أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صادق إطيمش - واحسرتاه














المزيد.....

واحسرتاه


صادق إطيمش

الحوار المتمدن-العدد: 5805 - 2018 / 3 / 4 - 02:31
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


واحسرتـــــــــــــــــــــــاه
منذ الإعلان عن التحالفات الإنتخابية في وطننا والسجال الحامي بين المؤيدين والمعارضين لهذه التحالفات يسير بوتائر تتصاعد يومياً نحو الخروج عن اطار النقد وطرح الفكرة المؤيِدة او المعارِضة بالحجج التي تتبلور على الساحة السياسية العراقية وكل ما تجره من تعقيدات وتناقضات لم يمر بها تاريخ العراق السياسي الحديث . لابل ونستطيع القول ان هذه التجربة العراقية فريدة من نوعها بحيث لا يمكننا الإستفادة من نتائج تجارب مماثلة لها في معالمها المطروحة اليوم امام القوى السياسية العراقية التي تتهيأ لخوض معركة " الإنتخابات " التي يراها البعض محسومة النتائج ، وذلك بالنظر لسريان اخطبوط الفساد المالي والإداري في الدولة العراقية بشكل جعل من هذا الفساد مؤسسة تديرها مافيات خرجت عن اطار السيطرة الرسمية للدولة العراقية بكل اجهزتها التنفيذية والتشريعية والقضائية . ومن الثابت والأكيد ان الكثير من هذه الأجهزة بالذات هي الفاعلة الأساسية في هذه المافيات ، وما الثراء الفاحش الذي اصبح ظاهرة لا غبار عليها لدى السياسيين العراقيين ومعظم منتسبي البرلمان وكثير من الأجهزة القضائية والتنفيذية إلا الدليل القاطع على ذلك . وحينما تلجأ بعض القوى السياسية العراقية إلى الولوج في ما تعتقد فيه او تأمل منه كمنافسة ديمقراطية على المقاعد الإنتخابية ، بالرغم من قناعتها بتشويه المبدأ الأساسي للديمقراطية من قبل احزاب الإسلام السياسي ومؤازريها ، فإن هذه القوى تنطلق من دراستها للواقع السياسي العام على الساحة العراقية بكل ما يحمله من تناقضات وتجاذبات ، تحاول ان تضعها كمؤشرات لبرنامجها الإنتخابي الإصلاحي الذي يرمي اول ما يرمي إلى التخلص من الفساد والفاسدين في المرحلة الأولى من نشاط هذه التحالفات على الأقل .
لا يختلف اثنان على وقوع الشارع العراقي ، بكل تجلياته الفكرية والسياسية والإقتصادية وطبيعة تركيبته الإجتماعية ،بين براثن قوى الإسلام السياسي وحلفاؤها في الحكم منذ قضاء الإحتلال الأمريكي لوطننا على اعتى دكتاتورية مجرمة عانى منها الشعب والوطن لعقود كثيرة سوداء من تاريخه . لقد اوغلت هذه القوى الحاكمة في تنكرها للشعب بحيث اصبحت السمة البارزة للمرحلة السياسية التي يمر بها وطننا العراق الآن تتبلور من خلال انتشار الفوضى وغياب الدولة مع غياب القانون الذي اصبح العرف العشائري بديلاً عنه في الخصومات التي تقع في المجتمع . اضافة الى انعدام كل ما يمكن ان يقع في مجالات وساءل العيش الكريم في بلد غني بكل شيئ كالعراق . وتحت هذه الظروف التي بدأ فيها الشارع العراقي يردد انشودته العتيدة " باسم الدين باكونا الحرامية "والتي تعكس واقعه المُعاش فعلاً ، تنادت بعض القوى السياسية التي ترجوا ، ونرجوا معها ايضاً ، ان يعكس الناس استياءهم من احزاب الإسلام السياسي الفاسدة وكل من يشاركها في ادارة العملية السياسية في العراق سواءً من بقايا البعث المختبئ خلف بعض العمائم او خلف بعض التجمعات القومية الشوفينية او التكتلات المناطقية والعشاءرية ، على صناديق الإقتراع التي يجب ان تخضع لرقابة دولية صارمة ، إذ ان حيَل لصوص العملية السياسية المتربعين على الحكم في هذا المجال عجز ابليس نفسه عن اكتشاف كنهها وإدارة ملفاتها .
من هذا المنطلق ينبغي لنا مناقشة هذا الواقع المرير الذي يعيشه شعبنا ووطننا إتفاقاً او إختلافاً ، وتبادل الآراء بكل شفافية وروح رفاقية لا ينبغي ان تنال منها العواطف والعلاقات الشخصية. هذه الروح الرفاقية التي ليس من السهل التفريط بها وهي حصيلة عقود طويلة من النضال المشترك الذي تقاسم ويلاته كل الذين قدموا مختلف التضحيات في سبيل المبادئ الإنسانية والفكر الثوري التقدمي . لقد جرت مثل هذه النقاشات الهادءة بالفعل وطرح الكثير من الصديقات والأصدقاء ما يفكرون به سلباً او إيجاباً حيال هذه التحالفات الإنتخابية ، وهذا امر طبيعي في حياة مناضلين يحملون تجارب عشرات السنين من النضال الثوري التقدمي . إلا ان ما يحز في القلب حقاً ان نرى وحدة اللصوص والفاسدين ولا نواجهها بوحدة الفكر اليساري التقدمي ، بالرغم من كل ما يحمله هذا الفكر من إمكانيات الوحدة تحت هذه الظروف العصيبة التي تتكالب فيها قوى الشر عليه ، وبالرغم من اختلاف في وجهات النظر التي ينبغي لها ان تشكل فسيفساء هذه الوحدة التي لا يمكنها ان تسير نحو تحقيق الأهداف التقدمية لمجتمعات اليوم التي تكثر فيها الطموحات وتتشعب فيها الوساءل إلا بطرح البديل في الفكر التقدمي الموحد وكل ما يحمله من برامج سياسية يظل النقاش حولها مستمراً وخاضعاً للتجديد .
أملي وامل كل من يسعى للتخلص من زمر الفساد واللصوصية في وطننا ان نتعامل مع واقعنا المرير بتوظيف كل ما نملكه من تجارب نضالية وكل ما نكنه في دواخلنا من علاقات رفاقية عمدتها تضحيات عقود العمل في سبيل الوطن والشعب في العهود المختلفة من تاريخ وطننا الحبيب ، وكلي قناعة باننا اهل لذلك .
الدكتور صادق إطيمش



#صادق_إطيمش (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مع بعض خطباء المنابر واكتشافاتهم - العلمية -
- التحالفات السياسية بين المنظور والمُنتَظَر
- مَن كان منكم بلا خطيئة ..... فليرشح للإنتخابات
- العنف بين المؤسس والمُنفذ
- تكفيريون بلا حدود ... حسن الشمري مثالاً
- كاتلونيا ... كوردستان ... اوجالان
- صراع الديكة ونتف ريش الشعب
- اعداء الشعوب ..... اعداء الأوطان
- حق الشعوب في تقرير مصيرها لا يتجزأ ولا يُهادِن
- وِجهة نظر ...
- مِحَنُ العقل
- هل من امل في تقويم الاحزاب الإسلامية ... ؟
- يرونها صحوة واراها كبوة
- ألأحزاب الإسلامية : معادن صدأت واراق احترقت
- صادق البلادي ... نجم هوى وبريقه يتألق
- الحكومة بالأمس واليوم
- عيدنا ... وعيد الحكومة
- مع الشيخ عامر الكفيشي وجهاً لوجه القسم الثالث والأخير
- مع الشيخ عامر الكفيشي وجهاً لوجه | القسم الثاني
- مع الشيخ عامر الكفيشي وجهاً لوجه


المزيد.....




- النيجر.. إطلاق سراح وزراء سابقين في الحكومة التي أطيح بها عا ...
- روسيا تشهد انخفاضا قياسيا في عدد المدخنين الشرهين
- واشنطن تدرس قانونا بشأن مقاضاة السلطات الفلسطينية بسبب هجمات ...
- هل يمكن للسلطة الجديدة في سوريا إعادة ترتيب العلاقات مع بكين ...
- الرفيق جمال كريمي بنشقرون يناقش غلاء الأسعار وتسييس القفة ال ...
- إسرائيل تعدل إجراءات الإنذار استعدادا لهجمات صاروخية كبيرة و ...
- القضاء الأمريكي يرفض نقل قضية ترحيل الطالب محمود خليل المؤيد ...
- باراغواي تستدعي السفير البرازيلي لديها وتطالبه بتوضيحات حول ...
- موسكو: سنطور الحوار مع دول -بريكس- ومنظمات أخرى لبناء الأمن ...
- تبديد أسطورة فائدة أحد مكونات النبيذ


المزيد.....

- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صادق إطيمش - واحسرتاه