فاروق سلوم
الحوار المتمدن-العدد: 5807 - 2018 / 3 / 6 - 13:05
المحور:
الادب والفن
قطتها الوحيدة ترقى السلم الخشبي نحو شرفتها
وهي هناك لاتراني
لقد تعودنا ان نشعل ضوء شرفتينا المتقابلتين
لنتبادل التحية المسائية وكأننا نلتقي
وحين ننام نطفيء الأضواء المتقابلة
وكأننا نتبادل التمنيات السعيدة
وفي الفجر الرصاصي نضيء مصابيح شرفتينا
نتوهم اننا نتبادل الأبتسامة
مرة واحدة رأيت وجهها وابتسامتها المائلة في الطريق
وكأني فهمت شيئا
ومرة واحدة قابلتهما هي ورجل ملتح
ونظراته تشي بالغيرة
وهي ترمقني بطرف عينها وكأني تسلمت رسالة ..
والحق انا كنت اريد ان اتحدث عن الطيور الميته والبحيرات الملوثة
وعن المدن الخراب
وان اروي عن قارة البلاستيك السادسة
وعن المسنين اللذين يملؤون المدن الغربية
وعن الشباب المهاجرين مع جوالااتهم وسناب شاتاتهم وصورهم السلفي
واحكي عن شراء الصين للبحار والموانيء المفلسة
لتفتح الطريق الى اعالي البحار لحرير بحري
وعن سكة حديد طريق الحرير من بكين الى باريس ..
اريد ان اروي عن القيصر بوتين ومتحف الآرميتاج
والصواريخ النووية الجديدة
اردت ان اروي عن جنون ترامب وصعود اليمين
والشعبوية في الغرب العتيق
اردت ان احكي عن عطش النهرين وحروب السدود
ونقص المياه الصالحة والخراب والعطش هناك
اردت ان احكي عن الخوف من قوائم تشابه الأسماء
وعن تفتيش الحواجز والبطالة والجوع وزحمة الشوارع
اردت ان اروي حكاية هذا العالم وهو يخلو من كلمات سلام او حب ..
ترى هل ستفهمني حبيبة الشرفة ولاتتهمني بالجدية ..
وربما تشاركني ابتكار عاطفة نطلقها معا
نحو العالم الجائر لنكون شهوده
ونكون عشّاقه دونما هروب ..
#بريد الليل او منفستو للحب
#فاروق_سلوم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟