أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - واثق الجابري - الفساد بين التشهير والتستر














المزيد.....

الفساد بين التشهير والتستر


واثق الجابري

الحوار المتمدن-العدد: 5808 - 2018 / 3 / 7 - 23:10
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


يقيناً أن في العراق ملفات كبيرة في الفساد، ولذلك صنف ضمن الدول الأكثر فساداً، ولا يحتاج الأمر لبحث طويل في حال مراجعة مستوى الخدمات والأداء التشريعي والتنفيذي والإعمار، وكل عراقي يستطيع شم روائحه التي تحيط به من كل جانب، ويرى أساليبه تنوعت ولا وجود لرادع فعلي، وتسمع أحاديث تبادل الإتهامات ودخان متطاير يدل على وجود نار محرقة تحت أقدام الشعب.
بين الإحساس واليقين بوجود فساد، ربما يصل المواطن لدرجة الوهم بأنه غير حقيقي او الكل متورط، فكيف كل هذا وأولئك المدعين بمحاربته لم يدينوا أحد بشكل صريح.
بين الحين والآخر يعلن لنا مسؤول حكومي أو جهة سياسية او سلطة رقابية، عن قضايا تدور حولها شبهات فساد، ويعتقد هؤلاء أن كثرة الحديث والتبجح بالنزاهة سيرفع من رصيدهم، ويجعلهم بعيدين عن الشبهات، والمشكلة كثيراً من هذه المعلومات غير حقيقية ولا مطابقة للواقع، دون معرفة لأسباب التصريح هل لفائدة تحقيقية بالفساد، أو إنها تعطي إنذار مبكر للمتورط للبحث عن وسيلة نجاة؟ وينتظر الداعون كسب غير ما مُعلن!
تخرج بعض التصريحات بأرقام تضخيمية لحجم الهدر، وتضلل الرأي العام وسلطة القانون والسياسة، وبعض منهم يوجه الإتهام لأبرياء ويجعلهم محل المتهمين وتخلط الأوراق، ويفسح المجال للمتورط لتدارك أمره وترتيب أوراقه والبحث عن سبيل صفقات لغلق الملف، ويُطاح بالبريء ويُعطل العمل الرقابي والقانون، والأدهى من ذلك أن يكون مقصد كل هذا لتنبيه وإبتزاز المتورطين، أو كسب شعبي برداء النزاهة والحرص، وبالنتيجة تختزل المحاسبة بقضية هامشية، وكم مليار سرق وتم محاسبة الفاعل على تجاوز رصيف وحُكم مع وقف التنفيذ.
إن عمل السلطات الرقابية ولجان التحقيق والسلطة التنفيذية والبرلمانية، ليس من واجبها التحدث عن طريق وسائل الإعلام عن الفساد، وأن لا تتخذ من ملفات الفساد وسيلة للمتاجرة والتصفية السياسية والإبتزاز، لذا ما فائدة الإعلان والتصريح والتهديد بملفات فساد، وأن كانت حقيقية فلماذا لا يكون تنفيذ؟ ويبدو أن معظم من إتخذوا من وسائل الإعلام سبيل لهكذا إعلانات، لا يرومون سوف فعل عكسي للعمل المؤسسي، وبالنتيجة هم شركاء لسعيهم لإبتزاز الطرف الآخر أو المكسب الشخصي أو تعطيل عمل المؤسسات ومشاركة للتغطية على ملفاتها الغاطسة بالفساد.
إتهام الأبرياء أو تشويه الحقائق وتضليل الرأي العام، يرقى الى مستوى اطلاق النار على المؤسسات والمدافع عن الحق؛ لفسح المجال لإكمال الجريمة.
لا أحد ينكر وجود الفساد، ولكن الحديث الطويل العريض، ليس سوى فوضى للإستهلاك والدعاية الإعلامية، وجعجعة دون طحين، وتهديد ووعيد لم يلمس المواطن منها حقيقة على الأرض، الى درجة وصل الى قناعة وكأن الفساد متجذر، وكل من تحدثوا عنه بالإعلام، أما كبلتهم قوى سياسية ترتبط بهم ومتورطة بالفساد، أو إستخدموه كوسيلة للإبتزاز والدعاية، والأهم ربما يكون لهدف تعطيل عمل المؤسسات الرقابية والقضائية، لأنهم يعلنون للمتهم، وكأنهم يقولون له إهرب، وهم طرف آخر للتستر على الفساد في السر، ويد فاسدة تحمل معول لتهديم المؤسسات، وسيف من ورق لمحاربة الفساد، وأما أن كان هدفهم حرب فعلية، فهم الأقرب للقنوات القانونية، ولا داعي للإعلان والإعلام.



#واثق_الجابري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إذا جاء التغيير
- حينما يلعب السياسي كرة القدم
- العراق والسعودية رياضة وسياسة وإعلام
- كيف تنتخب وتُعاقب الفاشلين
- إزالة التجاعيد السياسية
- الفرات والداخلية والرأي العام
- كل الطرق تؤدي الى العراق
- الوزير والأمينة الحزينة
- لا ولاية لحزب الدعوة
- دور الإعلام لإنتشال الرأي العام
- مؤتمر الكويت تفاؤل وهناك ما نخشاه
- رهان الإنتخابات
- قوانين لقيطة
- بعضنا على صواب
- فشل الإرسال قبل الانتخابات
- التسول إرهاب أمام أنظار الجهات الأمنية
- المجرب الكالح والشباب الطامح
- الوطن والسكن والانتخابات
- الصفحة الثانية للإرهاب
- غزوة الفساد متى تدق طبول محاربتها


المزيد.....




- السوريون في تركيا قلقون من نية أردوغان التقارب مع الأسد
- بعد القطيعة.. هل هناك أمل في تطبيع العلاقات بين أنقرة ودمشق؟ ...
- ضابط أوكراني: نظام كييف تخلص من كبار مسؤولي أمن الدولة عام 2 ...
- رئيسة البرلمان الأوروبي: ما يحدث في ألمانيا اختبار حقيقي لأو ...
- مباشر: قتلى وجرحى في ضربة إسرائيلية على مبنى سكني وسط بيروت ...
- أوكرانيا تطلب من حلفائها الغربيين تزويدها بأنظمة دفاع جوي حد ...
- غارات إسرائيلية مكثفة على وسط بيروت والضاحية
- أوكرانيا تطالب الغرب بأنظمة دفاع جوي حديثة للتصدي لصواريخ رو ...
- عشرات الشهداء والجرحى بقصف إسرائيلي على مناطق متفرقة من غزة ...
- كيف يواصل الدفاع المدني اللبناني عمله رغم التهديدات والاستهد ...


المزيد.....

- قراءة ماركس لنمط الإنتاج الآسيوي وأشكال الملكية في الهند / زهير الخويلدي
- مشاركة الأحزاب الشيوعية في الحكومة: طريقة لخروج الرأسمالية م ... / دلير زنكنة
- عشتار الفصول:14000 قراءات في اللغة العربية والمسيحيون العرب ... / اسحق قومي
- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - واثق الجابري - الفساد بين التشهير والتستر