عبير خالد يحيي
الحوار المتمدن-العدد: 5805 - 2018 / 3 / 4 - 04:09
المحور:
الادب والفن
عوالم
وكنتُ قد رأيتكَ مرّةً أولى
عند الناصية..
يومها غشيتْني الدهشة!
بعثرتَني في عوالمي المتكسرة ..
كالشهقةِ الأولى في أبجدية الخلق، تحطّمُ خلوةَ الكينونة بأكذوبةِ الحرية ..
كالشهقةِ الأخيرة في سباق الانعتاق، تخترقُ البصرَ و هو حديد ..
كصرخةِ أمي لمّا سمعتني أتحدّثُ عن الحربِ العالمية الثالثة وأنا في عاميَ السادس !
-"الحربُ الثالثة إن قامت ستكون حربَ إبادة !"
لم يطلعْني الجِنُّ على النّبأ كما تهامسَ البشرْ ..
حرّقتْهم السماءُ التي مُلئتْ حرَسًا شديدًا وشهبا !
معذورون ..
هم لم يرَوا وجهَكَ فوقَ كتفي، تشي بأحاديث الكبارِ في أذني..
الكبار ..صنّاعُ الحروبِ والسلام ..
هالَني ما أرَيتَنيه !
لذْتُ بضفيرة جدّتي ..
فردْتُّها سوداءَ مَشوبةً بخيوطِ
القمر..
علّها تحميني من تناثر دمِ الشمسِ المذبوحةِ عِنْدَ الأصيل..
يفصلُني عن أول جريمة شهدتها خمسون عامًا ونيّف
كنتُ قد رأيتُك نزلةً أخرى
عند شجرةٍ هرمة..
معذورون..
هم لم يرَوا وجهيَ فوقَ كتفِك، أُوشوشك بأخبارِ الصغار ..
الصغار ُألعوبةُ الحروب والسلام ..
هالَك ما أرَيتُك !
لِذَْتَ بضفيرتي ..
المعفّرة بالرّماد !
#دعبيرخالديحيي
#عبير_خالد_يحيي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟