أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مهدي سعد - سلطان باشا الأطرش حاضر بقوة رغم غيابه














المزيد.....

سلطان باشا الأطرش حاضر بقوة رغم غيابه


مهدي سعد

الحوار المتمدن-العدد: 5824 - 2018 / 3 / 23 - 13:21
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تحل علينا في السادس والعشرين من آذار الذكرى السادسة والثلاثون لرحيل عطوفة القائد العام للثورة السورية الكبرى المغفور له سلطان باشا الأطرش، وتعتبر هذه المناسبة فرصة مهمة للتأكيد على الثوابت الوطنية والقومية التي رسم ملامحها وأرساها الراحل الكبير عبر مسيرته العطرة المجبولة بمقارعة الاستعمار والنضال في سبيل تحرير سوريا من الاحتلالين العثماني والفرنسي.

وأنتهز هذه الذكرى الخالدة للتشديد على أنني على المستوى الشخصي أستمد موقفي الوطني من تاريخ طائفتنا الدرزية المجيد المعمد بالدماء الذي سطره سلفنا الصالح ببطولاتهم وتضحياتهم وخطه المؤرخون بأحرف من ذهب، ولا شك أن سلطان باشا الأطرش يعتبر واحدا من أعظم أسلافنا الذين نعتز ونفتخر ونقتدي بهم وبكفاحهم الوطني ونسير على دربهم الذي يشكل البوصلة التي نهتدي بهديها ونمارس سلوكنا وفقا لها.

أكد سلطان باشا الأطرش في وصيته الرائعة على أهمية قراءة التاريخ واستخلاص العبر من أحداثه، حيث قال: "عودوا إلى تاريخكم الحافل بالبطولات، الزاخر بالأمجاد لأني لم أرَ أقوى تأثيرا في النفوس من قراءة التاريخ لتنبيه الشعور وإيقاظ الهمم لاستنهاض الشعوب فتظفر بحريتها وتحقق وحدتها وترفع أعلام النصر".

أعتقد أننا بأمس الحاجة لتذويت هذه الوصية في نفوسنا وترسيخها في عقولنا، ويجب علينا العودة إلى تاريخنا المشرف لكي نطلع على المحطات المضيئة التي صنعها آباؤنا وأجدادنا الذين قاوموا الظلم والطغيان مضحين بحياتهم من أجل عزة وكرامة شعبهم ووطنهم.

أقول هذا الكلام لأننا بتنا لا ندرك تاريخنا الوطني الناصع الذي تعمل المؤسسة الإسرائيلية على تحريفه وتزييفه خدمة لأجندتها التجهيلية، وذلك بمساعدة بعض أذنابها الذين تلقي عليهم مهمة كتابة تاريخ مزور يتماشى مع الرواية الصهيونية.

ترتكز هذه الرواية على مقولة تضليلية مفادها بأن الدروز وقفوا عبر تاريخهم إلى جانب السلطة الحاكمة، وذلك بهدف تبرير ولاء الرجعية الدرزية للسلطة الإسرائيلية، علما أن هذه المقولة لا أساس لها من الصحة وتخالف تاريخ الدروز الذي يتميز برفض الظلم ومقاومة الاستعمار.

يعتبر سلطان باشا الأطرش أحد المداميك الأساسية في تاريخ الدروز الوطني اللامع الذي تسعى السلطة وأزلامها إلى محوه واستبداله بتاريخ مشوه لا يمت للحقيقة بصلة، ومطلوب منا كقوى وطنية نسف الرواية الصهيونية الكاذبة من خلال إبراز دور هذه القامة العروبية الشامخة وغيرها من القامات الدرزية الوطنية والثورية التي قدمت مساهمة كبيرة في النضال ضد الاستعمار وأذياله.

لا يزال سلطان باشا الأطرش بالرغم من مرور سنوات عديدة على غيابه حاضرا بقوة في وعي كل إنسان وطني شريف يضمر الخير لشعبه وأمته ويتمنى لهما المجد والسداد، وسيبقى اسمه محفورا في وجدان جميع الأحرار الذين يستلهمون القيم الإنسانية والثورية من شخصيته الفذة.

من هذا المنطلق يجب علينا تعريف أبناء الشبية بالدور المحوري الذي لعبه هذا القائد العظيم في تخليص وطنه من الاستعمار الفرنسي، عن طريق توليه مهام قيادة الثورة السورية الكبرى التي دارت معاركها الضارية بين الأعوام 1925-1927 وسقط خلالها آلاف الشهداء.

من المهم التذكير بأن شرارة الثورة انطلقت من جبل العرب وامتدت إلى جميع أنحاء سوريا، وشهدت معارك شرسة لقن فيها الثوار جنود الاحتلال ضربات قاسية وصلت أصداؤها إلى بقاع كثيرة في العالم، ولقد عبدت هذه الثورة الطريق لجلاء المستعمر الفرنسي واستقلال سوريا عام 1946.

أعتقد أن مؤسساتنا الوطنية مطالبة بالعمل على إحياء ذكرى هذا البطل المغوار وتخليدها لكي يطلع الجيل الصاعد على موروثه النضالي الكبير، الذي يشكل مصدر إلهام وتحفيز لكافة التواقين إلى الانعتاق من الاستبداد والطامحين إلى الحرية.



#مهدي_سعد (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كيف نجحت المؤسسة الإسرائيلية في نزع الدروز من سياقهم التاريخ ...
- عدم خوض الجبهة معركة الرئاسة قرار صائب
- الدروز في إسرائيل والتماهي بالمتسلط
- الرجعية الدرزية وتزوير التاريخ
- بلدية شفاعمرو غائبة عن هموم مواطنيها
- عدم تفعيل المركز الثقافي جريمة نكراء بحق أهالي شفاعمرو
- الوطنية الحقيقية لا تكتمل إلا بمقارعة الرجعية
- أحياء شفاعمرو تنتظر حلولا لمشاكلها
- حول أصل الدروز وعروبتهم
- حل الأزمة الشفاعمرية على الطريقة اللبنانية
- انتصار سعيد نفاع وهزيمة اليمين الدرزي
- التوازن الطائفي سيد الموقف في شفاعمرو
- حل الائتلاف نتيجة طبيعية للوعود المتضاربة
- مسألة النيابة ومستقبل الطائفة الدرزية في شفاعمرو
- القوى الوطنية الدرزية عاجزة عن مواجهة الرجعية الدرزية
- مسألة الهوية لدى الدروز في إسرائيل
- أكذوبة الصحافة الموضوعية
- قراءة في واقع القوى الوطنية الدرزية في إسرائيل
- المجتمع العربي في إسرائيل وعوامل التفتيت الذاتي
- إقصاء -الفجر- و-أبناء شفاعمرو- والمعركة على وجه شفاعمرو


المزيد.....




- 6 إصابات على الأقل في حادثة إطلاق نار بجامعة في فلوريدا الأم ...
- شاهد اللحظات الأولى بعد اطلاق نار جماعي في فلوريدا
- نيبينزيا بشأن الوضع في ليبيا: محاولات خصخصة بعض جوانب التسوي ...
- في زيارة لافتة إلى طهران... وزير الدفاع السعودي يلتقي خامنئي ...
- تلسكوب يكشف عن أدلة واعدة على وجود حياة على كوكب بعيد
- وسط انتظار موقف حماس من المقترح الإسرائيلي... غارات متواصلة ...
- الجنائية الدولية تبدأ إجراءات ضد المجر لرفضها توقيف نتنياهو ...
- خلال زيارة سريعة.. رئيس الوزراء العراقي يلتقي الرئيس السوري ...
- بزشكيان لوزير الدفاع السعودي: نعتبركم أخوة لنا وجاهزون بالكا ...
- مخابرات عربية تقبض على دفاتر رسام سوري!


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مهدي سعد - سلطان باشا الأطرش حاضر بقوة رغم غيابه