|
إنقلاب الجيش المصري على الملكية كان خطأ
كمال آيت بن يوبا
كاتب
(Kamal Ait Ben Yuba)
الحوار المتمدن-العدد: 5803 - 2018 / 3 / 2 - 23:10
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
شعارنا حرية – مساواة – أخوة هذا المقال هو رأي حر و هو موجه لكل مدافع عن الديموقراطية و الحرية في العالم بعد تردي أوضاع الحريات بشكل فظيع في مصر السيسي و بالنظر لما آل إليه الحال اليوم هناك من صعوبات إقتصادية تزيد فقر الفقراء و جشع الأغنياء. فخطاب السيسي القاسي الأخير يصور مصر كأنها صارت ثكنة عسكرية مثل كوريا الشمالية لا صوت يجب أن يُسمع فيها سوى صوت "نعم سيدي" .و هذا أمر لا يمكن قبوله من طرف المدافعين عن الحرية و الديموقراطية عبر العالم و عن حق الشعوب في حكام أفضل و في تقرير مصيرها وتحقيق كرامتها.. (أنظر رابط فيديو خطاب السيسي أسفل المقال) الإخوان اللئام و الكذبة زادوا الطين بلة حين كانوا في الحكم بعد سنة 2011 .فهم لم يعرفوا كيف يحافظون على الطابع المدني للدولة . كان منهم من يتاجر في السلاح و من يريد إستتباب التمكين عبر تغيير الدستور و تعيين المحافظين كلهم من الإخوان و إطلاق سراح المجرمين المدانين في قضايا إرهابية أدانها القضاء المصري فقط لأنهم ملتحين و ينتمون لما يسمى الإسلام السياسي و غير ذلك جعلنا نؤيد فيما مضى إنقلاب السيسي عليهم لما قال للشعب "أريدكم أن تنزلوا للشارع كي تعبروا أن لكم إرادة و أن إرادة شعب مصر تنبع من هنا (أي من مصر) " هذه العبارة تعني سيادة الشعب و تعني أنه هو مصدر كل السلطات و أن موقفه السياسي مستقل .و تعني أن الجيش مع الشعب في التعبير عما يريد. ظننا أن السيسي لن يترشح لأي إنتخابات و سيبقى وفيا لوعوده مثلما وعد .لكن للأسف أخلف وعده و تقدم للإنتخابات. كمرشح استقال من المؤسسة العسكرية .لكنه بقي كما هو عسكريا ..متعصبا و متوترا دائما لا يقبل أي خطاب مخالف. الآن هناك إنتخابات رئاسية في مصر مرشحها الوحيد مثل الإنتخابات التي سبقتها سنة 2013 هو السيسي نفسه مثل باقي الشخصيات العسكرية التي توالت على حكم مصر منذ الإنقلاب على الملكية في يوليو من سنة 1953. هذه الإنتخابات الرئاسية التي تم منع كثيرين من الترشح لها بدعوى الفساد تبدو مسرحية مملة و ثقيلة لا علاقة لها بأي ديموقراطية أـو تنافس شريف و شفاف لخدمة المصريين بالفكرة الذكية . لأن نتائجها معروفة و محسومة لصالح المرشح الوحيد أي السيسي الشخصية المعروفة بقساوتها على المصريين أكثر من الشخصيات الأخرى التي سبقتها ... كان هناك محمد نجيب أول رئيس لمصر بعد إنقلاب يوليو 1953.ثم جمال عبد الناصر.ثم أنور السادات.ثم حسني مبارك. والمقصود بإنقلاب يوليو هو ما تمت تسميته ثورة الضباط الأحرار في 23 يوليو 1953 ضد الملكية.و ما تمت تسميته ثورة لم يكن في واقع الأمر إلا إنقلابا عسكريا محضا.و تسميته "ثورة" كان للتمويه و إعطائه شرعية شعبية رغم أن الشعب لم يشارك فيه .فقد تم كل شيئ ليلا و تحت جنح الظلام من طرف قادة عسكريين. بطبيعة الحال مبرر قادة الجيش آنذاك لإعطاء شرعية لهذا الإنقلاب الخطأ كان هو محاربة الفساد .و لو لم تكن هناك حرية للتحرك لما قاموا بما قاموا به . قادة الجيش الشباب و السذج و قليلي الخبرة السياسية آنذاك حولوا القيادة العسكرية دون أن يدروا لمؤسسة الحكم المدني. فجمعوا بين تخصصين لا يجتمعان في المؤسسة العسكرية إلا في حالات إستثنائية و نادرة بالنسبة لتاريخ بعض الدول التي تكون في طريقها نحو الديموقراطية خوفا على البلد من التقسيم أو من الحرب الأهلية مثل حكم فرانكو في إسبانيا أو حكم الجنرال ديغول في فرنسا . لكن الذي حدث بعد ذلك هو التفريط في مكتسبات المصريين منذ ذلك الحين (منذ إنقلاب 1953) .حيث خسرت مصر أراض كثيرة وآخرها جزيرتي ثيران و سنافير....و شب الفساد في قيادة المؤسسة العسكرية و غيرها .و صار قادة الجيش يحشرون الجيش في كل كبيرة و صغيرة تهم المجتمع المدني .و لم يعودوا يهتمون فقط بالجانب العسكري و الدفاعي عن البلد .لذلك إنهزمت مصر في حرب سنة 1967 ضد إسرائيل .و لو بقيت الملكية لما كانت تلك الحرب أصلا .. الفيديو الذي يوجد رابطه أسفل المقال يسلط الضوء على مصر أيام الملكية و يبين كيف أن إقتصاد مصر كان قويا و إنتاجها كان مميزا .و كانت تمتلك أشياء في ذلك الوقت لم تكن متاحة لغيرها مثل محطات الطاقة الشمسية و المسارح و الشياكة الهندسية المعمارية و الفنية و الثقافية و الموسيقية وغير ذلك..بل أكثر من ذلك كانت مصر ترسل مساعدات مالية لدول أوروبية مثل بلجيكا و غيرها .و تقرض دولا أوروبية أخرى بالعملة الصعبة .وكان القطن المصري ذي الجودة العالية مفخرة للمصريين عبر العالم ..المملكة المتحدة المصرية آنذاك كانت تشمل مصر الحالية و السودان و غزة و الجزء الشرقي من ليبيا و جزء من تشاد حتى أن أوغندا طلبت الإنضمام للمملكة المتحدة..كانت مصر متقدمة جدا بالنسبة لزمانها أيام الملكية المدنية و بالنسبة لدول كثيرة..للأسف أن هذه الملكية قد ضاعت للمصريين و إلى الأبد مثلما ضاعت لهم أشياء أخرى مادية في ظل الحكم العسكري .بل ضاعت حتى الأحلام بوطن حر و ديموقراطي. و من كل هذا يجب الإستنتاج أن مصر لا يصلح لها الحكم العسكري.فلا يجوز جعل الجيش ضد الشعب من طرف قادته .و على القيادة العسكرية الحالية العودة لثكناتها و الإعتراف للشعب المصري بحقه في حكم مدني يعرف السياسة .و لم لا تعود الملكية لمصر كإعتراف بالخطأ و تكفير عن الذنب إذا كان هناك أحياء من العائلة الملكية التي تم الإنقلاب عليها ؟ فما قال السيسي مؤخرا في خطابه القاسي و التهديدي الواضح بمناسبة تقديم مشروع ظهر للغاز "أنه ليس شخصا سياسيا " يدل دلالة واضحة على ضعف الخطاب السلطوي الديكتاتوري الموغل في إحتقار الشعب ولا يفهم في السياسة و يستأسد عليه بالقوة العسكرية مثل ما قال ذات يوم "الأسد ما بياكلش أولادو" . وكأن الجيش في كفة والشعب في كفة أخرى .في حين أن جميع أفراد الجيش هم أفراد من الشعب المصري و ينتمون إليه عضويا. على القيادة في الجيش أن تعرف بأن التمسك بالسلطة في مصر سيزيد من متاعب مصر و من التطرف و الإرهاب .وعليها أن تستفيد من هذا التاريخ الذي بسطناه بإختصار هنا.لأن خطاب القوة لن ينتج غير خطاب قوة أكثر منه تشددا ..و لن تنتهي متاعب مصر أبدا من التطرف و الإرهاب .و سيؤدي الإستمرار في السلطة لتشتيت مصر و ضياع الإنسان فيها. العالم يراقب ما يحدث في مصر.و كل خطاب تهديدي لا يترجم إحترام الشعب يصير بلا قيمة أو شرعية .كما أن الشخصيات التي لا تصلح لقيادة الشعوب هي التي تكون ذات خطاب متشنج و ناري و غير هادئ.قد تستمر لبعض الوقت لكنها تخسر دائما في النهاية .. فلا يجب تكرار "من أجل مصر " " من أجل مصر" مع الدوس على حرية و كرامة المصريين ...و تحويلهم لعبيد. فالوطن صحيح غالي .لكن الإنسان أغلى منه .لأن وجود الإنسان هو الذي يعطيه قيمة .فالأرض كلها ذهبا إذا لم يكن الإنسان ليعطي للذهب قيمة فهل تبقى له أي قيمة ؟.. و آذان الإنسان هي التي تعطي لزقزقة الطيور و لخرير المياه الوجود و القيمة .و إلا لما صار لها أي وجود ... كما أن حق الشعب المصري في مخاطبته باللياقة و الأدب ليس منة من أحد أو عطية من العطايا و الهبات.إنه حق شرعي غير قابل للتصرف من طرف أي كان في النظام السياسي الذي يحترم شعبه .لأنه يعني سيادة الشعب مصدر كل السلطات.و للشعب الحق في الحرية والكرامة الإنسانية و في كل الحقوق المنصوص عليها في القانون الدولي لحقوق الإنسان . و مخاطبة الشعب بأي طريقة رعناء أو تهديدية من طرف المسؤولين في جهار الدولة كيفما كانت درجات مسؤوليتهم يجب أن تقود منطقيا و قانونيا للمساءلة القانونية أمام الشعب . فاليوم نعيش في حضرة القرن الواحد و العشرين و لسنا في عصر 4 آلاف سنة قبل الميلاد .فأنظروا لدول ديموقراطية في مناطق كثيرة من العالم ليست بالضرورة أوروبية .فالحرية و إشتغال جميع أفراد الشعب هما الركنان الأساسيان لتشغيل مؤهلات الإنسان و الخروج من عنق الزجاجة للإزدهار والرخاء و ليست القبضة الأمنية والحكم الفردي و خنق الحريات .من لا يقبل النقد و المعارضة لا يصلح للسياسة ... تذكروا هذا ... تحياتي لكل الأحرار المصريين.
رابط فيديو كلمة السيسي التهديدية للشعب : https://www.youtube.com/watch?v=ADThfCWzRjw&list=LLIpRD7Zhzz7NK1Jsphpnpmg&index=4&t=0s رابط فيديو مصر أيام الملكية : https://www.youtube.com/watch?v=9sdx5yB6Eag&t=419s
#كمال_آيت_بن_يوبا (هاشتاغ)
Kamal_Ait_Ben_Yuba#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
فرصة 20 فبراير لم تضع في المغرب
-
مؤشر الديموقراطية يُبعد المغرب عن إسرائيل بدولتين فقط
-
نظام الملالي و مسألة القوميات في إيران
-
رحل شاه إيران وسيرحل الملالي و يبقى فكر مصدق شامخا
-
منظمة مجاهدي خلق الإيرانية هي البديل الحضاري
-
تحسين ظروف عيش المواطنين المغاربة ضرورة
-
هل تسمية العرب بالمدنيين نسبة للمدينة المنورة صعبة ؟
-
الأمازيغية في الجزائر سبب للتقدم والسلام و ليس للفتنة
-
ألَنْ تَسْلم الجرة هذه المرة في إيران ؟
-
توضيح حول الإعتقاد في وجود قدرة إلهية عظمى
-
المجتمع الدولي مُطالب بحماية متظاهري إيران من خامنئي
-
ألا تكفي 37 سنة ديكتاتورية في إيران ؟
-
حديث قصير حول ليبيا
-
الشيخ الشعراوي : المايكروفونات غوغائية تديُّن باطلة
-
السنة الأمازيغية تنتزع الإعتراف من الجزائر
-
تهنئة للحوار المتمدن بمناسبة السنة الميلادية 2018
-
بيان إتحاد الربوبيين بشأن الحرب في اليمن
-
مات الشاعر أحمد بمدينة القنيطرة أمس
-
إردوغان يتحدث كرئيس دولة توسعية قديمة
-
الفلسطينيون أول المطبعين مع إسرائيل
المزيد.....
-
مشهد يحبس الأنفاس.. مغامر يتسلق جدارًا صخريًا حادًا بسويسرا
...
-
وسط التصعيد الأوكراني والتحذير من الرد الروسي.. ترامب يختار
...
-
انخفاض أعدادها ينذر بالخطر.. الزرافة في قائمة الأنواع مهددة
...
-
هوكستين في تل أبيب.. هل بات وقف إطلاق النار قريبا في لبنان؟
...
-
حرس الحدود السعودي يحبط محاولة تهريب نحو طن حشيش و103 أطنان
...
-
زاخاروفا: الغرب يريد تصعيد النزاع على جثث الأوكرانيين
-
صاروخ روسي يدمر جسرا عائما للقوات الأوكرانية على محور كراسني
...
-
عشرات القتلى في قصف إسرائيلي -عنيف- على شمال غزة، ووزير الدف
...
-
الشيوخ الأمريكي يرفض بأغلبية ساحقة وقف مبيعات أسلحة لإسرائيل
...
-
غلق أشهر مطعم في مصر
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|