أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم حبيب - فالح عبد الجبار، الإنسان الطيب والمناضل الشجاع والعالم الرصين














المزيد.....

فالح عبد الجبار، الإنسان الطيب والمناضل الشجاع والعالم الرصين


كاظم حبيب
(Kadhim Habib)


الحوار المتمدن-العدد: 5803 - 2018 / 3 / 2 - 21:08
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



مات فالح على غير موعد، اختطفته يد المنون دون وداع، هكذا هو الموت..، يأتي على غير موعد، لا يعلن عن قدومه، زائر غريب ومضني لا يمكن ردّه..، جاء في وقت غير مناسب، لم يمهله لإنهاء الفكرة في المذياع، أتعبه موضوع العراق المنهك وهو يتحدث في فترة قصيرة عن تاريخ العراق المأساوي.. ها هو الموت يختطف من جديد صديقاً ورفيقاً ومناضلاً آخر.. يختطف الأحبة واحداً بعد الآخر.. سعدنا برؤيته على شاشة التلفزيون، وأنهكنا الحزن قبل ان ينهي الموضوع!!

كان فالح في قمة عطائه الإنساني، وفي حركة دائبة غير قادر وغير راغب على التوقف ولو لحظة واحدة ليريح قلبه المتعب مما جرى ويجري في العراق الجريح وفي المنطقة!! كان شعلة وهاجة ينير درب الآخرين ويشتعل ذاتياً.

التقيته قبل فترة وجيزة، تجولنا في شوارع برلين اخترنا مطعماً هادئاً، جلسنا وتحدثنا في همومنا المشتركة، وتحاورنا عن المشاريع الكثيرة الواعدة التي كان ينوي القيام بها وإنجازها، وتحدثت له عما أقوم به فيما تبقى من سنوات عمر الشيخوخة. اتفقنا على تنشيط فعاليات بعض منظمات المجتمع المدني التي نعمل فيها، وأن نكرس وقتاً أكثر لها. كان لا يهدأ.. في زحمة أعماله الكثيرة وسفراته المكوكية في أنحاء العالم، كان يحمل حقيبته الصغيرة وأوراقه وأقلامه ونظارته. منذ وفاته شلت يدي عن الكتابة عنه لقسوة المفاجئة، رغم معرفتي بقلبه العليل.. مات وهو لا يحمل غير أوراقه وقلمه، وفي قلبه يحمل زوجته العزيزة فاطمة المحسن وابنته فيروز وولديه خالد وعلي والكثير الكثير من الرفاق والأصدقاء والمحبين والمعجبين بكتاباته..

لقد عمل فالح بدأب العالم المفكر، ومنهجية الباحث الجاد والرصين، فهو شديد الذكاء، دقيق الملاحظة، سريع البديهة، قوي الذاكرة وموسوعي المعرفة مع اعتداد بالنفس. عمل فالح بإخلاص على وفق الحكمة المندائية القائلة "ويل لعالم غير منفتح على غيره، وجاهل منغلق على نفسه"!

كانت لقاءاتنا قليلة، ولكن كنا حين نلتقي تكون موضوعات البحث العلمي والمشاريع التي نقوم بها هي مادة الحديث، إلى جانب أوضاع الشعب العراقي والمنطقة وأوضاع العراقيات والعراقيين في الخارج ومشكلاتهم المعقدة بسبب تعقد أوضاع الداخل.

لقد كان رفيق درب نضالي طويل، كان منفتح العقل والقلب، يكره القيود على الفكر والممارسة، يريد أن يكون طائراً حراً يحلق في الأعالي، ليرى بأفق أوسع ما على الأرض وفي السماء، ثم يحط على الأرض، ليتلمس برؤية مباشرة وموضوعية وهادفة ما يمكن أن يكون نافعاً فيما يكتب وينشر.

عشنا فترة معاً، وفي موقع واحد، في الإعلام المركزي للحزب الشيوعي العراقي، ضمن حركة الأنصار الشيوعيين العراقيين في جبال وارياف وقرى كردستان العراق، كانت واحدة من مراحل النضال الصعبة ضد نظام البعث والدكتاتورية والحرب والعدوان، وفي سبيل عراق ديمقراطي مدني حر، وشعب ينعم بالحرية والرفاه، وقوميات تتمتع بحريتها وحقوقها الأساسية.

مات فالح مبكراً، خسرناه مفكراً ومناضلاً وصديقاً رائعاً.. أنجز أبو خالد العزيز الكثير وبقي الكثير الذي فكر وعمل على إنجازه.. ستبقى صورته في ذاكرتنا وستبقى كتاباته تساهم في إنارة طريق النضال لغد أفضل بالعراق والمنطقة. التعازي القلبية للعزيزة فاطمة المحسن ولبقية افراد عائلته ورفاقه ومحبيه.







#كاظم_حبيب (هاشتاغ)       Kadhim_Habib#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأسس المادية لظواهر لاستبداد والقسوة والتعذيب والتمييز في ا ...
- الأسس المادية لظواهر لاستبداد والقسوة والتعذيب والتمييز في ا ...
- هل ستكون الانتخابات القادمة نزيهة في ظل نظام طائفي فاسد؟
- الأسس المادية لظواهر لاستبداد والقسوة والتعذيب والتمييز في ا ...
- الأسس المادية لظواهر لاستبداد والقسوة والتعذيب والتمييز في ا ...
- أينما تمتد الأصابع الإيرانية تشتعل نيران الكراهية ويرتفع دخا ...
- المأساة والمهزلة في عراق اليوم! [العراق بين جحيمي الهيمنة ال ...
- عن أي وحدة يتحدث رئيس الوزراء العراقي؟
- قراءة حزينة وممتعة في كتاب -مطارد بين ... والحدود- للكاتب يح ...
- قراءة حزينة وممتعة في كتاب -مطارد بين ... والحدود- للكاتب يح ...
- قراءة حزينة وممتعة في كتاب -مطارد بين ... والحدود- للكاتب يح ...
- قراءة حزينة وممتعة في كتاب -مطارد بين ... والحدود- (3-5) مطا ...
- قراءة حزينة وممتعة في كتاب -مطارد بين ... والحدود- للكاتب يح ...
- قراءة حزينة وممتعة في كتاب -مطارد بين ... والحدود- للكاتب وا ...
- إلى أين يسير النظام السياسي الطائفي الفاشل والكارثي؟
- رؤى مختلفة ومتصارعة إزاء حق الشعب الكردي في تقرير مصيره (4 - ...
- رؤى مختلفة ومتصارعة إزاء حق الشعب الكردي في تقرير مصيره (3 - ...
- سكان عفرين السورية ضحايا ارهاب الدولة التركية والصراع الإقلي ...
- رؤى مختلفة ومتصارعة إزاء حق الشعب الكردي في تقرير مصيره (2 - ...
- رؤى مختلفة ومتصارعة إزاء حق الشعب الكردي في تقرير مصيره (1 - ...


المزيد.....




- اتفاق جديد أم تكرار لاتفاق 2015؟ .. شاهد كيف وصف ولي نصر محا ...
- سواريز يثير الجدل بـ-محاولة عض- جديدة
- المجر تحظر فعاليات مجتمع الميم العامة بتعديل دستوري
- رائد فضاء روسي يكشف عن توقعاته حول مشروع المحطة القمرية
- مفاجأة مسقط: لدى طهران 7 قنابل نووية!
- أم فلسطينية تودع ستة من أبنائها قتلتهم غارة إسرائيلية في غزة ...
- تقرير إعلامي: ندوة تقديم إصدار أطاك المغرب “الصيد البحري في ...
- مقتل 3 أشخاص في احتجاجات شرق الهند رفضا لإقرار قانون يتعلق ب ...
- الهجمات -الإرهابية- تفاقم الأوضاع الإنسانية شمال بوركينا فاس ...
- معارك في البر والبحر.. هكذا تصعّد بريطانيا المواجهة مع روسيا ...


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم حبيب - فالح عبد الجبار، الإنسان الطيب والمناضل الشجاع والعالم الرصين