|
يوم ليس كبقية الأيام .....
زهور العتابي
الحوار المتمدن-العدد: 5808 - 2018 / 3 / 7 - 09:39
المحور:
الادب والفن
كغيري من البشر تعتريني أحيانا نوبات من الشعور بالضجر و الرتابة والملل وتمر بي حالات من الاكتئاب ونوبات من الحزن لا تفارقني الا بعد أن تأخذ مني ومن صحتي ماخذا كبيرا.. أفقد فيها شهيتي على الطعام ...تغادرني تماما ابتسامتي .أشعر بالحزن ..أتمنى أن اصرخ ..ابكي .و...وكعادتي حينما أمر بهكذا حالات الجأ إلى العمل في البيت اغير الاثاث...أنقل الظليات..أفرغ الكاونتر من محتوياته وأعيد ترتيبه.....هذه المرة فعلت كل هذه الأشياء فلم أفلح ولم تخرجني ابدا من دوامتي.. .فما كان لي إلا أن الجأ الى اقرب الصديقات وأحبهم الي قلبي لأتكلم معها فلعلي اخرج مما انا فيه ....اتصلت بصديقي الغالية وبعد السلام أدركت هي من نبرة صوتي اني لست كما يجب ...أخبرتها اني فعلا تعبانة ...مهمومة .تضيق بي الدنيا ..و .و.بعد الكلام وكذا ...قالت لي ماتشعرين به عادي جدا لأنك حبيسة البيت ..مرهقة باعمالك التي لاتنتهي وانت بهذا العمر !!(ان الأوان أن تريحين نفسك...واستطردت .. لما لا تسجلين معي بالنادي الرياضي..النادي قريب من بيتكم هو بالاعظمية..وانا كل يوم الاثنين والخميس هناك.. شوية نغير .. هرولة ..بعض الألعاب السويدية ..انتي مو دتسوين ريجيم...الرياضة أفضل من الدايد لتخفيف الوزن.. هسة تشوفين شكد فرق.. وإني أمر عليك بالسيارة واخذك معي وتراكسودك علي اني اشتريه بعد شتريدين !!) ...ما أن انتهت المكالمة حتى فكرت بجد بما قالته صديقتي .. هي فكرة صائبة .. ربما أجد فيها ضالتي لأخرج من ثورتي وتعود البهحة والراحة لنفسي الحزينه ..مالمانع ان اغير نمط حياتي واتخلص من الروتين !؟ أخبرت الزوج العزيز باقتراح صديقتي واني نويت ان اسجل بالنادي قال لا مانع لدي بالمرة ..(رتبي أمورك مو فد شي يومين بالأسبوع احنه أيضا نريد راحتك خصوصا انتي فعلا هالايام اني شايفك مو تمام وطالما أم أحمد تمر عليك لما لا !؟) ..فكرت طويلا وتوصلت الى نتيجة وهي ان اجرب واذهب للنادي لعلي فعلا اشعر بالراحة وأغير نمط حياتي الرتيبة واخرج تماما من التفكير والحزن و...و وجاء اليوم الذي نويت فيه الذهاب مع صديقتي والتي وعدت أن تمر علي في الساعة التاسعة صباحا ..نهضت باكرا كالعادة بعد أن أديت صلاة الفجر وقراءتي للقرآن ...أعددت بعدها طعام الغداء للبيت وأكملت كل أعمالي كي لا أشعر بالتقصير تجاه البيت وكي أرتاح أكثر بالنادي ..فعلا جاءت ام أحمد بموعدها المحدد وذهبنا معا ...ما أن وصلنا عرفتني بمسؤولة النادى امرأة في الأربعينيات من العمر. لطيفة ..مبتسما..ترتدي تراكسود رصاصي وتمتلك قواما جميلا .كأنما نحت نحتا .. واضح أنها مواضبة على الرياضة ....أعطيتها هويتي ..هكذا هي التعليمات ...ودونت كل كلما ما تريده من معلومات ..العمر . السكن ..الاختيار لعدد الأيام و...و قالت لن نأخذ منك مبدئيا بدل اشتراك الآن إلا بعد مواضبتك ثلاثة ايام أو حتى أسبوع لنرى أن كنت ستستمرين معنا و تكوني من رواد النادي أم لا ...قلت لابأس ..تابطت صديقتي ذراعي واخذتني وهي مزهوة بوجودي معها وكلما مرت بنا إحداهن تقول لها أقدم لك صديقتي الرائعة أم فرات وتقول لي هذه فلانة صارلها سنه بالنادي...هذه شهرين و...و ..حتى انتهينا إلى غرفة الملابس اعطتني التراكسود . ( يله شوفي ذوقي ....البسي ...) ارتديت التراكسود فعلا أعجبني. .انا اعرف انها صاحبة ذوق راقي ...هي تعرفني اني اعشق اللون الأسود وكانت تعلوه وعلى الجانبين خطوط بيضاء وأخرى فضية...جميل) لكني وانا البسه كنت افكر وأقول هل من المعقول اني تركت بيتي لاتي هنا والعب رياضة !؟ كيف وافقت واتيت ..معقولة !! جاء صوت صديقتي ليقطع سلسلة افكاري ( الله يخبل عليك ...القياس مضبوط .. أم فروتي انتي جسمك ممحتاج الا القليل ...أولي علي اني شكول!! ههههههه) ...ذهبنا بعدها إلى القاعة...قاعة كبيرة نوعا ما وكانت مزدحة بالنسوة والفتيات الكل يرتدين الملابس الرياضية...وبدأت المدربة بإعطاء محاضرة في كيفية المحافظة على رشاقة الجسم واختيار الأنسب من الاكلات وتجنب الاخرى ثم أخذنا كورس في التمارين و الالعاب السويدية بعدها ذهبت اغلبهن وانا معهن إلى الأجهزةإلى القاعة المجاورة ..هي أجهزة للمشي والتخسيس ....المهم اني فعلا استمتعت بيومي الرياضي هذا وتقربت مني بعضهن. تكلمنا في مواضيع شتى ...المهم كان يوما جميلا مميزا حقا .. أدركت فعلا أن الرياضة شيء لابد منه للمراة ...الرياضة مهمة لصحة الجسم والعقل لكننا للأسف كشرقييين لا نبالي بهذا ابدا ولا يأخذ منا حتى حيزا للتفكير ....ولو اني رأيت بالاونة الأخيرة ان هناك كثير من النساء بتن أكثر اهتماما بإجسامهن وأكثر من منذ قبل بفعل الفيس بوك والإعلانات التي باتت تستقطب الجميع...... عدت برفقة صديقتي أوصلتني بسيارتها حتى باب البيت...و طول الطريق كانت تحثني على الاستمرار في المجيء الى النادي وعدم الانقطاع ابدا ....المهم دخلت البيت وانا انظر الى وجه زوجي وابنتي لاستفهم واعرف من خلالهما هل هم سعيدون فعلا بخطوتي هذه فقرأت فيها فعلا علامة الرضا والقبول بل أخذوا يسألون كيف كان يومي و...و ولكن انا لم أشعر بذات الرضا والله.....ضميري كان يؤنبني على أني ربما تكون هذه الخطوة على حساب بيتي وعائلتي وشغلي لاسيما وانهم يعتمدون علي اعتمادا كليا في اغلب الأمور ...انا من عودتهم على هذا وسعيدة جدا به ...المهم كان يوما ليس كبقية الأيام ....فعلت شعرت بشيء من التغير والراحة ولكن ماهو أهم هل أخرجتني خطوتي هذه عما انا فيه !؟ الجواب لا ..ابدأ. ...حتى وانا في النادي ومع صديقتي والآخريات كنت دائمة السرحان والتفكير... الغصة هي الغصة والحزن ذاته الحزن ..أي نعم كنت اتكلم مع هذه ..استمع لتلك ...أشاركهم التمارين لكن هناك وجع يأبى أن يتركني او يزووول....... الاربعاء ليلا وتحديدا في تمام الساعة التاسعة اتصلت صديقتي لتذكرني بالموعد غدا الخميس ..قالت أنها ستمر علي لتأخذني كالعادة . ...قلت لها آسفة حبيبتي ..يا أعز صديقة ...كان يجب أن من اتصل بك..عذرا عزيزتي ...فكرت مليا ووجدت نفسي لا استطيع الاستمرارية...آسفة والله كوني خيبت أملك لكني والله لا استطيع ...قاطعتني قائلة ( لا ..لازم أمر عليك ...تجين يعني تجين ) قلت لها والله أم أحمد فكرت هواية وشفت انو ما كو فايدة ...بعدني مطبكة ) المسكينة تألمت لقراري هذا (يحضي شبيج متكليلي !؟ ) ولكنها أمام إصراري رضيت بالأمر الواقع ودعتني ومضت ...أعدت انا سماعتي إلى اذني كي أكمل اغنيتي التي كنت أسمع ....فهي الوسيلة الوحيدة لتخرجني من حزني وكابتي...انا اعرف نفسي جيدا كوني ورثت الحزن سنين واعتدت الم ووجع الفراااق وعرفت كيف أروضه و أتعامل معه....اترك نفسي... ولايام ...اسمع لفريد او...او.لاعيش لحضات تكون فيها الدموع هي سيدالموقف ...تنساب من عيني بصمت وهدوء لتخرجني تماما من الهم وتمنحني راحة مابعدها راحة ..كأنها حقنة بروفين....فاليوم... تجعلاني أهدا وأهدا ثم أهدا حتى اناااااااام .....
#زهور_العتابي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
كرم الموقف .....
-
مدرسة الموسيقى والباليه في بغداد ....ظاهرة تستحق التعميم ...
...
-
ثرثرة عالماشي ......!!!
-
فيس بوك .....
-
لازلنا بخير .. ..
-
نزول المطر .....
-
تفاحة ادم !!! (٢)
-
تفاحة ادم !!!
-
المفارك وَطن !!!
-
من أرشيف العناية المركزة....... (٤)
-
من أرشيف العناية المركزة ( ٣)
-
من سخريات القدر ٢
-
من سخريات القدر ....!!
-
الحمدلله ....!!!
-
من ارشيف العناية المركزة ( ٢ )..حالة الطفله لقاء ....
-
قصص من الارشيف ...من الrcu .. ...قصة رقم (١)
-
أيام وذكريات لا تُنسى .......
-
صِحينَه ....
-
نسينَه .....
-
انتخابات... أم ماذا !!؟؟
المزيد.....
-
ياسمين صبري توقف مقاضاة محمد رمضان وتقبل اعتذاره
-
ثبت تردد قناة MBC دراما مصر الان.. أحلى أفلام ومسلسلات عيد ا
...
-
لمحبي الأفلام المصرية..ثبت تردد قناة روتانا سينما على النايل
...
-
ظهور بيت أبيض جديد في الولايات المتحدة (صور)
-
رحيل الممثل الأمريكي فال كيلمر المعروف بأدواره في -توب غن- و
...
-
فيديو سقوط نوال الزغبي على المسرح وفستانها وإطلالتها يثير تف
...
-
رحيل أسطورة هوليوود فال كيلمر
-
فيديو سقوط نوال الزغبي على المسرح وفستانها وإطلالتها يثير تف
...
-
- كذبة أبريل-.. تركي آل الشيخ يثير تفاعلا واسعا بمنشور وفيدي
...
-
فنان مصري يوجه رسالة بعد هجوم على حديثه أمام السيسي
المزيد.....
-
تحت الركام
/ الشهبي أحمد
-
رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية
...
/ أكد الجبوري
-
نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر
...
/ د. سناء الشعلان
-
أدركها النسيان
/ سناء شعلان
-
مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل
/ كاظم حسن سعيد
-
نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111
/ مصطفى رمضاني
-
جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل
/ كاظم حسن سعيد
-
رضاب سام
/ سجاد حسن عواد
-
اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110
/ وردة عطابي - إشراق عماري
-
تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين
/ محمد دوير
المزيد.....
|