وضعية حقوق المرأة في العالم

عبد العزيز المسعودي

الحوار المتمدن-العدد: 419 - 2003 / 3 / 8 - 06:12
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    

 

منذ المؤتمر العالمي الرابع حول المرأة الذي انعقد في بيكين سنة 1994، ورغم وجود برنامج عمل يستهدف تحرير النساء، إلا أن المشاريع المعتمدة حول حقوق المرأة تضل خجولة جدا، بل سجلت تراجعات كثيرة في بعض الأحيان.

فالعنف ضد المرأة يضل ظاهرة شائعة. وفي هذا الإطار نجد أن أغلبية 9 ملايين من المومسات اللاتي تم إحصائهن سنة 2000 أخضعن لعمليات البيع، كما تعرض في كل سنة أربعة ملايين من الفتيات والنساء للبيع والشراء عبر العالم لكي يصبحن جاريات أو مومسات أو زوجات ...

وحسب المنظمة العالمية للصحة، فإن العنف داخل الأسر أصبح يمس ما بين 10 % إلى 50  % من النساء عبر كل القارات: 20 % في الولايات المتحدة، 40 % في أوروبا، 58 % في تركيا (...).

وفي البانغلاديش وفيينا ونيجيريا والتشاد، تم تزويج أكثر من 25 % من الفتيات قبل سن الثامنة عشرة.

ويضل تمدرس الفتيات ضعيفا بشكل مريع في البلاد الأقل تقدما: 60 %  من الفتيات الصغيرات يذهبن إلى التعليم الأساسي  و15 % إلى التعليم الثانوي (حسب منظمة اليونسكو). كما يتراجع التمدرس في 10 دول من بين 33 دولة في إفريقيا جنوب الصحراء، وفي 7 دول من بين 11 دولة في آسيا من بينها هونغ كونغ، وفي 6 دول من بين 26 دولة في أمريكا اللاتينية (...). لقد كانت برامج التقويم الهيكلي مصدرا لهذا التراجع.

وهكذا يمكن أن نقرأ في تقرير برنامج الأمم المتحدة للتنمية لسنة 2000 حول المرأة بأن "العولمة تفتح آفاق جديدة بالنسبة للنساء المثقفات المشتغلات في المهن الحرة. لكنها ستكرس في المقابل الوضعية الهشة للنساء الفقيرات. ويتعلق الأمر في الواقع باستغلال مفرط، وبالاستعباد، ومعاملات أخرى غير إنسانية".

على المستوى السياسي، إذا استطاعت المرأة الحصول على المواطنة السياسية في أغلبية دول العالم،  ففي هذا المجال هناك مقاومة قوية ضد الأنظمة الرجعية. فإذا كانت النساء في قطر بدأن يشاركن في التصويت لأول مرة منذ سنة 2002، ففي بلدان الخليج الأخرى (العربية السعودية، الكويت، الإمارات العربية المتحدة) حليفة الإدارة الأمريكية الذين يدعون الدفاع عن الحرية والديموقراطية في العالم، لا تتمتع النساء فيها بحقوقهن السياسية. وتبقى التمثيلية البرلمانية للنساء رمزية في أغلب الدول. ففي الموزمبيق تصل هذه النسبة إلى 30 % بينما تصل في زيلاندا الجديدة 3,1 %  وتتراوح في أوروبا بين 42,2 %  في السويد و12  % في فرنسا و8,7 % في اليونان.

نستخلص مما سبق بأن الاستغلال لا زال مفرطا في مختلف القارات، كما تضل المرأة مهمشة اجتماعيا وسياسيا. ولا يسع المرأة أمام هذه الحقيقة الصارخة سوى أن تناضل لكي تكون فاعلا رئيسيا في التغيير المنشود.

 

#عبد_العزيز_المسعودي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات