|
مع افتخاري واعتزازي بالعربية الفصحى
مهدي شاكر العبيدي
الحوار المتمدن-العدد: 5805 - 2018 / 3 / 4 - 12:19
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
مع افتخاري واعتزازي بالعربية الفصحى* ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(( إنطِ المتعلم وخلِّ المعتام )) النيابة هل هي وظيفة حكومية ؟
قـَالـُوا تـَعَـاقـَدْنا فـَقـُلـْتُ هَـنِـأتـُمُ بقِرَان ِ فرْطِ خنى ً بفرْطِ غباءِ يَا مَنْ رأى حِـلـْفـَا ً أقِـيْمَ دعَامُهُ بَيْن الثـَّرى وكـَوَاكِبِ الجَوْزَاءِ وَتـَعَـلـَّقـَتْ طرَبَا ً عَلى أضْوَائِهِ بـِنـُيُـوبِ ذؤْبَـان ٍ أكـَارعُ شَـاءِ هَـاتِـيْـك أنـْعُـمُ حِـلـْفـَةٍ وإخـَــاءِ إعْصَارُ طـَاعُـون ٍ وريْحُ وَبَاءِ
********
تلك هي شواهد لشاعر العصر في ذمِّ مبرمي حلف بغداد ، وتقريعهم أيَّام العهد الملكي ، والذي عبثا ً ما يفتعله بعض الأدباء ممَّن عاشوا على هامش الحياة ، من مقارنات بينه وبين ما تلاه من حقب للتدليل على خلوه من المظالم والانتهاكات والمساوئ ، أو لم تبلغ ـ إنْ وجدَتْ ـ درجة من السُّوء والإضرار بمصالح المواطنينَ ، بحيث تستوجب الاستهجان والتظلم ، ذلك أنَّ أولاء الهواة لمهنة القلم عاشوا هلاميينَ وبمعزل عن الأكثرية المسحوقة ، ويفصلهم عنها حجاب يمنعهم من الوقوف على مشكلاتها ومآسيها ، فضلا ً عمَّا تواتى لهم من لوازم العيش الرَّافه الرَّغيد والوظيفة المرموقة والمنصب الرَّفيع ، استهللنا بها مقالتنا هذه بغية تجييرها لغير باعثها الأصلي ، محاولينَ استشفاف مشابه بينه وبين حالات نشهدها هذه الأيَّام تداعى فيها المشتغلونَ بالسِّياسة لعقد تحالفاتهم ، بعد أنْ صحَّ عزمهم على تلاقي نوازعهم وتلاؤم مشاربهم وآرائهم ، وتوافقوا على انتهاج خطة عمل آيلةٍ إلى إنقاذ الوطن من محنته ، والوصول بالشعب إلى حياة الاستقرار والأمن ، وتيسير ما يلزمه دواما ً ويطالب به من مزاولة الأشغال وعياف التبطل ، ويؤثروا العدل بين مواطنيهم في ارتقاء المسؤوليات والوظائف ، على اختلاف مناشئهم وأعراقهم ودياناتهم ومذاهبهم واتجاهاتهم السِّياسية ، وبعيدا ً عن الانتماء الحزبي والوساطة والمحسوبية ، وكذا تطالعنا بعض الشَّخصيات والوجوه المتوافقة في مشهد استعراضي من خلال شاشة التلفزيون ، وكأنـَّهم ضامنونَ فوزهم بأغلبية المقاعد ، وسيقفزون إلى سدَّة الحكم ، بعد أنْ أعلنوا مفردات مشروعهم للجمهور الذي خُيِّل لهم أنـَّه صدَّقهم ، ووثق بهم ، وعقد عليهم الرَّجاء والأمل في تجاوز ما يحيق به من أنكاد وصعوبات وضوائق من وراء افتقاد الأمان وانعدام الكهرباء واستشراء الزُّمر الإرهابية ، بحيث صار بين جميع الفئات أو أصحاب القوائم المتسابقة للتسجيل لدى مفوضية الانتخابات ، قاسمٌ مشترك مفاده أنْ يغدو وطننا حرا ً وظافرا ً باستقلاله وسيادته ، ومعنى السِّيادة أنْ تبسط حكومته سيطرتها على جميع أراضيه ولا تسمح بالتدخُّل الأجنبي في شؤونه ، كما علمني أستاذي المرحوم حسين الجامع ، وكذلك يُوفى بشعبنا على السَّعادة القصوى ، فتصير احتياجاته مضمونة ، وأسواق مدنه عامرة بالخام والطعام ومستلزمات الحياة الأخرى ، ويبتاعونها بأثمان معقولة لا تعجز أياديهم عن امتلاكها ، ومن شأن الإنسان بطبيعة الحال أنْ يُعلِي مروءته وزكاء نفسه ، ويُطنِب في محاسنه ، ويُبرِّئها من كلِّ شين ٍ وعيب ، ومرَّة ثانية نعتذر للفصحى العربية إذ نستدل بالقولة الدَّارجة والمحيطة بكلِّ ما ابتغيناه من مرام ٍ وغايات ، فربَّما تكون الدَّارجة أوفى بالغرض وأنفذ إلى القصد الذي هو (( ما كو واحد يگول آني مو خوش آدمي )) .
وهنا تعِنُّ جملة خواطر وشجون ، منها انـَّه يبدو لي أنَّ أولاء المستعرضينَ على ما بانَ من حماستهم وتهالكهم على الفوز قد نظروا للنيابة على أنـَّها وظيفة حكومية ، تعوَّدوا على التمتع بعوائدها وامتيازاتها ، لذا يعضُّون عليها بالنواجذ والمخالب ، ويضيقون ذرعا ً بمَن يتصدَّ لمنافستهم حولها ، ويلفون في ذواتهم الجدارة والأهلية لتمثيل الشَّعب والعمل على تحسين حياته وإنعاشها ، هم الذين خلص لهم النعيم ، واستأثروا بالمباهج ، بينما شهد الشَّعب غياب بعضهم عن حضور جلسات المجلس النيابي ، وتكررَتْ سفرات آخرين إلى عمَّان ودبي وبعض المدن الأوربية ، وانشغال البقية بمهاترات عقيمة تكشَّفتْ عن عجزهم الفاضح في حسم كثير من المعضلات ، وأتحشَّم عن المعاودة على ما يستبدُّ بهم من نوازع ونعراتٍ مذهبية مقيتة ، فظلوا في وادٍ والشَّعب في وادٍ من حرمانه ونكده وتعاسته ، ثمَّ هل من الضَّروري أنْ توفر لهم الحماية ، ولمَ الحماية ؟ ، ولماذا لا يظهرونَ بين الناس ، فإذا كانوا يدَّعون تمثيله حقا ً يلزمهم ألا يخافوا من أحد ؛ ثمَّ ما ذنب الفقراء والمساكينَ وهم القاعدة العريضة والمسحوقة التي يتنافس السِّياسيونَ كي يصوِّتوا لهم غير مبالينَ بتعريض أنفسهم لمخاطر شتى من احتمال استهدافهم بالقذائف والهاونات والعبوات والمفخخات ، في حال من تجاوز خوفهم وإشفاقهم واستسهال تحمُّلهم للحرمان والفاقة والجوع والغلاء ، ليسهموا في إجلاس هذا النائب أو ذاك على كرسي النيابة ، ولتزداد تخصيصاته ومدَّخراته ، أ هذه هي الدِّيمقراطية ؟ .
ودعوا الأدباء غارقينَ في مجادلاتهم ومحاوراتهم وسط منتدياتهم ، بشأن ريادة :ـ القصة القصيرة جدا ً ، وقصيدة النثر ، ورواية الخمسينيات ، ووجودية الستينيات ؛ وثروات بلادهم تنفق في وجوه غير مشروعة ، وتبدَّد كرواتب لنفر كان لا يحلم بها ، ودون أنْ يقدِّم لها شيئا ً ذا بال ٍ ، ولم يستفظعها أو يجعل المطالبة بإنقاصها من أوليات برنامجه الانتخابي ، وأثناء تجريب قدرته على الخطابة ! ، بينما يشتط بعضهم في الدَّعوة لاستبعاد العراقيينَ في الخارج ومصادرة حقهم في الانتخاب ، بدعوى أنَّ ذلك يستنفد ميزانية الدَّولة ، دون أنْ يلتفتَ إلى ما يتقاضاه ويقبضه هو منها ، أو يخشى أنْ يؤدِّي ذلك الهدر والإنفاق إلى إفلاس خزينتها ، رغم (( انَّ النفط درَّار )) .
* عمود صحفي قديم كتبته قبل ثمانية اعوام ونشرته صحيفة ما ، والان اعود عليه للذكرى لاغير، لان (الحالة العراقية ) لم يطرأ عليها تحويل وتبديل اثناءها وبعدها سوى ان تمادت الاطراف السياسية جمعاء في غلوائها وادعئها انها تعمل للصالح العام ، وأرى من الخير لها ان تتخفف من هذه الاعباء والاوزار الثقال وتؤثر راحة البال وتدع الناس بحالهم. ولدى البطون الطاهرات ***عن الذي يمضي بديل
#مهدي_شاكر_العبيدي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
بحيرة لامرتين في الأدب العربي
-
تشابه في مضمون أبيات شعرية لثلاثة شعراء
-
المتنبي كأنك تراه
-
من يومياتي عندما كنت ببغداد - بحث تخرج في كلية
-
اشتراطات لكتابة المقالة الادبية
-
جبرا إبراهيم جبرا ما له و ما عليه
-
السلوك المنحرف بوصفه ثقافة فرعية
-
عود على وحدة المعرفة وإليها
-
هل نسيناهم ؟
-
سعيد تقي الدين أو أدب وسياسة
-
المكتبات في العراق من أقدم العصور حتى الوقت الحاضر
-
عمر فروخ الباحث التراثي ورأيه في الشعر العربي الحديث
-
التراث الثقافي العربي و فؤاد معصوم
-
لماذا نسي المثقفون او كادوا ينسون مئات الادباء الرواد وبقوا
...
-
خطرات وشذور
-
ما يلزم تصويبه في تواريخ الأدب العربي
-
وقائع من تعاون الأدباء مع المستعمر
-
ملامح من المشهد الفلسفي العراقي
-
مرثية في مقبرة ريفية
-
ملاحظات
المزيد.....
-
استفزه فضربه الآخر بكرسي.. مرشح لمنصب عمدة بالبرازيل يهاجم م
...
-
كاميرا ترصد لحظة القبض على المشتبه به في محاولة اغتيال ترامب
...
-
ترامب يعلن أنه سيتفاهم مع روسيا والصين إن فاز بالانتخابات
-
جزر الكناري تستقبل 500 مهاجر غير شرعي من جنسيات مختلفة خلال
...
-
إثيوبيا تصل قريبا للبحر الأحمر.. توتر جديد بالقرن الأفريقي؟
...
-
الصومال يوقع قانونا يلغي الاتفاقية بين إثيوبيا وجمهورية أرض
...
-
هل باتت الحرب بين إثيوبيا ومصر وشيكة؟
-
نصف سكان الأرض لا يتناولون ما يكفي من 7 عناصر غذائية هامة..
...
-
الجيش الإسرائيلي يعتقل 3 فلسطينيات بينهن زوجة القيادي الأسير
...
-
الدفاع الروسية تنشر فيديو لتطهير قرية حدودية من قوات كييف
المزيد.....
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
-
الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ
/ ليندة زهير
-
لا تُعارضْ
/ ياسر يونس
-
التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري
/ عبد السلام أديب
-
فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا
...
/ نجم الدين فارس
-
The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun
/ سامي القسيمي
-
تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1
...
/ نصار يحيى
المزيد.....
|