أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - يوسف يوسف - الأمير محمد بن سلمان .. بين السياسة والدين















المزيد.....

الأمير محمد بن سلمان .. بين السياسة والدين


يوسف يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 5811 - 2018 / 3 / 10 - 00:49
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أستهلال :
بدءا ، بعد موت الرسول ، الأسلام تحول الى مظلة للحكم ، بنصوصه الحكام والملوك يستعبدون العباد ، وبأسمه يحاربون ويقتلون ويحتلون الأمصار ، و السلطة والقوة / فيما بعد ، أصبحتا هي المحرك الحقيقي للدين ، وهي التي تسييره وتشكله وتكيفه وفق مصالح الحكام ! .

النص :
الحكم في المملكة السعودية أكبر مثال على ما ذكر في أعلاه ، فبين ليلة وضحاها ، تتغير المملكة الغارقة في التشدد السلفي المتطرف ، النابع من المذهب الوهابي ، بمرجعية شيخ الأسلام أبن تيمية / الحنبلي المذهب ، تتهيأ الى بواكير من الأنفتاح ك ( قيادة المرأة للسيارة ، وتفعيل هيئة الترفية " أقامة الحفلات الموسيقية والغنائية ، تشييد دور السينما .. " ، حضور النساء للمباريات الرياضية ، تقييد صلاحيات شرطة الحسبة / الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .. ) ، ومن ثم تابعنا ، زيارة البطريرك بشارة الراعي للسعودية / وصليبه على صدره ، مع زيارات ولي العهد محمد بن سلمان لبابا الأقباط / في مصر ، ولقاء ٍكبير أساقفة كاتنبري / في بريطانيا ..
شخصية ولي العهد السعودي محمد بن سلمان :
ولد بن سلمان عام 1.8.1985 / حاصل على البكالوريوس في القانون من جامعة الملك سعود ، لكنه يشغل المراكز التالية : ولي عهد المملكة ، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع بالمملكة العربية السعودية ، ويرأس مجلس الشؤون السياسية والأمنية ومجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية السعودي ، فمن هذه الشخصية ! ، التي بين ليلة وضحاها ، يسيطر على الحكم ، بأقصاء كلا من ، وعلى مرحلتين ( محمد بن مقرن / عمه ) ومن ثم ( محمد بن نايف / أبن عمه ) ، ثم يعين وليا للعهد في يونيو 2017 بعد إقرار هيئة البيعة السعودية .. يقول عنه الدكتور سعد الفقيه / أحد المعارضين السعوديين ، التالي ( يتصف بن سلمان ب : الاندفاعية والنرجسية ، بأمتلاكه الحقيقة المطلقة ، لا يثق ألا بنفسه حساس .. لا نية حسنة لديه .. ليس لديه عواطف سامية / الحب التسامح الرحمة ، القيم التي يحترمها القوة التفوق والأمتلاك والأنفراد ، العلاقة مع الأخرين التنافس والصراع ، الأنتقام والتشفي ، يحط من قيمة الاخرين يغوص بالأنانية ، مغامراته غير محسوبة العواقب ) ، أن صفات كالتي سبق ذكرها أن أستلمت السلطة وبسن صغير ، فأنها ستصبح شخصية سادية تسحق الكل في سبيل الوصول للسلطة والحكم .
القراءة
أولا . الأمير محمد بن سلمان ، يحاول جاهدا وضع الدين ، والمذهب الوهابي الذي تنهجه المؤسسة الدينية في المملكة ، جانبا ، وأنتهاج سبلا وطرقا معينة بما يتوافق مع مصالحه الشخصية للوصول للملك ، وهذا يتطلب أرضاء الدول الكبرى / وفي مقدمتهم الولايات المتحدة الأميريكية ، بأظهار نمطا من الحداثة والأنفتاح ، وذلك من أجل أظهار المملكة بمظهر الدولة العصرية ! .

ثانيا . ولكي يكون منفردا في حظوظه السلطوية في أعتلاء العرش ، أبتكر طاقمه ، قضية أحتجاز الأمراء في فندق ريتز كارلتون ، وقد سبق ذلك بتصريح قال فيه : إن أحدًا لن يُفلت من يد القانون ما دام متورطا في الفساد ، أيا كان منصبه ، وذلك خلال حوار تلفزيوني في مايو الماضي ، حسبما ذكرت وكالة « سبوتنيك » الروسية ، غير أن الكواليس كانت تخفي مفاجأة مدوية . وهي في اليوم ذاته ، " وبعد ساعات معدودة تواردت الأنباء عن احتجاز 11 أميرا ، وعشرات الوزراء السابقين ، و4 وزراء حاليين ، على خلفية اتهامات بالفساد وغسل الأموال ./ نقل من موقع المصري اليوم " ، أني أرى هذه الحادثة كانت تمويها ، لأسقاط أكبر وأهم المنافسين له وهو ، الأمير متعب بن عبد الله بن عبد العزيز آل سعود / تولد 12 أكتوبر 1953 ، وبنفس الوقت أسقط أهم رجال الاعمال وهو الأمير الوليد بن طلال ، أذن سيطر الامير بن سلمان بواقعة الكارلتون على جانبين ، وهما : جانب سلطوي وهو تحييد الأمير متعب / وزير الحرس الملكي عن العرش ، وسيطرته بنفس الوقت على ثروات الأمراء ورجال الأعمال ، ويقف في مقدمتهم الأمير الوليد ، والتي تقدر بعشرات المليارات من الدولارات .
ثالثا . كما هو معروف أن الدولة السعودية قامت على ركيزتين هما " قوة سيف " لآل سعود ، وعلى " الغطاء الديني " للشيخ محمد بن عبد الوهاب / السلفي الحنبلي ، الأن ولي العهد تفرد بالسلطة ، حيث يحاول ، وعلى خطوات ومراحل ، تحييد المؤسسة الدينية ، او أخذ بتشكيلها بما يخدم توجهه ، وهم خانعون ! ، وهذا هو ديدن رجال الدين ، وكما قال عنهم الدكتور علي الوردي بكتابه وعاظا للسلاطين ، تتغير أفكارهم وفق توجه الحاكم ، ولكن من جانب اخر تبقى المؤسسة الدينية ، قوة لا يستهان بها ، لأنه من الطبيعي وجود شيوخ معارضين لولي العهد ، ومن المؤكد لو أتحدت أو نسقت هذه الفئة مع مراكز القوة ، المتضررة من صعود محمد بن سلمان للعرش ، كفريق الامير متعب بن عبدالله ، فأنها ممكن أن تهدد الوضع القائم في المستقبل !! .
رابعا . أن نظام الملك في السعودية ، تغير الى نظام التوريث / الأب لأبنه ، ومن المؤكد هذا سيخلق فوضى في العائلة المالكة ، التي تضم المئات من الامراء ، وفي موقع 24 FRANCE ، ( يرى الباحث في " المركز الوطني الفرنسي للأبحاث العلمية " محمد نبيل ملين أن مسألة التوريث من أهم نقاط الضعف في النظام السعودي ، موضحا أن ما يجري هو الانتقال من نظام التوريث الأفقي نحو توريث عمودي . ويذكر أن " التوازنات داخل السعودية وداخل الأسرة مازالت هشة ". ) ، ويضيف الباحث ملين حول مركز المؤسسة الدينية التالي ( وفيما يتعلق بمصير المؤسسة الدينية ودورها في السعودية ، على ضوء التغيرات التي تشهدها المملكة مثل السماح للمرأة بقيادة السيارة وافتتاح دور سينما ، يشدد الباحث ملين على أن "المؤسسة الدينية من ركائز شرعنة الحكم وتتأقلم دائماً مع التغيرات ". ويقول إن ولي العهد محمد بن سلمان لم يحدث " قطيعة حقيقية " معهم ، وإن ما يقوم به حلقة في مسلسل طويل .. ) .

خامسا . تساؤلي ، كيف الحال مع تطبيق الشريعة الأسلامية في العقوبات بالمملكة ! ، هل سيستمر قطع الرقاب في الساحات ، وعملية بتر الأيدي ، والجلد .. ، وهل سينتصر المذهب الوهابي على السياسة ! ، وهل سترضخ المؤسسة الدينية الى تغيير ولو جزئي في النهج السائد منذ قرون ! ، و هل سيكون هناك تغيير جذري في الحياة العامة في السعودية ، أم فقط وقائع وأصلاحات وتغييرات للأستهلاك الخارجي .

ختام :
المعروف في النهج السياسي للمملكة العربية السعودية ، أنه موجود جدار حديدي من الكتمان على الشأن الداخلي ، والأمير محمد ، الساعي جاهدا على تبييض وجه السعودية من الأرهاب والتطرف ، أظهرت تقارير عن تصاعد وتيرة الأعدامات في المملكة وذلك تزامنا مع زيارة الأمير محمد لبريطانيا ، وأري هذا ظهورا للوجه الحقيقي للسعودية ، فقد جاء في موقع / BBC بالعربي بتاريخ - 8.3.2018 ، التالي ( قالت وزيرة الخارجية في حكومة الظل البريطانية ، إيميلي ثورنبي ، لبي بي سي ، إن الإعدامات في السعودية تضاعفت خلال الستة أشهر الماضية ، وانتقدت الوزيرة ما وصفته بـ " استقبال السجادة الحمراء " لولي العهد السعودي ، محمد بن سلمان ، خلال زيارته إلى بريطانيا !! .. ) .
أن السياسة الدولية ، خاصة للدول العظمى ، فأن كل ما يهمها هو مصالحها الأقتصادية / بالأخص العقود العسكرية وأتفاقيات النفط ، لأنه يأتي في المرتبة الأولى ، وباقي الأمور ، تأتي بأهمية ثانوية ، هذا من ناحية ، ومن ناحية أخرى ، أن الأمير محمد بن سلمان ، سيظل يعمل على ورقة التجديد ، محجما من دور المؤسسة الدينية ، كما سيعمل طاقمه دوما على أظهار عصره ، بانه سيكون هو الوجه الحداثوي للمملكة العربية السعودية ..
والسؤال الاخير ، هل للدول التي حطمتها السعودية بسياستها وبسموم مذهبها الوهابي ، أن يرجع الأمير محمد بن سلمان ، لها الحياة مرة أخرى !! .



#يوسف_يوسف (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مهزلة عقائدية ، أن - الرحمة للمسلمين فقط -
- قراءة في أية - أن الدين عند الله الأسلام -
- قراءة حداثوية .. لقصة زواج الرسول من زينب بنت جحش
- قراءة في - تغيير النصوص القرأنية خلال مدة أكتمال القرأن -
- قراءة عقلانية للأيات القرأنية
- قراءة في أزمة فهم النص القرأني
- الأسلام و المسلمين والعبودية الدينية
- هجوم كنيسة مار مينا .. صلب للأقباط قبل الميلاد
- قرءة في فقه الأولين و - فقه المرحلة -
- قراءة بين نصين .. الأول للمسيح والثاني لمحمد
- قراءة نقدية لتقنين - الحج والعمرة - مع أستطراد لثروة أل سعود
- زواج الرسول من خديجة .. والبحث عن الحقيقة
- قراءة .. في مشروع - السيف - و العقلية الأسلامية
- قراءة في .. هل القرأن المثبت في - اللوح المحفوظ - يطابق قرأن ...
- السعودية ثورة حبلى بأنقلابات .. - رؤية -
- قراءة في حديث.. ( هرقل عظيم الروم مع أبي سفيان حرب )
- كشف المستور عن موضوعة - الاعجاز القرأني - للزنداني / مع الأش ...
- ولي العهد السعودي بين مطرقتي التغيير والوهابية
- قراءة في النص القرأني وأغترابه عن الواقع مع أستطراد لك ...
- قراءة في - رفع المصاحف على أسنة الرماح - مع أستطراد لمبدأ - ...


المزيد.....




- اُعتبرت إدانته انتصارًا لحركة -MeToo-.. ماذا تعني إعادة محاك ...
- الحرب الأهلية في السودان تدخل عامها الثالث… نزيف أرواح متواص ...
- فيديو متداول لاكتشاف قاذفات أمريكية شبحية في الأجواء الإيران ...
- الإليزيه: استدعاء السفير الفرنسي في الجزائر وطرد 12 من موظف ...
- إطلالة محمد رمضان وجدل -بدلة الرقص- في مهرجان -كوتشيلا-.. ما ...
- هل كشفت فيديوهات الصينيين التكلفة الفعلية للماركات الفاخرة؟ ...
- مطرب يقسم اليمنيين بأغنيته -غني معانا-.. ما القصة؟
- لقطات حصرية من الفاشر المحاصرة وسكانها يوثقون لبي بي سي صراع ...
- كيف جلب -بيع- جنسية الدومينيكا مليار دولار للدولة؟
- غزة.. موت ينتشر وأرض تضيق


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - يوسف يوسف - الأمير محمد بن سلمان .. بين السياسة والدين