مصطفى حسين السنجاري
الحوار المتمدن-العدد: 5818 - 2018 / 3 / 17 - 03:54
المحور:
الادب والفن
تقول الاسطورة المعروفة إنه :
ساق الراعي أغنامه إلى حظيرتها، وغلّق الأبواب كلّها، فلمّا جاءت الذئاب الجائعة وجدوا الأبواب مغلقة، ويئسوا من الوصول إليها، دبّروا خطة لتحرير الأغنام من الحظيرة.
حتى توصل الذئاب إلى أنّ الطريق الوحيد لذلك هي إقامة مظاهرة أمام بيت الراعي يهتفون فيها بحرّية الأغنام والماعز
نظّمت الذئاب مظاهرة طويلة عريضة ملأوا الأرض وزلزلوها و طافوا بها حول الحظيرة،
فلما سمعت الأغنام أن الذئاب أقامت مظاهرة تدافع فيها عن حرّيتهم وحقوقهم، تأثروا بها، وانضموا إليها، فبدأوا ينطحون جدران الحظيرة والأبواب بأقرانها حتى انكسرت، وفتحت الأبواب وتحرروا جميعا، فهربوا إلى الصحارى، والذئاب تهرول ورائها، والراعي ينادي ويصرخ مرة، ويلقي عصاه مرة أخرى ليصرفهم، ولم يجد فائدة من النداء ولا من العصا.
وجدت الذئاب الأغنام في بادية مكشوفة بلا راع ولا حارس، فكانت تلك الليلة ليلة سوداء على الأغنام المحررين، وليلة شهية للذئاب المتربصين.
في اليوم التالي لمّا جاء الراعي إلى الصحراء التي وجدتْ الأغنام فيها حرّيتهم لم يجد إلّا أشلاء ممزقة وعظاما ملطخة بالدماء...
أسطورة تعرفونها حق المعرفة
لكن ما أشبه مظاهرة ذئاب العالم للربيع العربي الذي نادوا به والديمقراطية التي تنتظرهم والحرية التي يحلمون بها
لمّا شاهد ذئاب العالم أن وصولهم إلى تمزيق الامة الاسلامية والعربية شاق ويكلفهم الكثير بل ضرب من المستحيل بسبب سياسة قادتها الكبار وبسبب بقائهم على مبادئهم وثباتهم وثقافتهم التي تناسب الظرف أقاموا الدنيا وما أقعدوها مطالبين الشعوب بالانتفاض لخلق ربيعهم المنشود اسوة بالغرب وأمريكا أقاموا مظاهرات يطالبون بحرّيتهم والوقوف معهم ، والهدف ليس حريتهم بل حرية الوصول إليهم وطعنهم في مبادئهم وتنازلهم عن قيمهم ونجحوا في ذلك
وهذا واقعنا هذه الايام نتيجتها دمار البلاد ونزوح واضطهاد العباد وفقدان الأمان والقيم السامية التي ترنم بها التاريخ لمئات السنين .. نسأل الله ان يصلح الحال
#مصطفى_حسين_السنجاري (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟