|
-سائرون- مسمار في نعش الحزب الشيوعي العراقي!!
سمير نوري
كاتب
(Samir Noory)
الحوار المتمدن-العدد: 5817 - 2018 / 3 / 16 - 05:02
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
"سائرون" مسمار في نعش الحزب الشيوعي العراقي!! الانتخابات العراقية على الأبواب و كل القوى القومية_ الأسلامي في العراق بدأوا بتنظيم قوائمهم و حسب مصالحهم و حسب تصوراتهم بالحصول على عدد اكبر من مقاعد البرلمان و بالنتيجة الكل على اساسها يحصلون على كعكة السلطة و النفوذ و القدرات المالية في الأربعة سنوات يلي الأنتخابات. الحزب الشيوعي العراقي هو كاحد اطراف العملية السياسية الذي بدأت بحملة امريكا و حلفائها على العراق و اسقاط النظام البعثي القومي و منذ ايام مجلس الحكم يسعى للحصول على مكانة افضل بين القوى القومية - الأسلامية في السلطة و لم تتاخر يوم واحد في اداء مهامها ولم يقف يوما واحدا بوجه هذه العملية و نتائجها، الآن بتحالفه مع احد القوى الأسلامية من الأسلام السياسي الشيعي- التيار الصدري- يسعى للحصول على موقع اقوى حسب تخيلاتهم و توهماتهم في السلطة القادمة. اننا في كل ادبيات الشيوعية العمالية تحدثنا عن هذه العملية و من اين اتت و في اي ظروف عالمي منذ 1991 و خاصة بعد انهيار الأتحاد السوفيتي وسقوط جدار برلين والخطوط، و تحويل امريكا الى قوى عظيمة و مسيطرة على الصعيد العالمي، الاطروحات موجودة في ابحاث منصور حكمت القائد و المفكر الشيوعية العمالي خاصة في مقالة " البزوغ الدموي للنظام العالمي الجديد" وضحنا المرحلة و الوضع العالمي و البديل الأمبريالي و الأمريكي للسلطة. انهم تحت شعار انتهاء مرحلة " الدكتاتوريات" جلبوا اشد النماذج اللترا الرجعية و المبنية على تقسيم البشر على اساس القوم و الطائفة و المذهب و غرس اقبح انواع الحقد و الكراهية بين المواطنيين تحت اسم الدولة المزائكية الملونة و التعدد الثقافي و النسبية الثقافية. و طرحوا الدستور الطائفي و القومي و شكلوا البرلمان المتكون من ممثلين الأقوام و الطوائف و المذاهب و الكيانات العشائرية و" ليوجركا الافعانية" كان نموذجهم للبرلمان و انكروا كل اسس الدولة المدنية المبنية على اساس المواطنة و لكل فرد صوت واحد و فصل الدين عن الدولة و مساواة المرأة و غيرها من الأسس الدولة المدنية. سقوط البعث في 2003 كان بداية لتطبيق هذه النموذج للنظام العالمي الجديد في العراق بعد قلع الدولة بدأوا بتطبيقها و اول حكومة كانت مجلس الحكم بوجود الحاكم الأمريكي و شارك الحزب الشيوعي العراقي بمقعد" من مقاعد الشيعة" في هذه النموذج و منذ ذالك الزمن هذا الحزب شريك الحكم في العراق، في كتابة الدستور، في تشكيل البرلمان، في تقسيم الطائفي و القومي للسلطة بين ثلاثة حركات اجتماعية رجعية في العراق. رئاسة الجمهورية للكرد، رئاسة البرلمان للسنة، رئاسة الوزراء للشيعة. هذه التقسيم هو نتيجة مباشرة للعملية السياسية في العراق و نتائجها الوخيمة من الحروب المتتالية و تدمير البنى التحتية و الفوقية للمجتمع. و الحزب الشيوعي العراقي كان شريك هذه العملية. ان الحروب الطائفية و جود القاعدة و جود داعش نتيجة مباشرة لهذه العلملية و شعارات ساحة التحرير " داعش خرج من احشائكم" يوضح بشكل جلي هذه الحقائق. لما خرجت الجماهير المليونية الى ساحة التحرير و اكثرية المدن العراقية بعد " الربيع العربي" و مواجهة الجماهير ضد المحاصصة الطائفية و القوميية و ضد فساد الأحزاب الدينية و القومية و بشعارات صريحة و واضحة مثل" لا شيعية لا سنية نريد حكومة علمانية" و " باسم الدين باكونا الحرامية" و " خبز، حرية ، حكومة مدنية". الطوفان كان يقترب من ازاحة كل القوى ضمن العملية السياسية، بدأت اعتراضات بعض القوى على الحكومة و الخط الرسمي و الموجودة في السلطة ، رمن بعض القوى الى داخل هذه الموجة لكي يغير مجرى الأحداث و الحركة الثورية و لبقائها داخل نفس الأطار. و كان نقد هذه التيار المسمى"التيار المدني" كان نقدا لابقاء نفس الوضعية ببعض التغيرات او الأصلاحات" الخالية من اي اصلاح لصالح الجماهير. ان طرحهم هو البقاء على الحكومة و الدولة الطائفية و القوميية لكن في علاقة احسن مع الجماهير حتى الجماهير تسطيع ان تتحملهم و لا يثور ضدهم. ان" التيار المدني" و " المدنية" الذي تطرحه القوى الأسلامية - القومية او قائمة" السائرون " لا علاقة لها ب"المجتمع المدني" لا من قريب و لا من بعيد، و لا تستطيع بناء " دولة مدنية" مبنية على اساس المواطنة و لكل شخص رأي واحد و مساواة المرأة بالرجل و لا بفصل الدين عن الدولة، الشروط الأساسية لتشكل الدولة المدنية. انهم في نفس الوقت يسعون للحصول على مكانة اقوى في البرلمان و حصة اكبر في السلطة و في نفس الوقت يريدون الحفاط على نفس النظام الموجود و لكن هذه المرة بتوهماتهم الساذجة برئيس وزاء "شيوعي" و بدعم من " السيد". انهم نسوا اعدام كيا نوري رئيس حزب التودة الأيراني على يد الخميني بغض النظر عن دعم الأخيرة لسلطة الجمهورية الأسلامية و ترديده شعار ضد " شيطان الأكبر" و راء خميني و في خطب الجمعة في طهران. هذه الأنتخابات هي مهزلة سياسة لا علاقة لها بالأنتخابات حرة " ديمقراطية" . ان الهدف من هذه الانتخابات هو اعادة انتاج نفس السلطة القومية الطائفية الفاسدة. و لا تمثل تطلعات الجماهير المنتفضة في العراق. الجماهير بينوا في شعاراتهم اهدافهم و تطلعاتهم " الخبز، الحرية ، الدولة العلمانية" ، و هذا الشعار لا يتحقق الا بأسقاط هذه السلطة و ازاحة كل القوى القومية الطائفية من السلطة و بناء دولة تضمن تدخل الجماهير في مصيرها السياسي و الأقتصادي بشكل ثوري. و في اول ايامها تنفذ فصل الدين عن الدولة و التربية و التعليم، و الغاء عقوبة الأعدام، تعريف المواطنين مواطنين متساوون الحقوق، و مساواة المرأة بالرجل وبشكل كامل، توفي كل الحريات السياسية و الفردية و المدنية ، و تفر ادني مستوى من الرفاه و تضمين حياة كرمة للمواطنين. لا الأنتخابات العراقية و لا قائمة" سائرون" ليس بقدرتهم تنفيذ هذه البرنامج و لا يريدون ذالك. ان التحالف " سائرون" تحالف اسلامي- قومي لا علاقة لهم بتطلعات الجماهير الغاضبة في العراق، هي احد التحالفات الموجودة التي تسعى لابقاء نفس النظام و التقسيم الطائفي و الظلم الطبقي و الظلم ضد المرأة و حرمان المجتمع. هذا التحالف ليس فقط لا يقوي الحزب الشيوعي العراقي بل مسمار اخر و جديد في نعشيه.
#سمير_نوري (هاشتاغ)
Samir_Noory#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الحكومة العراقية مستمرة في اصدار حكم الأعدام بالجملة و اخيرا
...
-
الرأسمالية نظام فاسد و متعفن لايمكن علاج الفساد الا باسقاط ا
...
-
فقط الأشتراكية تستطيع ان تحقق الحقوق الواقية للبشرية!! بمناس
...
-
مقابلة جريدة نحو الأشتراكية مع سمير نوري حول الاستفتاء في كر
...
-
لنرفع اصواتنا بوجه عقوبة الأعدام ! بيان حول العاشر من تشرين
...
-
سمير نوري - سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العمالي الي
...
-
لقاء حول اوضاع العراق والتظاهرات ويوم المرأة العالمي
-
ندد باعدام شخصا مريضا عقليا بتوقيع مسعود البرزاني!!
-
ندوة حول عقوبة الأعدام
-
الأعدام قتل متعمد و عقوبة بربرية وهمجية يجب الغائها !!
-
لا لأرجاع عقوبة الاعدام من قبل الشرعيين في تركيا!!
-
حول تقرير الامم المتحدة حول اعداد القتلى والجرحى في العراق ل
...
-
جرائم اجنحة الأسلام السياسي (ايران والسعودية) صعود منحنى الأ
...
-
حول تصاعد العنف ضد المرأة في العراق وسبل انهاء هذه الاوضاع
-
حول الاوضاع السياسية و الأجتماعية في العراق و المنطقة
-
ظهور برنار هنري ليفي في سنجار ضد مصالح جماهير كردستان
-
حول دور الطبقة العاملة في الاوضاع الراهنة
-
حول الوضع الثوري في العراق
-
الطبقة العاملة العراقية والكردستانية تفقد أحد قادتها الميدان
...
-
رسالة الى رفيقاتي وصديقاتي في كندا حول كارثة- ايلان- ما اسمع
...
المزيد.....
-
فيضانات غير مسبوقة تجتاح بريتاني الفرنسية والسلطات تدعو للحذ
...
-
رئيس أركان الجيش الجزائري يبحث مع وفد -الناتو- سبل تعزيز الح
...
-
روسيا تدين أعمال المتمردين في الكونغو الديمقراطية
-
رئيس وزراء سلوفاكيا يهدد زيلينسكي بمنع المساعدات المالية لأو
...
-
وفد حماس يبحث مع المخابرات المصرية تطورات ملف التهدئة بغزة
-
العقل المدبر وراء -ديب سيك-: من هو ليانج وينفينج؟
-
بانتظار قرارات القضاء.. البحرية الإيطالية تنقل إلى ألبانيا 4
...
-
احتجاجات حاشدة في دالاس ضد سياسات ترامب للهجرة وترحيل الأسر
...
-
العراق.. الأمين العام لمنظمة -بدر- يعلق على إقالة رئيس هيئة
...
-
رويترز: صور تظهر تشييد الصين منشأة كبيرة للأبحاث النووية
المزيد.....
-
الخروج للنهار (كتاب الموتى)
/ شريف الصيفي
-
قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا
...
/ صلاح محمد عبد العاطي
-
لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي
/ غسان مكارم
-
إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي-
...
/ محمد حسن خليل
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
المزيد.....
|