّت أغانيهم الى الأفق المتسع .. كتبوا بالطباشير بشائر أفراحهم وهم يعبرون الفجر .. يحملون الندى على جباههم لتتلاشى المسافة بين حبات العرق ورغيف الخبز المثخن بالمعاناة .. انهم يقتربون من الشمس .

نظروا في الاتجاهات .. حملوا قصائد عشقهم حين انداح النشيد المرّ بين شفاههم .. صعدوا من منافي الروح ليولد نشيد حافل بالياسمين .. وحقول تموج بالأخضر القادم من بساتين الفرح .. وناي يصدح مع أول القافلة .. انهم يقتربون من الفجر .

نظروا خلفهم .. وجدونا .. نفتش عالياً في الأفق .. نحمل ما تيسَّر من مراثي القلب شوقاً للذين نحبهم .. وما خرجنا خلف موتانا .. لكن انكسار الريح شجَّرَ دمعه فينا .. ليترك الشهداء موطنهم بلا قمرٍ .. بلا قيثارةٍ .. بلا شجرٍ يطل على الطريق .. كي يستريح العابرون الى البداية .. ينثرون جراحهم فينا لنعبر .. أو كي تمر القصائد .. تلقي عباءتها في شهيق الياسمين .. أو بين حدائق القرية التي تنام على كتف " حريش "*.. حين لبست قلائد عرسها وهي تودّع الصفصاف في دمها .. في لحمها ولحم الذين توافدوا في عرس الشهداء .. لكي لا ننسى آخر الدمعات في العينين .. أو آخر الصرخات في الشفتين .. أو آخر العمر الذي رحلَت كواكبه حين غادرنا أحد عشر نجماً .. كانوا يحلمون بالعودة .. لكنهم لم يرجعوا.. انهم عمار حسن أحمد قطيط وسامر غالب سليمان برهم وسلمان غالب سليمان برهم ومحمد كايد محمود محمود وبسام كايد محمود محمود ومأمون طلال ابراهيم قطيط وأمين طلال ابراهيم قطيط وكايد صبري عبدالله قطيط وأسامه سليم مصطفى قطيط " الذي لم تظهر جثته حتى الآن " ومحمد صبري ابو جبل ورفيق علي عبد محمود .. جرفتهم المياه .. قبل أن تجرفهم لقمة العيش .. انهم يقتربون من القلب .

مرّوا سراعاً ،
يعبرون الصبحَ ،
ينداحُ النشيدُ المرُّ في أسرارهمْ
لكنهمْ
لا يرجعونْ

مَرّوا بعشبٍ دافىءٍ
سَرَقَ الصقيعَ ، ونام في خطواتهمْ
والشمس غطَّت وجهها
لَمّا أفاقوا ،
يحملون البردَ نجماً طالعاً
في ما اشَتَهَتْ أحلامهمْ
لكنهم
لا يحلمونْ

وانداحَ بين عيونهمْ
غيمٌ تَرفَّل بالترابِ ، وشَدَّهمْ
للأرضِ يسرقهم ويمضي ،
ثائراً يعطي القصيدة ما اشتهتْ
من كدحهمْ
كي يستريحَ القادمونَ من البدايةِ ،
يشربون الوقتَ من أفواههمْ
لكنهمْ
لا يرجعونْ

حَمَلوا الطريقَ وسافرَتْ أصواتهمْ
والأرضُ بين عيونهمْ
تسقي الخطى
كي تسْتِردَّ طقوسُهمْ
أنفاسَها
والليل ألقى للحقولِ ،
عباءةَ السرَّ الُمدَجَّجِ بالنواحِ ،
وما أفاقتْ فوق " سيريس " القصيدة ،
كي تُعيدَ قوافل الشهداءِ ،
دمعاً غارقاً بالبوحِ لم تبْتزهُ
تلك العيونْ

وبكَتْ
وثارت للزغاريد الشفاهُ ، وهلَّلَتْ
في " ميثلونْ "

هم قادمونْ

فاسْتلّ وحدكَ ـ أيها الموتُ ـ السيوفَ ،
إذا أتوْكَ ،
فقد أتوْا مُذْ غادروا
شكلاً جديداً للحكايةِ ،
وامتطوا خيل الرجوع إلى البدايةِ ،
يسألونَ الأرض عن صرخاتهمْ
يَتَرجَّلونَ ويحملونَ على جفاف شفاههمْ
ألق النشيدِ ،
ويرسمون خطاهمو في كل يومٍ ألف ذكرى ،
تستريحُ على الشفاهِ بأننا
لله يوماً راجعونْ .
ــــــــــــــــــــــــــــ
* جبل حريش : هو الجبل المتاخم لقرية سيريس جنوبي مدينة جنين في فلسطين ، تلك القرية التي فجعت برحيل أبنائها العمال .. حين جرفتهم مياه الطريق وهم يتوجهون الى العمل بتاريخ 27 ـ 2 ـ 1997م



#باسم_الهيجاوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صورة
- آذار القصيدة
- أجنحة متكسرة
- روتين متجدد
- تشكيل وزاري
- غرباء
- حديث الأرق
- قصائد من مذكرات عاطل عن الفرح
- جسد الحضرة
- من ذاكرة السجن حرية الأسرى
- هديل الماء والنار
- ما قل وذل
- دخان أزرق
- مرآة
- تنكّر
- أغنية لحب قديم
- الهم
- مراحل استراتيجية
- رقابة
- حديث الظل


المزيد.....




- هولندا: اليمين المتطرف يدين مذكرتي المحكمة الجنائية لاعتقال ...
- الاتحاد الأوروبي بين مطرقة نقص العمالة وسندان اليمين المتطرف ...
- السيناتور بيرني ساندرز:اتهامات الجنائية الدولية لنتنياهو وغا ...
- بيرني ساندرز: اذا لم يحترم العالم القانون الدولي فسننحدر نحو ...
- حسن العبودي// دفاعا عن الجدال... دفاعا عن الجدل (ملحق الجزء ...
- الحراك الشعبي بفجيج ينير طريق المقاومة من أجل حق السكان في ا ...
- جورج عبد الله.. الماروني الذي لم يندم على 40 عاما في سجون فر ...
- بيان للمكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية
- «الديمقراطية» ترحب بقرار الجنائية الدولية، وتدعو المجتمع الد ...
- الوزير يفتتح «المونوريل» بدماء «عمال المطرية»


المزيد.....

- سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول / ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
- سلام عادل -سیرة مناضل- / ثمینة یوسف
- سلام عادل- سيرة مناضل / ثمينة ناجي يوسف
- قناديل مندائية / فائز الحيدر
- قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني / خالد حسين سلطان
- الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين ... / نعيم ناصر
- حياة شرارة الثائرة الصامتة / خالد حسين سلطان
- ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري ... / خالد حسين سلطان
- قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول / خالد حسين سلطان
- نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - باسم الهيجاوي - مرثاة العمال الشهداء