أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - وليد يوسف عطو - البحث في الهوية الانثوية














المزيد.....

البحث في الهوية الانثوية


وليد يوسف عطو

الحوار المتمدن-العدد: 5808 - 2018 / 3 / 7 - 16:33
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


تقدمت الباحثة المغربية خلود السباعي باطروحتها المعنونة :
(الجسد الانثوي وهوية الجندر)لنيل درجة الدكتوراه , الكتاب صادر عن دار جداول – بيروت – لبنان .
يتم في الاعوام الاخيرة الاهتمام بالمراة من منظور جندري , حيث الجندر الانثوي هو الجسد الثقافي للمراة , ويختلف عن الصفات البيولوجية المتوارثة عن الجينات الوراثية.

ان للذكر والانثى خواص بيولوجية متميزة تجعل الواحد منهما مختلفا عن الاخر ومكملا له في نفس الوقت .لكننا عندما نتحدث عن الهوية الانثوية او الذكورية فان الامور تخرج من نطاق البيولوجيا لكي تاخذ طابعا اجتماعيا وثقافيا وايديولوجيا يرتبط بتاريخ المجتمعات وصيرورتها ,بالنظر لما تحيل اليه الهوية من ابعاد اجتماعية وثقافية تمكن الانا من بلورة مجموعة من التمثلات حول الذات , , كما تمكن من تعريف هذه الذات وتحديدها وموضعتها وفقا لما حددته الثقافة ,مما يعطي للهوية بعدا سيكولوجيا اجتماعيا , تسميه الدكتورة خلودالسباعي بالبعدالسايكو اجتماعي حيث تصبح الهوية وظيفة من وظائف الثقافة .

تتولى الثقافة وفق الهندسة الاجتماعية هيكلة الخاصيات البيولوجية وتثبيتها في ذهن الرجل والمراة وتتولى الثقافة تنميط الاشخاص ضمن فئات محددة لدى المراة والرجل , حيث يتحتم على كل جنس الامتثال لها دون قيد او شرط .ففي بعض المجتمعات يكفي ان تدرك المراة انها تنتمي الى الجنس الانثوي ,لكي تعي ان لها ادوارا اساسية تتمثل في دوري الزوجة والام ,وان تكون تحت حماية كل ذكور العائلة وسلطتهم بذلك تصبح الثقافة بمثابة ( وكالة )بحسب الدكتورة خلود السباعي لانتاج معنى كل من الذكورة والانوثة فهي التي تخبر الافراد داخل كل مجتمع عن هويتهم ومكانتهم والطرق المثلى في التعامل مع الاخرين .

يبقى من الصعوبة الحديث عن هوية المراة لان البحث عن الهوية النسائية هي بحث في خصوصية كل مجتمع وثقافة , بالاضافة الى اختلاف الفوارق الطبقية بين النساء واختلاف حاجتهن واهتمامتهن التي قد تبلغ حدالتناقض,لذا ينبغي النظر الى هذا المفهوم من خلال ابعاده الاجتماعية والطبقية مع مراعاة فوارق السن والوضعية الاجتماعية والعرق .

الهوية الانثوية من الناحية البيولوجية :

يمثل الجسد انطلاقا من الانتماء الى الجنس الذكوري او الانثوي , اولى الخصائص المحددة للهوية . تتضح الفوارق البيولوجية في طبيعتنا كبشر منذ سن البلوغ ,حيث يفرز الجسد الانثوي هرمونات معينة تكسب المراة صفات شبيهة ببعض صفات الاطفال ,فيكون جلدها اكثر نعومة وصوتها اكثر رقة , فضلا عن ان المراة منحتها الطبيعة دور ( المستقبلة ).فهي التي تستقبل الذكر في العملية الجنسية , والبويضة هي التي تستقبل الحيوان المنوي في عملية الاخصاب ,كما يستقبل الجسد الانثوي الجنين في فترة الحمل ,ثم تستقبل المراة الرضيع بعدالولادة لكي تطعمه وترعاه .

الفرق بين الذكر والانثى يكمن في كمية الهورمونات ونمط توزيعها وافرازاتها في جميع مراحل العمر .هذا التوزع يمنح الرجل بنية عضوية تساعده على ان يكون اكثر استقرارا ,في مقابل منحه المراة بنيةعضوية ابرز مايميزها امكانية التحول .يظهر هذا التحول في الحيض والحمل والولادة والرضاعة ثم انقطاع الطمث ,الذي ينعكس على الجسدالانثوي بشكل تتحول معه كل هويتها الانثوية باعتبار ان ماتمر به المراة ليس مجرد تغيرات فيزيولوجية ,وانما(تجارب )تعيشها بقوة بسبب مايصاحبها من الالام , منها مايرتبط بالعادة الشهرية ومنها مايرتبط بالولادة او الرضاعة او فترة انقطاع الطمث .

وقد ساعدذلك المراة على المستوى السيكولوجي بان تصبح اكثر تقبلا للتغيير واقدر على تحمل الالام ,ويتعمق هذا الاحساس لكي يمنحها خاصية الالتصاق او الاقتراب مما هو واقعي بشكل اكبر.ان علاقة المراة بالانجاب تجربة يعيشها جسد المراة تحقق من خلالها طقوس عبور وانتقال من وضعية الى اخرى.

اثبتت بعض الدراسات ان معدل العمر يرتفع لدى المراة مقارنة بالرجل . اذ تمتلك النساء مضادات او دفاعات مناعية اكثر مقاومة من تلك التي يمتلكها الرجل .لذلك يبقى الرجال اكثر عرضة للامراض القاتلة ,بينما تبقى النساء معرضات للامراض المزمنة المتسببة في عجز صحي كامل.ويمكن القول ان متوسط عمر المراة قد اصبح معطى عام ضمن جميع المجتمعات الانسانية .لذلك غالبا مايغمر الرجل نوع من القلق وهو يرى دماء الحيض وعملية الحمل والولادة والرضاعة.
انه لايكاد يدرك هذا السر الذي يسمح للمراة بان تحول دم حيضها الى جنين ,ثم الى طعام (حليب ),هذا السر الذي يسمح للمراة بان تكيف ذاتها وتصبح في نظره ( حوض الحياة ).

ولقد بينت بعض الدراسات الانثروبولوجية بان سر الامومة قد شكل منبع التفوق النسوي في المجتمعات القديمة,التي اعتبرت المراة بحكم خصوصيتها البيولوجية مصدر تقديس وتاليه .انها مخترعة الزراعة ورمز الخصوبة في الطبيعة والانسان , هذه الخصوبة التي مارست على الانسان البدائي تاثيرا اكبر من التاثير الذي مارسته عليه اسرار الكون والطبيعة.

بفضل هذه الامكانات البيولوجية , وتحديدا الانجاب ,اكتسبت المراة قدرة سحرية اخافت الرجل وجعلته يسعى الى ضبطها والتحكم فيها ,ولم تخل كل الديانات من هذا النوع من التعامل الدفاعي للرجل ,الشيء الذي تعكسه مختلف الطقوس التي اعترفت بهذه القدرة السحرية وحاولت التحكم فيها في نفس الوقت.



#وليد_يوسف_عطو (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اسماء اطلقت على العرب المسلمين
- علاقة الشعوب المقهورة بالاسلام
- هوت التحرير في خدمة الانسان
- الانحياز الى لاهوت الرجاء
- تهنئة الى اسرة الحوار المتمدن
- العبودية تجدد نفسها
- صناعة المواطن والاعلام في الظرف الراهن
- دولة الجواري :شجرة الدر نموذجا
- توظيف الغلمان للمتعة
- الهندسة الاجتماعية في صناعة الجواري
- الحياة الثقافية في العقل اللاواعي : الجواري والغلمان نموذجا
- الثقافة وعلاقتها بالهندسة الاجتماعية
- صناعة الانسان والمواطن عن طريق الهندسة الاجتماعية - ج 3
- اهمية الذاكرة في صناعة الهوية
- الغلام والجارية في معاجم اللغة
- القرابين البشرية والحيوانية
- اليهود من البداوة الى التحضر
- اشكالية الخير والشر عند الله
- صناعة الانسان والمواطن عن طريق الهندسة الاجتماعية - ج 2
- تغيير اليسار لاجل يسار قادر على التغيير


المزيد.....




- حاكم مصرف لبنان بالإنابة: نحن أمام مفترق طرق
- -تهديدات تثير القلق-... قضية مارين لوبان تفجر نقاشا سياسيا س ...
- الجيش الإسرائيلي يحقق في زيارة حاخامين قرية سورية دون تصريح ...
- نوفوستي: الولايات المتحدة تهدد باستخدام سلاحها الرئيسي وروسي ...
- حكم الاستئناف في قضية لوبن قد يصدر قبل الانتخابات الرئاسية
- قد يطرح في الصيدليات هذا العام.. القنب أساس دواء مسكن للآلام ...
- حظر ممارسة للجنس.. مدرب كرة ألماني يشارك أسرار غريبة عن حيات ...
- الدفاع الروسية تعلن استمرار تقدم قواتها وتكبيد العدو خسائر ف ...
- اكتشاف آثار فيضانات هائلة قديمة في غرب أوروبا
- صحة غزة تنشر حصيلة جديدة لضحايا القصف الإسرائيلي


المزيد.....

- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - وليد يوسف عطو - البحث في الهوية الانثوية